تعد إحدي الشبكات التليفزيونية عدتها لتقديم برنامج فكاهي إختارت له عنوانا ساعة لقلبك وهو نفس العنوتان الذي كان يقدم به البرنامج الذي لايزال يعيش في وجدان الناس من خلال فقرات منه تقدمها شبكة البرنامج العام بالإذاعة المصرية. وفي ظني أن ما تقوم به الشبكة التليفزيونية يعد لونا من السطو الفني علي برنامج من التراث الإذاعي بمعني أنه ملكية فنية للإذاعة التي من حقها أن تتقدم بشكوي للجهات المسئولة عن الملكية الفكرية تطلب منها إيقاف بث هذا البرنامج وهي مسألة أترك إمرها للشئون القانونية باتحاذ الإذاعة والتليفزيون لتري فيها رأيها وتدلي فيها بدلوها وحقيقة أنا مشفق علي الطاقم الفني الذي سيقدم البرنامج من أن لا يكون علي مستوي ما كانت عليه ساعة لقلبك الإذاعية وبالتالي تحدث مرمطة لبرنامج كان نافذة للفكاهة ومجالا لرسم البسمة علي مدي أكثر من عشر سنوات منذ أن قدم في الإذاعة سنة1953 واستمر حتي سنة1963 ومن خلال هذا البرنامج تخرج عدد كبير من نجوم الكوميديا الذين عشقهم الناس وظهر بعضهم علي الشاشة السينمائية في أفلام يتذكرها رواد السينما بل ويترحمون علي ما كانت عليه وما حوته من مواقف أثارت الضحكات وبرنامج ساعة لقلبك كان صاحب فكرته الراحل الإذاعي استاذنا أحمد طاهر الذي كان يعمل منذ أربعينيات القرن الماضي في إذاعة ال بي بي سي وجاء إلي مصر بعد الغاء وزارة الوفد للمعاهدة المصرية الإنجليزية سنة1951 والتحق بالأذاعة المصرية وقدم العديد من البرامج الجماهيرية فهو صاحب برنامج جرب حظك وبرنامج علي الناصية وبرنامج أوائل الطلبة وبرنامج ساعة لقلبك وظل الرجل يقدم هذه البرامج علي مدي أكثر من عام وبالطبع كان يجهد نفسه ويعيش بين الاستوديوهات الإذاعية أكثر من خمس عشرة ساعة يوميا يسجل ويجري عمليات المونتاج لهذه البرامج وجاء رئيس الإذاعة الراحل أمين حماد ليعينه مديرا للمنوعات ومشرفا علي هذه البرامج التي توزعت بين المذيعين وكان من نصيبي أن أقدم ساعة لقلبك وخلال المدة التي قدم فيها استاذنا أحمد طاهر برنامج ساعة لقلبك كان نجوم البرنامج حسين الفار وسلطان الجزار وأحمد الحداد الذين كانوا ملوك القافية ولما تسلمت البرنامج فتحنا الباب لمن يجد في نفسه ملكة الفكاهة وقمنا بالتردد علي حفلات طلبة الجامعات وأعضاء فرق الكشافة وتقاطر النجوم فجاء أبو لمعة والخواجة بيجو وجاء فؤاد المهندس وعبدالمنعم ابراهيم وجاء دويتو العبيط وأبوه وجاءت خيرية أحمد وجمالات زايد وكتب للبرنامج مجموعة من كتاب الفكاهة محمد عفيفي مثلا الذي كان يكتب نكاته في أخبار اليوم كما جاء عبدالمنعم مدبولي ويوسف عوف وغيرهم ممن أثروا البرنامج بكتاباتهم ولا أنسي أيضا الراحل أنور عبدالله كانت ساعة لقلبك تسجل في مسرح الريحاني بعد أن ضاق استديو الإذاعة بالجماهير الراغبة في حضور البرنامج وكنت أستعين بشرطة النجدة لكي تنظم دخول الناس إلي مسرح الريحاني وأذكر أن الراحل بديع خيري يعد حوالي ستة أشهر من بدء التسجيل في المسرح ألغي العقد مع الإذاعة لأنه خاف علي المسرح وكراسيه بعد الزحام الشديد الذي كان يحدث داخل المسرح فستأجرت الإذاعة مسرح الهوسابير وعلي مدي تسع سنوات ظللت أقدم البرنامج الذي كان مجالا للضحك البريء والنكتة الحلوة وكانت رسائل السامعين تأتي إلي الإذاعة في زكائب من مصلحة البريد واستطاعت السينما أن تجذب نجوم البرنامج وأصبح المهندس نجم الشباك وكذلك أمين الهنيدي ومدبولي وعبدالمنعم ابراهيم وخيرية أحمد كما أنني شعرت بالتعب فقد كان البرنامج يستغرق مني وقتا وجهدا كبيرين وبالتالي توقف البرنامج وإن ظلت بعض لقطاته تذاع حتي الآن في إطار ما يذاع من كنوز الإذاعة وأتساءل هل سيكون برنامج ساعة لقلبك التليفزيوني علي مستوي ساعة لقلبك الإذاعي لننتظر ونحكم بعد ذلك.