في مصر يسمونه منذ آلاف السنين خيال المآتة.. وفي بلاد الشام معروف بالفزاعة.. وهو من اختراع فلاح مصري يراه الأنسب لحماية حقله من الطيور الجائعة, ومع أنه ألبسه كل الأزياء الغريبة والعجيبة علي مر التاريخ القديم والحديث إلا أن اسمه ارتبط بالفشل والفاشلين, ويصرعلي استخدامه حتي الآن مع أن الحياة أثبتت له أنه لا يهش ولا ينش ولا يخيف إلا الصغير والغبي من الغربان, ولحين, ومهمته تنتهي بمجرد اكتشاف قلة حيلته وعدم قدرته حتي علي حماية نفسه! وخيال المآتة دمية عادة تكون علي شكل إنسان مصنوعة من القش المحشو في ثياب, وفوق مهمتها الأساسية كفزاعات لإخافة العصافير تستخدم أيضا كأهداف للتدريب علي الرمي أو ضربات السيف. وخيال المآتة في الرياضة المصرية هو المبتسم دائما الذي يحرص كل الحرص علي إرضاء الجميع حتي يرضي عنه من هم فوقه ويبقونه علي الكرسي الذي إن فقده يصبح لاشئ.. وهو الذي يغرف من أموال الدولة ليسكت هذا, ويكسب ود وتأييد ذاك.. وهو الذي يختفي عندما يجب أن يكون هناك قرار ويقول: هذه ليست مشكلتي ولست طرفا ولن أتدخل.. وإذا لاحقوه وأحرجوه أخرج من درج مكتبه نصا لقانون أو لائحة وأرسله لوسائل الإعلام وقال عنه إنه بيان رسمي.. وهو الذي لا يحل ولا يربط ولا ينطق برأي ولا يفتح فمه بكلمة في حضرة من صنعوه وقدموه وأوصلوه- بحكم نفوذهم- إلي منصب لا يستحقه.. وهو الذي يشع الجهل من وجهه, وتفضح كلماته بلاهته, ويجري مسرعا إلي منقذيه كلما ضاق عليه الخناق وفشل في التعامل مع أي أزمة حتي لو كانت بسيطة يطلب منهم التدخل واتخاذ القرار بدلا منه بعد أن أصبح ملطشة لكل من هب ودب.. وهو قليل الحيلة الذي لا يسمعه ولا يلبي دعوته أحد فيلجأ إلي أنصاف القرارات التي لا تقدم ولا تؤخر.. وهو الذي يري أن الصوت العالي والبلطجة الإدارية والقانونية هما السبيل للحصول علي المكاسب والبطولات واهما أنها ستجعل منه أسدا مع أن الجميع شهده فأرا مذعورا في مخبأ يحول بينه وبين العسكري!.