مفارقة أكتوبر الأرقام تكشف ارتفاعًا شهريًا وتراجعًا سنويًا فى التصخم    نتنياهو يوجه رسالة إلى ترامب بعد مطالبته بالعفو عنه    تطورات مفاوضات الأهلي مع حامد حمدان.. وموقف اللاعب    تفاصيل مران منتخب مصر استعدادا لمواجهة أوزبكستان وديا    سموحة يفوز على الاتحاد في ذهاب نصف نهائي دوري السوبر لكرة السلة    طقس الخميس| تحذير من عدم استقرار وأمطار رعدية على هذه المناطق    نقابة المهن التمثيلية تنفى وفاة محمد صبحى.. والفنان الكبير لليوم السابع: أنا بخير    أكلات مهمة لطفلك ولكن الإفراط فيها يضر بصحته    رسمياً.. مجموعة ستاندرد بنك تفتتح مكتبها التمثيلي في مصر    السيسى يصدر قانون الإجراءات الجنائية بعد معالجة أسباب الاعتراض    موعد نهائى كأس السوبر المصرى لكرة اليد على قنوات أون سبورت    نجم منتخب فرنسا خارج مواجهة أوكرانيا    ديانج يدرس الاستمرار مع الأهلي رغم عرض سعودي مغري    وزير خارجية أوكرانيا: نحن بحاجة إلى دعم شركائنا لوضع نهاية للحرب الروسية    الكرملين: الأسلحة النووية مفيدة للردع لكن الخطاب النووي خطير    محافظ كفرالشيخ يتابع فعاليات المسابقة الفنية لمحات من الهند ببلطيم    تحصين 2.2 مليون رأس ماشية ضد «القلاعية»    احذرى، فلتر المياه متعدد المراحل يُفقد الماء معادنه    منتخب مصر مواليد 2009 يختتم استعداداته لمواجهة الأردن    مركز أبحاث طب عين شمس يحتفل بمرور خمس سنوات علي إنشاءه (تفاصيل)    غرامة 500 ألف جنيه والسجن المشدد 15 عاما لتاجر مخدرات بقنا    نائب المحافظ يتابع معدلات تطوير طريق السادات بمدينة أسوان    بعثة الجامعة العربية لمتابعة انتخابات مجلس النواب تشيد بحسن تنظيم العملية الانتخابية    أمور فى السياسة تستعصى على الفهم    محمد رمضان يقدم واجب العزاء فى إسماعيل الليثى.. صور    قصر صلاة الظهر مع الفجر أثناء السفر؟.. أمين الفتوى يجيب    محافظ شمال سيناء يتفقد قسام مستشفى العريش العام    الداخلية تكشف تفاصيل استهداف عناصر جنائية خطرة    رئيس الإدارة المركزية لمنطقة شمال سيناء يتفقد مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن الكريم بالعريش    الرئيس الفلسطيني يبحث مع رئيسة البرلمان الفرنسي تعزيز العلاقات الثنائية    طلاب كلية العلاج الطبيعي بجامعة كفر الشيخ في زيارة علمية وثقافية للمتحف المصري الكبير    وزيرالتعليم: شراكات دولية جديدة مع إيطاليا وسنغافورة لإنشاء مدارس تكنولوجية متخصصة    صحفيو مهرجان القاهرة يرفعون صورة ماجد هلال قبل انطلاق حفل الافتتاح    سعر كرتونه البيض الأحمر والأبيض للمستهلك اليوم الأربعاء 12نوفمبر2025 فى المنيا    انطلاق اختبارات «مدرسة التلاوة المصرية» بالأزهر لاكتشاف جيل جديد من قراء القرآن    ضبط مصنع حلويات بدون ترخيص في بني سويف    ما عدد التأشيرات المخصصة لحج الجمعيات الأهلية هذا العام؟.. وزارة التضامن تجيب    أسماء جلال ترد بطريقتها الخاصة على شائعات ارتباطها بعمرو دياب    مكتب التمثيل التجاري يبحث مع المانع القابضة زيادة استثمارات المجموعة فى مصر    البابا تواضروس الثاني يستقبل سفيرة المجر    