يتوجه غدا4 ملايين ناخب سوداني إلي مراكز الاقتراع, والتي يبلغ عددها نحو2765 مركزا لتقرير مصير السودان في استفتاء علي انفصال الجنوب عن الشمال ويبدأ الاستفتاء من الغد وحتي منتصف الشهر الحالي, وقد استعدت جوبا عاصمة الجنوب لهذا الاستفتاء بأكبر حملة نظافة لشوارعها وقامت بتنفيذها عناصر الشرطة, وفي الوقت نفسه, أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن قرار الانفصال ليس بيده إنما دعت إليه الحركة الشعبية لتحرير السودان. وقد أكد الرئيس البشير أن قرار انفصال الجنوب عن الشمال وعدم تحقيق الوحدة ليس بيده, مشيرا إلي أنه عمل كل ما في وسعه من أجل إقناع المواطن السوداني الجنوبي بالوحدة مع الشمال. وقال البشير في مقابلة خاصة مع قناة' الجزيرة' الفضائية بثتها أمس- ليس كل الجنوبين يفضلون الانفصال عن الشمال, مشيرا إلي أن الجنوب ظل في حرب منذ عام1955 مما أثر بالسلب علي المواطن الجنوبي سواء الموجود أو الذي نزح إلي الشمال أو إلي دول الجوار. وأضاف أن الذين يفضلون الانفصال ويدعون إليه هم الذين يرون أن معاناة المواطن الجنوبي لن تنتهي إلا من خلال الانفصال عن الشمال وإقامة دولة في الجنوب. وأشار إلي أن الحركة الشعبية هي التي دعت للانفصال أخيرا, رافضا القول بأن تكون الحركة الشعبية قد خدعته, ولكنها اتخذت قرارا وإن كان هذا القرار لم يوضح ويتخذ من قبل مجلس تحرير الحركة ذاتها. وأوضح الرئيس السوداني أن أهم ما قام به من أجل إقناع المواطن الجنوبي للتصويت للوحدة هو ما تم الاتفاق عليه في اتفاقية السلام الشامل والتي تلتزم بها الحكومة الاتحادية. وقد استعدت مدينة جوبا عاصمة الجنوب السوداني للاستفتاء علي تقرير مصير جنوب السودان المقرر له غدا وبدت كأنها ثكنة كبيرة لافراد الشرطة الذين جابوا شوارعها منفذين أكبر حملة نظافة في تاريخ المدينة حيث تم جمع القمامة من الشوارع وبالقرب من المنازل ومحال البقالة الصغيرة وحرقها. كما أسهمت سيارات عديدة في كنس الشوارع وتنظيفها استعدادا لاستقبال أكثر من1200 مراقب دولي سيشرفون علي إجراء الاستفتاء. وقد شهدت الحركة المرورية بالمدينة زحاما كبيرا في ساعات الصباح حيث تزامنت حملة النظافة مع المسيرة الشعبية التي نظمها طلاب يطلق عليهم شباب الانفصال والذين انطلقوا من أمام استاد جوبا وحتي ضريح زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون جارانج مرددين الهتافات الداعية الي الانفصال. وتوقع المتحدث الرسمي باسم مفوضية الاستفتاء في جوبا جورج ماكير أن تجري عملية الاستفتاء غدا بسلاسة وسهولة بالنظر إلي التحضيرات والاستعدادات الممتازة التي تم اتخاذها في هذا الخصوص. وردا علي سؤال حول طبيعة هذه الاستعدادات قال ماكير- في تصريح لموفد وكالة أنباء الشرق الاوسط الي مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان- إن بطاقات الاقتراع تم توزيعها علي كل المراكز بمختلف الولايات. وأضاف أن عمليات تسجيل أسماء المشاركين للادلاء بأصواتهم تمت بامتياز.. مشيرا إلي أن عدد المسجلين يصل إلي نحو4 ملايين منهم3 ملايين و200 الف شخص في ولايات جنوب السودان والباقي في شمال السودان والخارج. وبالنسبة لعمليات التصويت قال ماكير إنها ستستمر من9 إلي15 يناير الحالي وسيتم إعلان النتائج علي مستوي كل مركز ثم علي مستوي كل ولاية لتعلن النتيجة النهائية من جانب المفوضية القومية للاستفتاء ومقرها الخرطوم في الاسبوع الاول من فبراير المقبل. وحول عدد المراكز التي ستجري فيها عملية التصويت.. قال ماكير هناك أكثر من2600 مركز بولايات الجنوب وأكثر من165 مركزا في الشمال مخصصة للجنوبيين المقيمين هناك بجانب عدد من المراكز بالخارج. وأكد ماكير أنه تمت ازالة كافة العقبات أمام اجراء الاستفتاء في جو مناسب وايجابي وأن الجميع حريص علي انجاحه واتمامه علي أفضل صورة. في غضون ذلك, قال ابراهيم أحمد عمر مستشار الرئيس السوداني رئيس قطاع الفكر والثقافة بالمؤتمر الوطني إنه لن تكون هناك هزات في الشمال اذا حدث انفصال الجنوب, وإن الحزب اتحذ ترتيبات لذلك عبر لجانه المختلفة في مختلف المجالات علي المستويات الاقتصادية والسياسية والامنية وفي مجال العلاقات الدولية, مضيفا أن المؤتمر الوطني والحكومة القائمة الان تضع في حساباتها كل الاحتمالات. ولم يستبعد مستشار الرئيس السوداني في حوار مع وكالة السودان للانباء أمس, تدخل' الغرب والصهيونية' في اطار محاولاته المستمرة لتشويه صورة السودان الشمالي, قائلا' إن الغرب يحاول الان مواصلة ذات الدور الذي مارسه في الانتخابات الماضية في وصفها بعدم النزاهة والتزوير مع علمه بنزاهتها'. وفي الوقت نفسه, أطلع رئيس مفوضية استفتاء جنوب السودان محمد ابرهيم خليل, الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر خلال لقائهما أمس في الخرطوم علي ترتيبات الاستفتاء المقرر غدا الاحد, ونوه كارتر بالجهد الذي قامت به المفوضية بما يضمن اجراء الاستفتاء في جو سلس وبحرية وشفافية. وعلي صعيد آخر, أكد الامين العام للمفوضية السفير محمد عثمان النجومي أن المفوضية أكملت كافة استعداتها لبدء عملية الاقتراع التي تنتهي في الخامس عشر من الشهر الحالي, مشيرا الي ان المفوضية ستعمل علي نشر كشوفات الناخبين اليوم. وأضاف أن المفوضية علي صلة تامة بالاجهزة الامنية والشرطية التي تعمل علي تأمين كافة مراكز الاقتراع حتي تجري العملية في هدوء وامن وسلام. وأعلن السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي التزام الرئيس باراك أوباما الشخصي بتحقيق السلام بدار فور. وأضاف السيناتور جون كيري, خلال لقائه أمس بالفاشر عثمان محمد يوسف كبر والي ولاية شمال دارفور, أن الاهتمام الامريكي بالاستفتاء, لن يصرف الإدارة الأمريكية عن الاهتمام بقضية دارفور, مؤكدا اهتمام والتزام الأسرة الدولية بالعمل من اجل تحقيق السلام بالاقليم.