شهد الوسط الثقافي في الفترة الاخيرة نشاطا واضحا للمشروعات المستقلة الهادفة لدعم العمل الثقافي واخرها المبادرة التي رعتها ساقية الصاوي أخيرا تحت عنوان: القراءة حياة هدفها تشجيع الشباب علي القراءة المستنيرة في كل مجالات العلم والفكر. الورشة أقيمت الاثنين الماضي تحت شعار اقرأ. ناقش. ابدع. وشارك فيها كل من د. نبيل فاروق المهندس محمد الصاوي, الإعلامي احمد يونس, والمخرج محمد دياب, وأستاذة التنمية البشرية هدي طاهر, والكاتب الشاب محمد صلاح العزب,, اضافة الي الصحفي والكاتب محمد مصطفي.وجاءت احتفالية الساقية بالمشروع بهدف اطلاقه إعلاميا ورسميا. الي جانب الاشحتفاء بما أنجزته الورشة, ودارت الإحتفالية حول ثلاثة محاور هي أهمية القراءة في نهضة الشعوب, إنجازات المشروع, و أدب نجيب محفوظ في مخيلة شبابنا وذلك بمناسبة مئوية ميلاد الكاتب الكبير, وهي المناسبة التي شجعت ورشة القراءة حياة لعرض ونقد جميع روايات نجيب محفوظ بالنص والصوت, احتفاء بصاحب نوبل.وحول هذه المبادرة المستقلة لدعم القراءة توجهنا بسؤال عدد من المشاركين والكتاب حول أهمية وجودها. وفي البداية قال الكاتب الدكتور نبيل فاروق شعرت بسعادة بتلك المبادرة الخاصة لان الشعوب لاتتحسن بالمبادرات الحكومية لكنها تتقدم بالمبادرات الشعبية النابعة من الناس أنفسهم لذا يتقبلونها بشكل أسهل وابسط وفي اعتقادي أن المجتمع يحتاج إلي مثل هذه المبادرات لما يعانيه من توتر وتعصب, لأن القراءة توسع المدارك والفهم, ومبادرة القراءة حياة هي مجرد بداية نأمل لها ومثيلاتها ان ترفع مستوي الوعي والثقافة, لنواجه الفكر المتخلف والمتعصب الذي يرد علي العقول ليدمرها.أما الكتاب سعيد الكفراوي فيؤكد أنه من المؤمنين بأن بدون قراءة جيدة لاتوجد كتابة جيدة, والكاتب الذي لايقرأ لايكون وعيه الإبداعي. ويكمل الكفراوي عبر تاريخ الادب لم يتشكل وجدان ابداعي حقيقي إلا ممن كانوا قراء عظاما مثل بورخيس ونجيب محفوظ وغيرهما, والمبادرة بهذا المعني تستدعي ملازمة القراءة مما يستدعي ايضا ان نطل بنظرة اخري علي الوجدان الإنساني من خلال الكتاب, ووجود مثل هذه المبادرة هو استعادة لذاكرة مصرية فيما مضي كانت تعشق القراءة, وآخر الأجيال التي قرأت كثيرا وأكثر مما كتبت هو جيل الستينيات مثل محمد عفيفي مطر, ادوارد الخراط, وابراهيم اصلان ورحب الكفراوي بالمبادرة وقال: نحلم أن تكون برنامجا أصيلا في حياتنا اليومية, لقد اجهضت وسائط الإعلام البائسة ملكة القراءة, فانا اتحفظ علي ان نستحضر المعرفة من خلال التقنيات الحديثة فانا أؤمن انه لابديل عن الكتاب ورفقته, لذا امل ان تتكرر مثل هذه المبادرة لكي يغتني واقعنا بكل ما هو جميل ومنشط للهمم حتي نستبدل ببؤس الواقع إطلالة علي حرية التعبير.ومن جانبه قال الكتاب محمد صلاح العزب المشارك في الاحتفالية أنا مع اي تجربة نستطيع بها جذب قراء جدد, فهناك مشاريع أخري تمت اخيرا مثل مشروع تاكسي المعرفة وكلها مشروعات مستقلة غير حكومية, وأول ماجذبني للمبادرة هو الشعار القراءة حياة, وهذا جعلني افكر في عمل ورشة للقراءة, فالوسط الثقافي يهتم بورش الكتابة ولم يلتفت احد لإقامة ورشة للقراءة وهي فكرة موجودة بالخارج, هدفها تطوير ملكة القراءة, ستكون مرتين في الشهر, الأولي لقراءة كتاب واقامة مناقشة حوله ولايشترط حضور كاتبه لأنه سيستعان بكتب أيضا لكتاب عالميين, والمرة الثانية يمكن للمشارك بالورشة ان يشارك الآخرين قراءاته ولكن الورشة حتي الآن مجرد فكرة. وأخيرا قال المهندس محمد الصاوي مدير ساقية الصاوي لايمكن انكار ان القراءة متأخرة في بلدنا ومعدلات القراءة في تراجع والتي لها تأثير مباشر علي تراجع الفكر والإبداع وكل المؤثرات الإيجابية لذا اي مباردة مستقلة أو حكومية لتنمية مستويات القراءة نحن معها, والمدخل الذي جذب الساقية لهذه المبادرة هو فكرة تسهيل القراءة علي الشباب, وأيضا جاء الشعار معبرا جدا عن اهمية القراءة وانها تساوي الحياة التي هي اهم شيء عند اي انسان. جدير بالذكر ان مشروع القراءة حياة هو احدي المبادرات الثقافية التي يتبناها موقع عمرو خالد. نت الموقع الشخصي للداعية المعروف, وهو من إشراف الشابين محمد جمال وهيثم نصار اللذين يقومان بإدارة ورشة عمل كبيرة من775 شابا عربيا, وقاموا حتي الآن بأنجاز مايقرب من300 عرض كتاب, وهذا الموقع يقدم عروضا لمئات الكتب, فهناك ورشة لعرض كتب الفلسفة وكتب الاديان, والترجمات, والعلوم التنمية البشرية, والأدب وغيرها من باقي المجالات.