محمد صبحي يطمئن جمهوره ومحبيه: «أنا بخير وأجري فحوصات للاطمئنان»    نجم مانشستر يونايتد يقترب من الرحيل    حجز محاكمة متهمة بخلية الهرم لجسة 13 يناير للحكم    الرئيس السيسي يصدق على قانون الإجراءات الجنائية الجديد    رئيس الوزراء يتفقد أحدث الابتكارات الصحية بمعرض التحول الرقمي    «المغرب بالإسكندرية 5:03».. جدول مواقيت الصلاة في مدن الجمهورية غدًا الخميس 13 نوفمبر 2025    الرقابة المالية تتيح لشركات التأمين الاستثمار في الذهب لأول مرة في مصر    ذكرى رحيل محمود عبد العزيز.. محطات وأسرار في حياة ساحر السينما المصرية    «عندهم حسن نية دايما».. ما الأبراج الطيبة «نقية القلب»؟    عاجل- رئيس الوزراء يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين مصر ولاتفيا لتعزيز التعاون فى مجالات الرعاية الصحية    وزير دفاع إسرائيل يغلق محطة راديو عسكرية عمرها 75 عاما.. ومجلس الصحافة يهاجمه    «العمل»: التفتيش على 257 منشأة في القاهرة والجيزة خلال يوم    القليوبية تشن حملات تموينية وتضبط 131 مخالفة وسلع فاسدة    إطلاق قافلة زاد العزة ال71 بحمولة 8 آلاف طن مساعدات غذائية إلى غزة    «لو الطلاق بائن».. «من حقك تعرف» هل يحق للرجل إرث زوجته حال وفاتها في فترة العدة؟    رئيس هيئة الرقابة المالية يبحث مع الأكاديمية الوطنية للتدريب تطوير كفاءات القطاع غير المصرفي    18 نوفمبر موعد الحسم.. إعلان نتائج المرحلة الأولى لانتخابات النواب 2025 وخبير دستوري يوضح قواعد الفوز وحالات الإعادة    دعاء الفجر | اللهم ارزق كل مهموم بالفرج واشفِ مرضانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإخوان‏..‏ والصعود نحو الهاوية‏14‏

ونواصل عرض بيان مجلس قيادة الثورة بحل جماعة الإخوان‏,‏ والصادر في يناير‏1954.‏‏10‏ بعد أن تعين الاستاذ الهضيبي مرشدا للإخوان لم يأمن إلي أفراد الجهاز السري
الذي كان موجودا في وقت الشهيد حسن عبد الرحمن السندي فعمل علي ابعاده معلنا أنه لا يوافق علي التنظيمات السرية لأنه لا سرية في الدين ولكنه في الوقت نفسه بدأ في تكوين تنظيمات سرية جديدة تدين له بالولاء والطاعة بل عمد علي التفرقة بين أفراد النظام السري القديم ليأخذ منه إلي صفه أكبر عدد ليضمهم إلي جهازه السري الجديد وفي الظروف المريبة قتل المرحوم المهندس السيد فايز عبد المطلب بواسطة صندوق من الديناميت وصل إلي منزله علي انه هدية من الحلوي بمناسبة المولد النبوي الشريف وقد قتل معه بسبب الحادث شقيقه الصغير البالغ من العمر تسع سنوات وطفلة صغيرة كانت تسير تحت الشرفة التي انهارت نتيجة الانفجار‏.‏
كانت المعلومات ترد إلي المخابرات بأن المقربين من المرشد يسيرون سيرا سريعا في سبيل تكوين جهاز سري قوي ويسعون في نفس الوقت إلي التخلص من المناوئين لهم من أفراد الجهاز السري القديم‏.11‏ وكان نتيجة ذلك أن حدث الانقسام الأخير بين الاخوان واحتل فريق منهم دار المركز العام وقد حضر إلي منزل البكباشي جمال عبد الناصر بعد منتصف ليل ذلك اليوم الشيخ محمد فرغلي والاستاذ سعيد رمضان مطالبين بالتدخل ضد الفريق الآخر‏,‏ ومنع نشر الحادث