جاءت الغارات الجوية المصرية ردا علي الذبح الجماعي لنحو21 مصريا علي يد مسلحين تابعين لما يعرف بتنظيم الدولة الاسلامية( داعش) في ليبيا لتتسع العمليات ضد هذه الجماعة الارهابية, وتلفت انظار العالم إزاء ارهابها الذي انتقل من العراقوسوريا الي ليبيا. وتري صحيفة( كريستيان ساينس مونيتور) أن القتل الجماعي للمصريين يهدد بفتح جبهة جديدة في المعركة الاكبر ضد داعش, والتي من المتوقع ان تجر القوي الغربية مرة أخري إلي التدخل العسكري في ليبيا. ونقلت الصحيفة عن مراسل( بي بي سي) أن الضربات التي وردت تمت بالتنسيق بين الجيش المصري و الحكومة الليبية, واستهدفت معسكرات ومواقع تدريب ومناطق تخزين الأسلحة التابعة للحركة في ليبيا. وعكست عملية الاعدام تنفيذ جريمة الذبح الجماعي للمصريين دون الخوف من تدخل أي جهة لوقفهم عند حدهم. وأشارت الصحيفة الي ان تجاهل خطر داعش في ليبيا أمر من الصعب أن يحدث خلافا لما حدث في العراق, حيث ان هناك حكومة مركزية يمكن العمل معها, أو في سوريا, حيث يوجد جيش وطني قوي ودعم خارجي علي حد سواء بينما نجد أن ليبيا لديها بالكاد بعض المؤسسات العاملة المعدودة. من جانبها ذكرت صحيفة( نيويورك تايمز) الامريكية أن ثلاثا علي الأقل من الجماعات التي قاتلت في الحرب الأهلية في ليبيا قد أعلنت الولاء لداعش في برقة في شرق ليبيا, وفزان في الصحراء جنوبا, وطرابلس في الغرب, حول العاصمة. وهنا تهدد داعش بانتشار عدم الاستقرار في ليبيا عن طريق احتمال اشتعال العنف الإسلامي ضد الإسلاميين بين أولئك الذين يدعمون وأولئك الذين يعارضون داعش. ولكن طرابلس قد قفزت إلي الصدارة وصارت المحافظة التي تعد أكثر وضوحا من حيث التهديد للغرب والمصالح الغربية. من جانبها ذكرت صحيفة( واشنطن تايمز) أن أي شخص ينظر إلي التسجيلات المفزعة للمصريين الذين يجري قطع رءوسهم في ليبيا أو مشهد حرق الطيار الأردني معاذ الكسساسبة يستطيع أن يفهم مدي وحشية( داعش). ونبهت الصحيفة الي ضرورة عدم اعادة بث الفيديوهات الوحشية الخاصة بداعش لاننا بذلك نمكنها من كسب الحرب الدعائية. وأشارت الصحيفة إلي أولئك المسلمين الذين يحاولون تخليص الدين من المشاعر المتطرفة بينما يوجد متطرفون دخلاء علي الدين الاسلامي ينبغي حماية الشباب منهم حتي لا يسمموا أفكارهم عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي موضحة أن الرديكاليين يشبهون النازيين وينبغي محاربتهم. وتحت عنوان( حلفاؤنا العرب فهموا ما لم يفهمه أوباما) ذكرت صحيفة( واشنطن بوست) الامريكية أن ما هو اكثر اثارة للاهتمام هو الدرجة التي يتجاهل بها أوباما مخاوف حلفائنا العرب. ونقلت الصحيفة عن باحث في الشرق الاوسط قوله: أن ايران تمثل تهديدا وجوديا لمصر والاردن والسعودية وهي ليست مجرد تهديد لايران فقط. وقالت الصحيفة: ألا يمكن أن يحذو أوباما حذو الاردن ومصر عندما قامتا بقصف مواقع لداعش عندما تعرض مواطنوها للذبح والحرق. وأشارت الصحيفة إلي أن الميليشيات الشيعية المدعومة من جانب إيران أخذت زمام المبادرة بشكل متزايد في الحرب العراقية ضد داعش بما يهدد بتقويض دور واشنطن لوضع استراتيجيات تهدف لدعم الحكومة المركزية واعادة بناء الجيش العراقي وتعزيز المصالح مع الاقلية السنية في البلاد. وأشارت الصحيفة إلي أن مصر لن تقبل بأي صفقة تقوي يد حماس المدعومة من جانب إيران كما أنها لن تكف عن مهاجمة الارهابيين في سيناء. وانتقدت الصحيفة التعامل البطيء من جانب أوباما ضد( داعش) قائلا: إن الدول العربية لن تقف متفرجة لتري شعوبها تذبح في انتظار تحرك الغرب.