أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة تنتهج سياسة الحكمة والاعتدال في علاقاتها مع الجميع، مؤكدا أن العلاقات مع واشنطن استراتيجية، وأضاف في حوار شامل أجرته معه صحيفة الاتحاد الإماراتية، "أن قوة الروابط الإماراتية المصرية نابعة من أواصر الود بين الشعبين". قال الرئيس السيسى إن مصر لديها ثوابت لا تحيد عنها وهى أن نحافظ على بلدنا وعلى الأمن القومى العربى ومن المهم جدا بالنسبة لمصر أن نحافظ على أمن ووحدة سوريا وألا نسمح بأى انقسام أو تقسيم لهذا الجزء المهم من جسد الأمة العربية، وعن إمكانية أن يكون الرئيس السورى بشار الأسد جزءا من الحل السياسي، قال الرئيس السيسى إنه اذا تم الاتفاق والتوافق بين جميع الأطراف وإن رؤية مصر للوضع الليبى لا تختلف كثيرا عن رؤيتها للوضع السورى فأمن الشعب الليبى هو الأهم ووحدة ليبيا وعدم تقسيمها هو ما يهمنا ويهم جميع العرب. وعن العلاقات المصرية - الأمريكية قال الرئيس السيسى إنها علاقات استراتيجية ومهمة وفى العلاقات بين الدول لا يمكن أن يكون هناك اتفاق على كل شيء أو اتفاق دائم وحسبما نرى فإن التفهم الأمريكى للوضع المصرى يتحسن وفى تقدم مستمر، وفيما يلى نص الحوار فخامة الرئيس. خلوا بالكم من بلدكم، بهذه العبارة تبدأون لقاءاتكم وبها تنتهون فإلى ماذا ترمى بذلك؟ الرئيس: يجب أن يعرف كل مواطن ومواطنة فى بلده ما يحدث من حوله، ويجب أن ننتبه لدولنا، فقد يسعى البعض للبناء، ولكنه فى سبيل ذلك قد يهدم الكثير، كما حدث فى بعض الدول العربية، والتجربة أمامنا اليوم ولا يمكن أن نقول إننا لم نكن نعرف، فيجب أن نعزز السلام والاستقرار فى دولنا وأن ندعم التنمية، وفى سبيل حلم البناء لا يجب أن نقع فى خطأ الهدم من أجل البناء، لأن الثمن سيكون غالياً، فأى دولة يمكن أن تعانى بسبب نفسها، وهناك دول عربية كادت تقع فى حروب أهلية. سيادة الرئيس: الكل فى العالم يعرف عمق العلاقات الأخوية بين الإمارات ومصر، وأن هذه العلاقات التاريخية ازدادت رسوخاً وقوة بعد ثورة الثلاثين من يونيو فى مصر، نود من سيادتكم أن تحدثنا عن خصوصية هذه العلاقات وما الذى يجعلها فى هذا المستوى المتميز؟ الرئيس: العلاقات المصرية الإماراتية قديمة وعريقة منذ عقود، ولكن يجب أن نعترف بأن قادة دولة الإمارات منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى هذا اليوم بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يتميزون بالاعتدال والحكمة حتى مع من يختلفون معه، لذا فإن من السهل أن يتم التواصل والعمل بنجاح مع دولة الإمارات، وما تحققه الإمارات ومصر اليوم من إنجازات يشهد لها الجميع يرجع إلى هذا النهج الإماراتى الفريد من نوعه. ومن الواضح أن علاقة الإمارات مع مصر ومع غيرها تقوم على مبدأ معاونة الأصدقاء فى الأزمات وفى الرخاء، والعلاقات بين الدول لا تقوى بالمساعدات فقط، وإنما بالود والعلاقات الجيدة وهذا ما تتميز به الإمارات، وبالتالي، فإن سياستها تكون ناجحة، بالإضافة إلى قوة العلاقة بين الشعوب، فهذه العلاقة تقوى العلاقة بين الدول، وهذا ما يميز شعبى مصر والإمارات، حيث يتميزان بقوة أواصر العلاقة والود المتبادل. سؤال: ما هى الاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري، مصر المستقبل، الذى سيعقد فى مدينة شرم الشيخ خلال شهر مارس القادم، وما هى توقعاتكم بعد هذا المؤتمر؟ الرئيس: نَود أن نوصل رسالة إلى كل مستثمر مفادها.أنكم تستثمرون فى بلدكم، وندرك أنه فى الماضى لم يكن هُناك رضا عن المناخ الاستثمارى فى مصر، ولكننى اليوم أؤكد للجميع أن المناخ الاستثمارى فى مصر سيكون جيداً جداً، وسيكون هذا المؤتمر فرصة لعرض التوجه الاقتصادى للحكومة ولصياغة مشاركات فاعلة فى عدد من القطاعات من خلال خريطة استثمارية موحدة لمصر. جزء من الجهد الذى نبذله هو أننا نطمئن المستثمرين ونؤكد لهم أن هناك فرصاً كبيرة فى مصر، وكما نؤكد دائماً أن عوائد الاستثمار فى مصر تعتبر من الأعلى فى العالم، كما أنَّ جميع مجالات الاستثمار فى مصر متاحة وبشكل كبير جداً سواء فى مجال الطاقة أو السياحة، وجميع فرص الاستثمار الصناعى أو الزراعى متاحة، فهُناك ملايين الفدادين يتم إعدادها للاستثمار الزراعى خلال السنوات المقبلة. كما أنَّ هناك العديد من الاتفاقيات للإعفاء من الرسوم الجمركية مع بعض الدول الإفريقية، وبشكل عام فإن العمل يجرى لأن تكون الإجراءات الاستثمارية.أسرع وأسهل. سؤال: هُناك حديث يتردد كثيراً عن مبادرة مصرية أو مقترحات مصرية بشأن التوجه إلى حل سياسى للأزمة السورية، وقد اجتمع وفد كبير يمثل أطياف المعارضة السورية كافة بالقاهرة ورأينا ما يشبه التوافق على أن الحل فى سوريا لن يكون عسكرياً، ولابد أن يكون سياسياً، فماذا ترون سيادتكم من آفاق مستقبلية لحل هذه الأزمة؟ الرئيس: لدى جمهورية مصر العربية ثوابت لا نحيد عنها، وهى أن نحافظ على بلداننا وعلى الأمن القومى العربي، وفيما يتعلَّق بسوريا، مهم جداً بالنسبة لمصر أن نحافظ على أمن ووحدة سوريا.