فقال لهم جمال انه لن يستطيع منع النشر حتي لا يؤول الحادث تأويلا ضارا بمصلحة البلاد أما من جهة التدخل فهو لا يستطيع أن يتدخل بالقوة حتي لا تتضاعف النتائج وحتي لا يشعر الاخوان بأن الثورة تنصر فريقا علي فريق وانه يري أن يتصالح الفريقان وان يعملا علي تصفية ما بينهما فطلب منه الشيخ فرغلي أن يكون واسطة بين الفريقين وان يجمعه مع الاستاذ صالح عشماوي فطلب منه جمال أن يعود في اليوم التالي في الساعة العاشرة صباحا وأنه سيعمل علي أن يكون الاستاذ صالح موجودا‏,‏ وفي الموعد المحدد حضر الشيخ فرغلي ولم يمكن الاتصال بالاستاذ صالح عشماوي وكان الشيخ فرغلي متلهفا علي وجود الاستاذ عشماوي مما دعا البكباشي جمال أن يطلب من البوليس الحربي البحث عن الأستاذ صالح واحضاره إلي المنزل وتمكن البوليس الحربي في الساعة الثانية عشرة من العثور علي الأستاذ صالح فحضر هو والشيخ سيد سابق إلي منزل البكباشي جمال وبدأ الطرفان يتعاتبان وأخيرا اتفقا علي أن تشكل لجنة توافق علي أعضائها الأستاذ صالح عشماوي للبحث فيما نسب إلي الإخوان الأربعة المفصولين علي ألا يعتبروا مفصولين وانما يعتبرون تحت التحقيق والعمل علي أن يعود السلام للمؤتمر الذي كان مزمعا عقده في دار المركز العام في عصر ذلك اليوم ولكن لم ينفذ هذا الاتفاق‏.‏
‏12‏ وفي يوم الأحد‏10‏ يناير سنة‏1954‏ ذهب الأستاذ حسن العشماوي العضو العامل بجماعة الاخوان وأخو حرم منير الدلة إلي منزل مستر كورزويل الوزير المفوض بالسفارة البريطانية ببولاق الدكرور الساعة السابعة صباحا ثم عاد لزيارته أيضا في نفس اليوم في مقابلة دامت من الساعة الرابعة بعد الظهر إلي الساعة الحادية عشرة من مساء نفس اليوم وهذه الحلقة من الاتصالات بالانجليز تكمل الحلقة الأولي التي روي تفاصيلها الدكتور محمد سالم‏.‏
‏13‏ وكان آخر مظهر من مظاهر النشاط المعادي الذي قامت به جماعة الاخوان هو الاتفاق علي اقامة احتفال بذكري المنيسي وشاهين يوم‏12‏ الجاري في جامعتي القاهرة والاسكندرية في وقت واحد وأن يعملوا جهدهم لكي يظهروا بكل قوتهم في هذا اليوم وان يستغلوا هذه المناسبة استغلالا سياسيا في صالحهم ويثبتوا للمسئولين انهم قوة وان زمام الجامعة في أيديهم وحدهم وفعلا تم اجتماع لهذا الغرض برئاسة عبد الحكيم عابدين حضره الاستاذ حسن دوح المحامي ومحمود أبو شلوع ومصطفي البساطي من الطلبة واتفقوا علي أن يطلبوا من الطلبة الاخوان الاستعداد لمواجهة أي احتمال يطرأ علي الموقف خلال المؤتمر حتي يظهروا بمظهر القوة وحتي لا يظهر في الجامعة أي صوت آخر غير صوتهم وفي سبيل تحقيق هذا الغرض اتصلوا بالطلبة الشيوعيين رغم قلتهم وتباين وجهات النظر وعقدوا معهم اتفاقا وديا يعمل به خلال المؤتمر‏.‏ وفي صباح‏12‏ الجاري عقد المؤتمر وتكتل الاخوان في حرم الجامعة وسيطروا علي الميكروفون ووصل إلي الجامعة أفراد منظمات الشباب من طلبة المدارس الثانوية ومعهم ميكروفون مثبت علي عربة للاحتفال بذكري الشهداء فتحرش بهم بعض الطلبة الاخوان وطلبوا اخراج ميكروفون منظمات الشباب وانتظم الحفل وألقيت كلمات من مدير الجامعة الطلبة وفجأة إذا ببعض الطلبة من الاخوان يحضرون إلي الاجتماع ومعهم نواب صفوي زعيم فدائيان إسلام في إيران حاملينه علي الاكتاف وصعد إلي المنصة وألقي كلمة وإذا بطلبة الاخوان يقابلونه بهتافهم التقليدي الله أكبر ولله الحمد‏.‏
