بقلب متحجر وأفعال تقف أمامها الشياطين مذهولة، وقف ابن قرية »المطيعة « باسيوط يتراقص على جثه والده ويتمايل أمام الجميع بعدما أفرغ ما بداخله من حقد وغل تجاه الأب الذى سهر الليالى وتحمل قهر الظروف ومهانة الأيام وتقاسم معه لقمة العيش حتى يخرجه للدنيا ليكون له معينا فى الكبر وسندا عند الشدائد وبارا بأسرته ولكن ذهبت أحلام الأسرة أدراج الرياح بعد أن أخرج الابن سلاحه النارى ووجهه صوب والده عقب تفاقم الخلافات بينهما حيث كتب الابن النهاية بأن أطلق عدة أعيرة نارية استقرت فى احشاء الأب المكلوم ليسقط على الأرض غارقا فى دمائه مستنجدا بالابن لنقله للمستشفى ولكن هيهات فلا حياة لمن تنادي, حيث ظل الابن يشاهد اللحظات الأخيرة في عمر والده دون أن يتحرك له ساكن حتي تأكد من مفارقته الحياة ليفر هاربا تاركا القرية لتستيقظ القرية الهادئة علي صوت الصراخ والعويل, وعلي الفور سارع الأهالي والجيران إلي المنزل حتي فوجئوا برب المنزل مسجي علي الأرض وغارقا في دمائه بعد أن قتله نجله وهرب في منطقة نائية وسط الزراعات. كان اللواء عبدالعظيم نصر مدير أمن أسيوط قد تلقي إخطارا من مأمور مركز أسيوط يفيد تلقيه بلاغا من الأهالي بوجود إطلاق أعيرة نارية وسقوط قتيل. انتقل فريق من ضباط المباحث بإشراف اللواء خالد شلبي مدير المباحث الجنائية وبرئاسة المقدم محمد مجدي رئيس مباحث المركز ومعاونة الرائد حسام الجاحر, وتبين لهم من المعاينة الأولية مقتل جمال فارس50 سنة فلاح إثر إصابته بعدة طلقات نارية أودت بحياته, وأشارت التحريات أن مرتكب الواقعة نجله ناجح حيث قام بإطلاق النيران عليه من سلاح ناري كان بحوزته ولاذ بالفرار. فيما قال شهود عيان إن الفترة الأخيرة شهدت نشوب خلافات كبيرة ومتكررة بين الأب ونجله وصلت إلي حد التراشق بالألفاظ بين الطرفين ولكنها كانت عادة ما تنتهي برحيل أحدهما من وجه الآحر وفي احدي المرات نشبت بينهما مشادة كلامية حامية بسبب اعتراض الأب علي زواج نجله من احدي الفتيات بمدينة أسيوط ولم تتقبل الأسرة ذلك الأمر وهو ما اعتبره الابن حرية شخصية لا يحق لاي شخص مهما كان صلته به أن يتدخل في اختياراته حتي لو كان والده وهو ما اعتبره الأب إهانة شخصية له وقرر أن يؤدبه بأن يتركه لحالة دون أن يساعده بشيء وهنا تطور الخلاف إلي مشادة كلامية بالسب والقذف بالألفاظ النابية من الابن علي والده, وبعد أن فاض الكيل بالأب قام بمحاولة طرد الابن العاق من منزله ولكن الابن طلب نصيبه في الميراث من الأرض الزراعية مقدما رغم تمتع والده بكامل صحته ورغم أنه مازال علي قيد الحياة وذلك لكي يتمكن من الإنفاق علي زواجه ولكن والده رفض بشدة أن يأخذ ميراثه قبل وفاته وطالبه بضرورة الاعتماد علي نفسه. فكانت الجريمة التي اهتزلها الشارع الأسيوطي وأخطرت النيابج وصرحت بدفن الجثة وأمرت بسرعة ضبط المتهم.أسيوط وائل سمير