شهادة أن لا إله الله هي أصل الملة وأساس الدين في جميع الأديان التي نزلت من السماء لكنها وحدها بدون الإيمان بالرسول المرسل والكتاب المنزل قال تعالي: ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت(36) سورة النحل, وقال تعالي: وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون(25) سورة الأنبياء, وشهادة أن لا إله إلا الله أفضل شعب الإيمان كما في الصحيح عن النبي( ص) أنه قال:( الإيمان بضع وستون شعبة), أو قال:( بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذي عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان) فهذا الحديث العظيم يدلنا علي أن أصل الدين وأساس الملة وأفضل الكلام هو قول:( لا إله إلا الله), ومعناها: لا معبود بحق إلا الله, فهي تنفي الإلوهية وهي العبادة لغير الله وتثبتها لله وحده سبحانه وتعالي. أما شهادة أن محمدا رسول الله فمعناها الإيمان بأنه رسول الله حقا, وأن الله أرسله للثقلين الجن والانس بشيرا ونذيرا عليه الصلاة والسلام, وأنه خاتم الأنبياء ليس بعده نبي كما قال الله جل وعلا: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين..(40) سورة الأحزاب, وقال تعالي: ياأيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلي الله بإذنه وسراجا منيرا(45 46) سورة الأحزاب, فهو رسول الله حقا عليه الصلاة والسلام بعثه الله للناس كافة جنهم وإنسهم يدعوهم لتوحيد الله, وينذرهم من الشرك بالله كما قال تعالي: قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا..(158) سورة الأعراف, وقال تعالي: وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا..(28) سورة سبأ, فيجب علي كل مسلم وعلي كل مسلمة بل علي عموم المكلفين أن يؤمنوا بأن محمدا رسول الله ويصدقوا بأنه رسول الله حقا, وأنه خاتم الأنبياء, وأن الواجب اتباعه, وذلك بتصديق ما جاء به والإيمان بأنه رسول الله حقا, وطاعة أوامره وترك نواهيه, وأن لايعبد الله إلا بشريعته( ص), هذا هو معني هذه الشهادة, شهادة أن محمدا رسول الله, وهاتان الشهادتان كما تقدم هما أصل الدين, وهما أساس الملة, فمن نطق بهما واعتقد معناهما فهو مسلم وعليه أن يؤدي بقية الحقوق من صلاة وزكاة وصوم وحج وغير هذا مما أمر الله به ورسوله, وعليه أن يجتنب ماحرم الله عليه ورسوله من الزنا والسرقة وسائر المحرمات, كما أن عليه أن يجتنب الشرك الأكبر الذي هو ضد التوحيد, ولايتم له التوحيد إلا بذلك. وردا علي شبهة نم يدعي أن شهادة أن لا إله إلا الله تكفي في إسلام المسلم نجيب علي هذه الفرية بأن شهادة أن لا إله إلا الله مقرونة بشهادة أن محمد رسول الله, فمن شهد بالأولي ولم يشهد بالثانية لم تقبل شهادته, بل هو من الخاسرين في الدنيا والآخرة, ولا يعد في معتقد أهل السنة والجماعة من المسلمين استنادا إلي النصوص الصحيحة الواردة والملزمة للإيمان برسول الله صلي الله عليه وسلم والمقال لايسعني لذكرها ومن المعلوم الذي لاشك فيه أن رسالة الرسول صلي الله عليه وسلم عامة لكل المكلفين, وأن شريعته ناسخة للشرائع السماوية السابقة وأنه أفضل الخلق جميعا والمؤمن لايكون مؤمنا إلا إذا أمن به.