وهنا هتف طلبة منظمة الشباب الله أكبر والعزة لمصر
فساء طلبة الاخوان أن يظهر صوت في الجامعة مع صوتهم فهاجموا الشباب بالكرابيج والعصي وقلبوا عربة الميكروفون واحرقوها واصيب البعض باصابات مختلفة ثم تفرق الجميع إلي منازلهم‏.‏
حدث كل هذا في الظلام وظن المرشد واعوانه ان المسئولين غافلون عن امرهم لذلك فنحن نعلم باسم هذه الثورة التي تحمل امانة اهداف هذا الشعب ان مرشد الاخوان ومن حوله قد وجهوا نشاط هذه الهيئة توجيها يضر بكيان الوطن ويعتدي علي حرمة الدين‏.‏
ولن تسمح الثورة أن تتكرر في مصر مأساة باسم الدين ولن تسمح لأحد أن يتلاعب بمصائر هذا البلد بشهوات خاصة مهما كانت دعواها ولا أن يستغل الدين في خدمة الأغراض والشهوات وستكون اجراءات الثورة حاسمة وفي ضوء النهار وأمام المصريين جميعا‏,‏ والله ولي التوفيق‏.‏ مجلس قيادة الثورة 15‏ يناير سنة‏1954‏
متغيرات مابعد المحنة‏:‏
تم حل الجماعة وقبع الإخوان في سجون عبد الناصر سنوات‏,‏ ثم خرجوا من السجون والمعتقلات عاجزين تماما عن استيعاب المتغيرات السياسية والاجتماعية التي حدثت أثناء محنتهم كما يوضح الدكتور كمال مغيث‏,‏ أو فهم التحول الذي طرأ علي القوي الوطنية والديمقراطية من موقف المعارضة والمقاومة لثورة يوليو في ظل أزمات‏1954,‏ إلي موقف التأييد والمساندة في عام‏1964,‏ وفي الوقت نفسه لم يستطيعوا إدراك التغيير الاجتماعي الكبير الذي وقع أثناء وجودهم في السجون متمثلا في تحرير جماهير غفيرة من الفلاحين والعمال بقوانين الإصلاح الزراعي والتأميم‏,‏ ومجانية التعليم‏...‏وغيرها وإنما خرجوا تملأهم فكرة واحدة وهي الانتقام لما جري للجماعة سنة‏1954.‏
وهكذا بدأ الإعداد لتنظيم‏1965,‏ الذي تبني أفكار سيد قطب الراديكالية‏,‏ وراح يبحث في كيفية الوسائل لتجد تلك الأفكار طريقها إلي التنفيذ العملي‏(‏ كمال مغيث الحركة الإسلامية في مصر ص‏102).‏
استمر الصدام بعد ذلك بين نظام حكم الرئيس الراحل عبد الناصر وجماعة الإخوان المسلمين وتجسد ذلك أكثر ماتجسد في محاولة إحياء الجهاز السري مرة أخري عام‏1965‏ بقيادة سيد قطب لاستئناف عمليات العنف مرة ثانية‏,‏ولكنها انتهت بالفشل‏,‏ وتم إلقاء القبض علي العناصر المتورطة في التخطيط وقدموا للمحاكمة‏,‏ حكم علي بعضهم بالإعدام وفي مقدمتهم سيد قطب‏,‏ ومثل هذا التاريخ نقطة تحول خطيرة سواء علي صعيد تطوير الحركة الإسلامية بعد ذلك أو في علاقتها بالنظام السياسي‏(‏ كمال مغيث‏,‏ المرجع السابق‏,‏ص‏96)‏
الإخوان والسادات‏:‏
اختفت الجماعة تماما من الساحة السياسية المصرية حتي وفاة عبدالناصر‏,‏ ثم عادت إلي العمل العلني مرة أخري عام‏1971‏ بعد أن أفرج الرئيس الراحل أنور السادات عن عدد من كوادرها المعتقلين فيما عرف بمجموعة ال‏118,‏ لم يكن واضحا ما إذا كانت الجماعة قد حافظت علي بنائها التنظيمي طوال السنوات الممتدة من عام‏1954‏ وحتي‏1971.‏
