استشعرنا منذ اللحظات الاولي لدخولنا قرية الغوابين التابعة لمركز فارسكور بمحافظة دمياطمسقط رأس الشهيد أحمد عبد الباقي شلبي الحزن الثقيل الذي يخيم علي أهاليها, فقد تحولت القرية الي سرادق عزاء كبير.. جميع النسوة متشحين بالسواد. ومحلاتها الصغيرة مغلقة الأبواب, ومنذ دخولنا لها لم نسمع إلا صوت القرآن الكريم الذي يتردد من ميكروفون جامع القرية بشكل مستمر, دخلنا الي سرادق عزاء الشهيد الذي لم يكن جثمانه قد وصل حتي اللحظة وبصعوبة بالغة حاولنا التحدث مع والدته ولكن جميع النسوة بالخارج رفضن بشدة بسبب الحالة النفسية السيئة التي تعانيها الأم التي لا تنقطع عن البكاء بسبب استشهاد ابنها وعدم وصول جثمانه رغم مرور5 أيام من استشهاده وذلك لتأخر الحصول علي نتائج عينات تحليل الحامض النووي. أحمد عبد الباقي شلبي شهيد الكتيبة101 ح ح والذي استشهد جراء العمل الإرهابي بالعريش الخميس الماضي والذي رحل من قريته للمرة الأخيرة منذ شهر لكتيبته لينهي خدمته العسكرية علي أمل العودة لقريته لاتمام زواجه, ولكن القدر أراد له غير ذلك. حاولنا التحدث مع عم الشهيد مصباح عبد الباقي شلبي مؤذن بجامع القرية والذي بدأحواره معنا بقوله حسبي الله ونعم الوكيل أحمد كان لسه ليه شهر ويخلص ويتجوز واشار بيده للبيت المجاور قائلا: هي دي شقته خلصها وملحقش يسكن فيها, قاوم الرجل كثيرا دموعه ولكنه لم يستطع اخفاءها وهو يتذكر نجل شقيقه الشاب ذا الأعوام ال21, وأضاف أنا أوجه نداء للرئيس السيسي بأن يوظف شقيق الشهيد الأصغر بالأوقاف محل والده المحال للمعاش الآن حيث ان الشهيد كان عائل الأسرة. كما طالب جميع أهالي الشهيد بإعدام القتلةفي ميدان عام حتي تبرد نارهم علي حد تعبيرهم. ولاتزال قرية الغوابين وقرية أم رزق التابعة لمركز كفر سعد بدمياط تنتظران جثامين أبنائهما الشهيد أحمد عبد الباقي, والشهيد محمود عبد الحفيظ ليشرف ترابهما باحتضان جثامين شهداء الواجب.