اذا كان النادى الأهلى يتعامل مع مباراة السوبر الافريقى على أساس أنها كأس يسعى الفريق للفوز بها لزيادة رصيد البطولات القارية الى الرقم 21 ليؤكد تربعه على عرش أندية العالم الأكثر حصولا على بطولات قارية متفوقا على ريال مدريد الاسبانى وميلان الإيطالى وبوكا جونيورز الارجنتيني، وإذا كان فريق وفاق سطيف يسعى للحصول على الكاس لأول مرة فى تاريخه وتاريخ الجزائر وجمهوره يحلم بالبطولة رقم 23 فى تاريخ النادى الكبير فإن الامر مختلف تماما بالنسبة للبلدين مصر والجزائر على كل المستويات سواء رياضيا او غير ذلك. اول الاهداف التى يسعى الجانب الجزائرى لتحقيقها من وراء مباراة السوبر هو تقارب الشعبين المصرى والجزائرى وهو الامر الذى يشاركه فيه الجانب المصرى حيث يسعى الطرفين معا لتعزيز العلاقات خاصة على المستوى الرياضى الذى تعرض لهزة كبيرة قبل خمس سنوات عقب مباراة منتخبى الفراعنة والجزائر فى ام درمان للتأهل لمونديال 2010 وهى المباراة التى خلفت رواسب كبيرة بين البلدين ولولا تدخل العقلاء لربما ساء الوضع اكثر مما حدث وقتها. مبادرات البلدين بدأت قبل مباراة السوبر بفترة كبيرة وتحديدا عندما قامت جريدة الهداف الجزائرية بتكريم المدرب المصرى حسن شحاتة على هامش حفل الكرة الذهبية وهو التكريم الذى كان له صدى طيب وكبير بين البلدين، وأعقب ذلك تكريم المدرب خير الدين مضوى مدرب وفاق سطيف فى القاهرة من الاتحاد المصرى للثقافة الرياضية الشهر الماضى وأيضا لاقى هذا التكريم قبولا طيبا وكبير من الجانبين خاصة من وسائل الاعلام الرياضية فى مصر والجزائر، ولم يتوقفا الامر عند هذا الحد بل سعى سفيرا مصر والجزائر فى البلدين الى بذل جهود كبيرة حتى تخرج المباراة فى افضل صورة وألا يكون هناك خروج عن النص فقام السفير الجزائرىبالقاهرة نذير العرباوى بزيارة النادى الاهلى قبل ان يرد له مسئولو الاهلى الزيارة فى مقر السفارة، وهو ما فعله السفير المصرى بالجزائر عمر ابوعيش عندما اجتمع اكثر من مرة مع بعض مسئولى فريق سطيف وأيضا مع الجالية المصرية بالجزائر والتى تستعد لمؤازرة بطل مصر. وفى كل مرة كان السفيران يؤكدان على الروح الرياضية وألا يكون هناك اى خروج عن النص مهما كانت النتيجة، وكما كانت فى الجزائر تعليمات خاصة لرجال الاعلام والصحافة بالتوازن فى التعامل مع المباراة فان السفير الجزائرىبالقاهرة فتح بابه امام الصحفيين المرافقين لبعثة الاهلى وطالبهم بالتعامل بشكل هادئ مع المباراة ودون اللجوء للعناوين المثيرة المعتادة فى مثل هذه اللقاءات التى تجمع فريق مصرى وأخر جزائري. وعلى نفس الدرب سارت الجماهير الجزائرية التى رفعت شعار شعب واحد ولقاء واعد) فى إشارة منهم الى ان نتيجة المباراة لن تؤثر على علاقة الاخوة بين الجانبين، ولان المباراة تقام على ارض الجزائر فقد قام الجانب الجزائرى بتوفير 1600 تذكرة لجماهير الاهلى وبدون اى مقابل فى الوقت الذى عانى جمهور سطيف فى الحصول على تذاكر المباراة لدرجة انهم طالبوا والى سطيف بالتدخل وبعضهم سخر من تذليل العقبات امام جمهور الاهلى مؤكدا ان الاهلى هو من سيستقبل سطيف فى البليدة وليس العكس، وبالفعل تدخل والى سطيف وقام بتوفير التذاكر فى ولاية سطيف بخلاف التذاكر الأخرى التى ستباع غدا الجمعة فى مدينة البليدة، من جانبه لم يفوت محمد روراوة الفرصة وأعلن منذ فترة عن مأدبة عشاء خاصة مساء اليوم الخميس فى فندق شيراتون الصنوبر بالعاصمة الجزائرية وستضم المأدبة كل افراد البعثة المصرية وأيضا كل فريق سطيف بحضور عدد كبير من مسئولى كرة القدم فى