والأرجح أنها لم تتخلص منه ولكنها جمدته من الناحية الواقيعة‏,‏ واقتصر الظاهر منه علي المرشد العام ونائبيه ومكتب الإرشاد‏.‏
أما الهيئة التأسيسية فلم يكن واضحا أنها استطاعت الانعقاد آنذاك بسبب ظروف الحظر الأمني علي الجماعة‏,‏ وتشير المعلومات إلي محاولات قام بها مصطفي مشهور أحد كوادر النظام الخاص‏(‏ والمرشد الخامس للجماعة فيما بعد‏1996‏ 2002)‏مابين عامي‏1976‏ و‏1981‏ لإعادة تشكيل الهيكل التنظيمي القديم للجماعة في عدد من المحافظات‏.‏
وقد جرت هذه المحاولات في عهد عمر التلمساني المرشد العام الثالث‏,‏ وقد استطاع مشهور آنذاك أيضا إبعاد عدد من القيادات التي كانت توصف بالاعتدال عن المستوي القيادي للجماعة لتتاح له الفرصة في الانفراد بالقيادة‏,‏ وبالتلمساني من الناحية الواقعية‏.‏وأطلق علي تلك المحاولة مذبحة مكتب الإرشاد وفيها تم إبعاد كل من محمد فريد عبد الخالق النائب الأول للتلمساني وصالح أبو رقيق النائب الثاني وصالح عشماوي وكيل الجماعة‏(‏ عبدالرحيم علي‏:‏ الإخوان المسلمون أزمة تيار التجديد ص‏63).‏
إعادة البناء‏:‏
أدار حركة الإخوان المسلمين العامة التنظيم الدولي إبان وجود قادة الجماعة في مصر داخل السجون في إطار مؤسسي إقليمي أطلق عليه المكتب التنفيذي للإخوان المسلمين في البلاد العربية وتألفت هيئة هذا المكتب في أواسط الستينيات من رئيس‏(‏ عصام العطار المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا‏)‏ ونائب رئيس‏(‏ محمد عبدالرحمن خليفة المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن‏)‏ وأمين السر‏(‏ فتحي يكن رئيس الجماعة الإسلامية في لبنان‏)‏ وأمين للصندوق كويتي الجنسية‏,‏ وانضم إلي عضويته كل من رؤساء التنظيمات الإخوانية القطرية العربية‏,‏ في سوريا ولبنان والأردن والكويت والسعودية والعراق وفلسطين وتنظيم المصريين في الخارج‏,‏ وقد حاول المكتب ان يضطلع في ظل غياب مكتب الارشاد العام بوظائف أمانة عامة فتبني الأردنيون تحويله إلي إطار قيادي تلزم قراراته جميع التنظيمات القطرية المنضوية في إطاره‏,‏ في حين لم ينظر السودانيون والعراقيون إليه إلا كإطار تنسيقي او مكتب اتصال ما بين تنظيمات مستقلة‏,‏ ترتبط فيما بينها أدبيا وليس تنظيما وإزاء ذلك عمم المكتب في أواخر عام‏1968‏ علي جميع التنظيمات القطرية مذكرة تحدد أبرز المسائل التي تختلف حولها مفاهيم الإخوان‏,‏ وهي مفهوم الإخوان للعلاقة ما بين المسلمين وغيرهم علي المستويات الدولية والوطنية او القطرية‏,‏ والاختيار بين الدعوة السلمية واللجوء إلي العنف‏,‏ وبين السرية والعلنية‏,‏ ومفهوم الشوري في الحركة الإسلامية وفي نظام الحكم الإسلامي‏,‏ غير أن هذه المذكرة لم تبحث قط‏,‏ بل رفضت بعض التنظيمات نقاشها‏,‏ وحددت الأولوية في تكوين قاعدة فدائية إخوانية تحت راية حركة فتح في الأردن‏,‏ وقد تم تشكيل هذه القاعدة رغم معارضة التنظيمين الفلسطيني والسوري الحازمة‏,‏ وقاد القاعدة الدكتور إسحاق الفرحان‏(‏ الأردن‏),‏ وقامت القاعدة في سياق جو فدائي يساري جديد معاد لها بعمليات محدودة‏,‏ ووقفت علي الحياد إبان احداث أيلول‏1970‏ ضد المقاومة في الأردن‏.