احتفي المقهي الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب, بشيخ التربويين الراحل حامد عمار, وشارك بالمقهي د. فتحي أبو العينين و د. صالح سليمان, ومحسن خضر, وأداره إيهاب الكومي. وقال الدكتور محسن خضر إن الراحل يعد من أكبر رموز الاتجاه النقدي وعلم الاجتماع, وعلي الرغم من وفاته إلا أن مشروعه لم بتوقف ولا يزال صالحا حتي الآن. وأننا لو مددنا الخط بين مشروع رفاعة الطهطاوي وطه حسين وحامد عمار لرأيناه ممتدا غير منقطع.. مشيرا إلي أن الراحل كان من أكبر المعارضين للجامعات الخاصة علي غير هوي النظام المباركي. وأضاف خضر أن عمار علمنا أن بناء البشر أصعب من بناء الحجر, كما علمنا أن التربية قضية سياسية كما أن التعليم قضية سياسية,والمفكر التربوي المصري الدكتور حامد عمار, وهو أحد الآباء الثقافيين المصريين المعاصرين, وصاحب مقولة: التعليم والثقافة والإعلام مثلث بناء البشر في أي مجتمع, ولعل روحه حاضرة في هذا اليوم بكل مايعنيه من تجسيد لرؤاه الثقافية. وأشار إلي أن أستاذ أصول التربية حامد عمار أقر بأن التعليم الجيد في مصر يعني ثقافة قوية وفاعلة تسهم في بناء الحضارة العالمية, كما أن هذا التعليم يعني تنمية اقتصادية وبشرية تنتشلنا من هوة التخلف, معتبرا أن مشكلاتنا ترجع لعدم وجود نظام تعليمي فعال يسهم في بناء إنسان مصري متحضر يعتمد العقل في حل مشاكله, ولا يعتد بالخرافة. وأوضح الدكتور فتحي أبو العينين أنه صاحب دراسات في التغير الحضاري والفكر التربوي, وأن هذا الأب الثقافي المصري المعاصر في التربية والاجتماع والتاريخ والتنمية البشرية كان يؤكد دوما أهمية مجانية التعليم, لأنه اهتم علي وجه الخصوص بالفقراء, أو ملح الأرض المصرية من البشر الذين يعانون من ظروف اقتصادية ليست بالمريحة أو الميسرة. ومن جانبه أشار صالح سليمان يعتمد مشروع حامد عمار علي ذراعين كبيرتين هما الحرية والعدالة علي أرضية من العقلانية, وكان الدكتور حامد عمار ينتقد دوما عدم تركيز برامج أغلب الأحزاب في مصر علي أولوية دور التعليم والبحث العلمي فيما تتطلبه التنمية والنهضة الثقافية من تأسيس لمجتمع المعرفة, لافتا إلي أن المعرفة العلمية من مقومات أي مجتمع ديمقراطي. تجدر الإشارة إلي أن حامد عمار نال عن جدارة واستحقاق جائزة النيل عام2009 وقبلها كان قد حصل علي جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام1996, فيما لم يتوان عن التأكيد علي الحق في التعليم كحق أساسي من حقوق الإنسان المصري وباعتبار أن التعليم يشكل نافذة الأمل للعيش الكريم والتقدم.