البلدين والسفير المصرى أيضا فى محاولة منه للتأكيد على روح الاخوة ولم الشمل بين الطرفين، وإذا كان ما سبق يعتبر أمور جيدة وطيبة فى ظل علاقة بلدين عربيين شقيقين مثل مصر والجزائر فان الجانب الجزائرى يهمه الخروج بشكل حضارى من المباراة لأنها تعتبر الفرصة الأخيرة للجزائر للفوز باستضافة بطولة الأمم الافريقية 2017 والتى سيعلن اسم الدولة المضيفة فى شهر ابريل المقبل، والحقيقة ان الأمور كانت تسير بشكل جيد فى صالح الملف الجزائرى قبل ان يعلن منذ أيام عيسى حياتو عن حظوظ جيدة لملف الجابون وهو الامر الذى كشف غضب حياتو من الجزائريين والذى يتلخص بكل بساطة فى ثلاثة أمور أولها هو حادث مقتل المحترف الكاميرونى ايبوسى لاعب شبيبة القبائل فى الدورى الموسم الحالى بعد اعتداء بعض الجماهير المتعصبة عليه، وثانى الأمور هو لجوء فريق شبيبة القبائل الى المحكمة الرياضية للتظلم ضد عقوبات الكاف التى أبعدته عن المشاركة فى بطولة افريقيا إلا ان المحكمة الرياضية جاءت فى صف الشبيبة رغم انف الكاف وحياتو، اما ثالث الأمور فيتمثل فى هجوم الاعلام الجزائرى الرياضى على شخص عيسى حياتو كنوع من التضامن مع المغرب التى عوقبت من حياتو بالابتعاد عن الدورتين المقبلتين من كاس الأمم الافريقية وأيضا تضامنا مع تونس التى هاجمت ومازالت تهاجم الكاف وحياتو بابشع الاتهامات وابسطها الرشوة بسبب الظلم التحكيمى الذى تعرض له منتخب نسور قرطاج فى البطولة لصالح البلد المنظم غينيا الاستوائية، لذلك يسعى روراوة ومسئولى الجزائر للخروج بالمباراة فى ابهى شكل ونظام مهما كان اسم الفائز حتى لو كان الفائز هو النادى الاهلى مع الوضع فى الاعتبار مدى الحساسية بين الكرتين المصرية والجزائرية. امر آخر يهم فقط فريق وفاق سطيف الذى بدا يشعر بالقلق من قوة النادى الاهلى وخبراته على المستوى القارى بعكس فريق سطيف وضرب مدرب سطيف خير الدين مضوى مثلا بما فعله الاهلى فى عامى 2012 و2013 عندما فاز ببطولة دورى ابطال افريقيا مرتين متتاليتين رغم ان الدورى كان متوقفا فى مصر والفريق نفسه يعانى من مشكلات اقلها عدم قدرته على خوض مباريات ودية، وأمام ذلك لجأ رئيس النادى حسان حمار الى المكافآت المالية لتحفيز اللاعبين حيث صرف لهم مستحقاتهم المالية مرتين فى الأيام القليلة الماضية ووعدهم بمكافآت خاصة فى حال الفوز بالبطولة بخلاف مكافآت الكاف المقررة للفريق البطل، كما لجأ مسئولو سطيف أيضا الى مبدأ التفاؤل حيث سيخوض الفريق المباراة مرتديا زى ابيض كامل رغم انه يرتدى زى مخطط بالأبيض والأسود وذلك تفاؤلا بما سبق وحققوه امام فريق فيتا كلوب الكونغولى يوم فاز سطيف بالبطولة الافريقية وكان يرتدى نفس الزى، كما يضع عشاق الفريق أملهم فى اللاعب المخضرم عبدالملك زياية الذى تمكن من احراز أربعة اهداف للفريق فى اخر مباراتين له امام فريق نجم القليعه فى كاس الجمهورية عندما فازو بهدف وأمام شبيبة الساورة فى الدورى الجزائرى عندما فازو بثلاثية سجلها أيضا نفس اللاعب والطريف هنا ان عبدالملك زياية هو اكثر لاعبى وفاق سطيف تسجيلا فى مرمى الفرق المصرية سواء غزل المحلة او انبى او طلائع الجيش وبرصيد أربعة اهداف ويأمل ان يرفع العدد الى ما هو اكثر فى مرمى شريف اكرامى قبل ان يرفع كاس السوبر الافريقى لأول مرة فى تاريخه وتاريخ الفرق الجزائرية، وإفراطا فى التفاؤل قام مسئولو سطيف بطبع قمصان خاصة للاعبين تحمل الرقم 23 وهو الرقم الذى يحلم سطيف بتحقيقه من خلال مواجهة الاهلى لان الفريق الجزائرى فى جعبته 22 بطولة ويأمل فى زيادتها بالسوبر الافريقي.