‏ وأدي الخلاف الداخلي حول تشكيل هذه القاعدة‏,‏ وما اندمج فيه من قضايا خلافية أخري إلي انهيار المكتب التنفيذي تماما في سبتمبر‏1969‏ واستقالة عصام العطار من رئاسته‏,‏ ورئاسة التنظيم الإخواني السوري‏,‏ وتجميد أمين سرة فتحي يكن لنشاطه‏,‏ وقد ترافق انهيار المكتب مع انقسام التنظيم الإخواني السوري إلي ثلاثة اجنحة متصارعة‏,‏ ووقوع انشقاق حاد في النتظيم العراقي‏,‏ واختيار النتظيم السوداني لسياسة اخوانية سودانية مستقلة تماما عن التنظيم العام‏,‏ وجمود نشاط الجماعة الإسلامية في لبنان‏,‏ وفصل التنظيم الأردني للدكتور إسحاق الفرحان المسئول عن القاعدة الفدائية الإخوانية‏,‏ لقبوله منصب وزير في الحكومة الأردنية اثر أحداث سبتمبر‏1971‏ الشهيرة‏.‏ هذا الواقع واجه المرشد العام حسن الهضيبي اثر الإفراج عنه في عام‏1971,‏ ترد علي المستوي التنظيمي‏,‏ وانقسامات في كل قطر‏,‏ وفي ظل سريان قرار حل الجماعة في مصر‏,‏ والاعتراف بعودتها فعليا دون منحها اي سند قانوني‏,‏ تحددت أولوية الهضيبي في إعادة البناء التنظيمي ل حركة الإخوان المسلمين العامة اي للتنظيمات القطرية الإخوانية‏,‏ واخضاعها لسلطة مكتب الإرشاد العام‏,‏ باعتبار أن مبايعة هذه التنظيمات لالمرشد العام لم تزل سارية‏.(‏ المرجع السابق‏,‏ ص‏64).‏
شكل الهضيبي لجان حصر للعضوية في كل من الكويت والسعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وبعض البلدان الاوروبية‏,‏ وانتهز موسم الحج في مكة عامي‏1972,‏ و‏1973‏ للاجتماع بالقيادات الإخوانية القطرية العربية‏,‏ وعقد أول مؤتمر قيادي لها‏,‏ غير ان الهضيبي كان أضعف حلقة في القيادة الإخوانية المصرية‏,‏ إذ كنت سلطته كمرشد عام لدي العديد من قادة التنظيمات الإخوانية القطرية‏,‏ سلطة رمزية تتصل بالنواحي التاريخية والمعنوية والروحية‏,‏ وتجلي ضعف سلطة الهضيبي ومحدوديتها في رفض الأجنحة المتصارعة في التنظيم السوري لمشروعه في تحقيق وحدة التنظيم وتجاوز انشقاقاته‏,‏ فلم تتمكن القيادة المصريةمن إعادة بناء التنظيم السوري‏,‏ وإجراء انتخابا قاعدية فيه إلا عام‏1974,‏ غير أن التحدي الأكبر للمركزية المصرية في الجماعة جاء من التنظيم الإخواني السوداني‏,‏ إذا تقدم هذا التنظيم‏(‏ د‏.‏ حسن الترابي‏)‏ في نهاية عام‏1972,‏ بمشروع يضمن الاستقلال المحلي الواسع لكل تنظيم قطري‏,‏ ويوحد التنظيمات القطرية حول وظائف مركزية محددة‏,‏ مع ترك جميع الشئون الأخري للتشاور المسبق‏,‏ ورغم عجز الهضيبي فإن القيادة المصرية رفضت هذا المشروع‏,‏ ودعت إلي الدمج العضوي والتوحيدي تحت قيادة مكتب الإرشاد العام وفق قانون حركة الإخوان المسلمين العامة الذي تم اعتماده عام‏(1946)‏ مع اعتماد مشروعات أخري تعترف نسبيا باللامركزية وتعطي نوعا من السلطة للتنظيمات القطرية‏,‏ إلا أن التنظيم السوداني لم يوافق علي هذه المشروعات التي رأي انها لاتزال تقوم علي اشتراط البيعة للمرشد العام والاندراج التنظيمي الكامل‏,‏ وأدي ذلك إلي انشقاق التنظيم السوداني عن التنظيم العام للإخوان المسلمين‏.‏ وإلي اللقاء
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.