نعم.. مصر حزينة ولكنها قوية وقادرة علي الحسم السريع في معركتها الجديدة ضد الإرهاب, وعلينا الانتباه جيدا لتلك الوجوه والأصوات المعروفة التي لا تقيم وزنا لأحزان المصريين ومشاعرهم وخطورة الموقف وتحاول كعادتها استغلال العمل الإجرامي لتحقيق مكاسب دعائية وفق مصالحها ورؤيتها المحدودة. لم تمض سوي ساعات قليلة وبدأنا نسمع نفس النغمات والأسطوانات المشروخة والكلمات الجوفاء والادعاء الكاذب بأشياء لا صلة بها بعمل إرهابي لن يفلت من العقاب والقصاص العادل. وهؤلاء كما نقول دائما لديهم قدرات لا ننكرها في سرعة ارتداء الأقنعة والتباكي علي الأسباب والأحوال التي أدت من وجهة نظرهم لما حدث بالإسكندرية, قفزا إلي نتائج بعيدة كل البعد عن الواقع الذي يشير إلي أن ما حدث لا علاقة له بالفتنة الطائفية المزعومة وإنما هو جريمة إرهابية تتكرر في الكثير من بلدان العالم والجرأة فقط في محاولة العبث بأمن مصر واستقرارها علي هذا النحو السافر والجبان. وفي الوقت الذي تعمل فيه الأجهزة الأمنية والمعنية علي تعقب الجناة والكشف عن التفاصيل, فإن علي المصريين جميعا الثقة في أنفسهم وفي أداء أجهزة الدولة التي تعمل ليل نهار وليها العقول والخبرات التي تكفل كسب المعركة وتوجيه ضربات ساحقة تكون عبرة لمن تسول له نفسه المساس بمصر وأهلها. لا تستمعوا لمن يشكك أو يطرح القضايا الجدلية الهادفة إلي نشر الفتنة والانقسام بين أبناء الوطن الواحد, ويكفي هذا الإجماع الشعبي علي الإدانة والتنديد للحادث الإجرامي وضرورة الوقوف صفا واحدا لا تخترقه مثل هذه المحاولات التي فشلت من قبل وستلقي المصير نفسه حاضرا ومستقبلا. والنصيحة لن تفيد مع الذين يتاجرون بقضايا الوطن حتي في أوقات الشدة التي تظهر فيها المعادن الحقيقية, وهؤلاء لا قيمة لهم في الشارع المصري الذي تتجلي فيه الآن أروع صور التضامن والتلاحم لمواجهة المخططات المشبوهة.