عاد اللص مزهوا بنفسه وهو يجلس مستعرضا مسروقاته الأخيرة ويعرضها أمام عينه في شقته بمنطقة بولاق الدكرور التي يعدها وكرا له يعود إليها عقب كل سرقة حتي تهدأ الأمور ليعيد الكرة للانقضاض علي مسكن آخر قد انتهي من رصده وإعداد خطة الاستيلاء علي ما فيه في غفلة من سكانه, لا يتذكر اللص كم يوم مر علي آخر سرقة ولكنه الآن يقف في ركن بجوار أحد الأكشاك بالقرب من منطقة ثكنات المعادي وتحديدا في شارع9, إنه الآن يعد للسرقة القادمة. اطمأن اللص إلي خطواته.. لا يعرف كم عدد الدقائق التي لفها عقرب الساعة.. ولكنه بعد فترة كان يعود مسرعا متجها إلي وكره يضع المسروقات بجوار شبيهاتها تمهيدا لتصريفها. 5 أيام مرت علي السرقة الثانية.. كانت أذن اللص تسترق السمع وهو جالس بالمقهي القريب من شارع158 بالمعادي علي مقربة من وحدة الاطفاء, كان صوت عتاب سيدتين يصل اليه ويرتفع عتابهما لعدم تزاورهما في الفترة الأخيرة وكانت السيدة تلوم قريبتها لعدم زيارتها لكونها تعيش بمفردها مع صغيرها لسفر زوجها إلي الخارج, أنهي اللص مشروبه في عجل وخف قدمه متتبعا السيدة التي دلفت إلي مسكنها. يومان فقط, كانت السيدة تصرخ لسرقة محتويات شقتها أثناء غيابها حوالي ساعتين في التسوق, هل هدأ اللص بعد هذه السرقات, زاد طمعه واحترف التسلل في وضح النهار.. وانتشرت السرقات في أكثر من منطقة. استمر نشاط اللص شهورا طويلة إلي أن أوقعه حظه العاثر في سرقة شقة ضابط شرطة..بلغت قيمة المسروقات هذه المرة مبلغا ماليا كبيرا. والمفارقة هنا أن الضابط بعد أن أبلغ بسرقة مسكنه بضاحية المعادي..شاء القدر أن يستشهد أثناء قيامه بتفكيك مفعول قنبلة بمحيط قصر الاتحادية.. إلا أن مباحث المعادي تمكنت من رصد اللص وتحديد هويته واصطياده بعد عام من ارتكابه الواقعة. كان اللواء محمد قاسم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي إخطارا من نائبه اللواء عصام سعد يفيد بورود بلاغ لقسم شرطة المعادي من المقدم محمد لطفي45 سنة الضابط بالإدارة العامة للحماية المدنية( في وقت سابق علي تاريخ استشهاده حيث استشهد أثناء تفكيكه عبوة ناسفة أمام قصر الاتحادية) باكتشاف كسر باب الشقة سكنه وسرقة كمية من المشغولات الذهبية عبارة عن(8 جنيهات ذهب و3 أنصاف جنيه ذهب وربعين جنيه ذهب و25 سلسلة بدلاية و3 غويشات و15 انسيالا ودلاية بفص فيروز وحلقين و11 أسورة و10 خواتم وساعتي يد وميدالية ودبلة وخاتم الماس ومبلغ10 آلاف جنيه) وعدد من زجاجات العطور ولم يتهم أو يشتبه في أحد. تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواءان محمد توفيق مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية ومحمود خلاف رئيس مباحث قطاع الجنوب لكشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه توصلت تحريات العميد محمود فراج رئيس مباحث مكافحة جرائم سرقات المساكن أن وراء ارتكاب الواقعة المدعو علاء أبو الفتوح محمود54 سنة عاطل والسابق اتهامه في32 قضية سرقات متنوعة آخرها القضية الأخيرة عقب استصدار إذن من النيابة العامة وبإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة في الأماكن التي يتردد عليها وبالقرب من محل سكنه أمكن ضبطه.