تتابع مصر بقلق واهتمام شديدين التطورات الأخيرة علي الساحة اليمنية انطلاقا من العلاقات التاريخية التي تجمع مصر باليمن الشقيق, وأخذا في الاعتبار ارتباط أمن واستقرار اليمن بالأمن القومي العربي والمصري. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطي أن مصر تجري اتصالات ومشاورات مكثفة علي المستوي العربي خاصة الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي وعلي مستوي الجامعة العربية وعلي المستوي الدولي وتتابع عن كثب انخراط مجلس الأمن في هذا الصدد, مضيفا أن وزير الخارجية سامح شكري أثار تطورات الأوضاع السياسية في اليمن في كل لقاءاته مع وزراء الخارجية والمسئولين الدوليين علي هامش مشاركته في مؤتمر الأمن الدولي بميونخ. وأضاف أن السفير المصري باليمن يجري اتصالات مع مختلف القوي السياسية اليمنية لمطالبتهم بإعلاء مصالح بلدهم والحفاظ علي وحدة أراضيه فوق أي اعتبارات سياسية ضيقة. جاء ذلك في الوقت الذي اعلن فيه المؤتمر الشعبي العام وهو الحزب اليمني الذي يتراسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح معارضته للاعلان الدستوري الذي اعلنه الحوثيون الشيعة امس الاول واعتبره تعديا علي الشرعية الدستورية. وجاء في بيان صادر عن المؤتمر الشعبي العام ان الحزب يعبر عن الاسف إزاء المسار الذي أخذته الأحداث في ضوء الإعلان الصادر عن انصار الله وهو ما يعتبر تعديا علي الشرعية الدستورية, ومخالفا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية, ومخرجات الحوار الوطني المتوافق عليها, واتفاق السلم والمشاركة الوطنية. ودعا حزب المؤتمر كل القوي السياسية لسرعة الالتئام والعودة الي طاولة الحوار للاتفاق علي معالجة كل الاختلالات وفقا للمبادرة الخليجية واتفاق السلم والشراكة الوطنية. جاء ذلك فيما دافع زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في كلمته التليفزيونية عن انقلابه زاعما أن الإعلان الدستوري خطوة تاريخية كان لا بد منها وهدد في الوقت نفسه كل القوي السياسية من القيام بأي خطوة لرفض الإعلان الدستوري مؤكدا أنه سيتم التصدي لهذه المحاولات بكل حزم وقوة. وحذر من تآمر الدول الخارجية علي اليمن وقال إن الدول المجاورة لليمن, ستكتوي بنار القاعدة إن تمكنت القاعدة من الانتشار في اليمن, لكن مجلس التعاون الخليجي أدان استيلاء الحوثيين علي السلطة, واصفا الإعلان الدستوري الحوثي بالانقلاب علي الشرعية. وفي البيان الذي صدر أمس, وصف مجلس التعاون الانقلاب الحوثي بأنه تصعيد خطير ومرفوض ويهدد أمن واستقرار اليمن والمنطقة بأسرها, وأفاد البيان بأن دول مجلس التعاون ستتخذ الإجراءات الضرورية لحماية مصالحها, حيث إن انقلاب الحوثيين لن يقود إلا لمزيد من العنف والصراع الدامي. وأضاف البيان بأن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسئوليته لإدانة الانقلاب الحوثي. وحاول الحوثي في كلمته استقطاب الجنوب قائلا إنه سيلتفت إلي الجنوبيين ومظالمهم وسيعمل معهم علي حلها, لكن الرد جاء سريعا, حيث أعلنت7 محافظات جنوبية, أمس, عدم الاعتراف والتعامل مع ما يسمي بالإعلان الدستوري الذي أصدرته جماعة الحوثي, وقال بيان صادر عن اجتماع للمحافظات الجنوبية في مدينة عدن, أن قيادات السلطات المحلية والتنفيدية في كل من عدن ولحج وأبين وقيادات المؤسسات العسكرية والأمنية في المنطقة العسكرية الرابعة, والضالع وشبوة وحضرموت, تعلن المحافظات الجنوبية والشرقية رفضها القاطع لما يسمي بالإعلان الدستوري الصادر من قبل ميليشيات الحوثي وتعده انقلابا علي الدولة والشرعية الدستورية, وأقرت عدم الاعتراف به والتعامل معه وقررت السلطات المحلية في المحافظات السبع أن تظل في حالة عقدد دائم وتواصل مع بقية المحافظات اليمنية الرافضة للانقلاب. من جهة أخري, كشفت مصادر عسكرية يمنية أن جماعة الحوثي تضغط في اتجاه وضع خطة عسكرية لإعلان الحرب في محافظة مأرب, شمال صنعاء, من قبل الجيش اليمني.