عادت من جديد أزمة نقص أنابيب البوتاجاز في الكثير من قري محافظة المنوفية, حتي وصل سعر الأنبوبة الواحدة في السوق السوداء إلي40 جنيها, وسط توقعات بتزايد ارتفاعها خلال الأيام القليلة المقبلة, نتيجة انخفاض درجات الحرارة ولجوء أصحاب المستودعات إلي حجب الأسطوانات وبيعها لأصحاب مزارع الدواجن وكمائن الطوب في ظل انعدام الرقابة علي منافذ وبيع الأسطوانات. وانتقد الأهالي في قري مركزي منوف وأشمون, قيام المستودعات والمخازن بتسريب الأسطوانات لأصحاب عربات الكارو قبل توزيعها علي المواطنين وما يتبقي منها يتم توزيعه علي الأهالي, مشيرين إلي أنه رغم ذلك, فإن عددا كبيرا من التجار يقومون ببيع الأسطوانات لبعض الأهالي دون الآخر بسبب النقص الشديد في البوتاجاز. ويقول محمد فوزي مدرس: اضطررت إلي تغيير اسطوانة الغاز لمنزلي من بعض السريحة بمبلغ40 جنيها نظرا لمرضي وعدم قدرتي علي التزاحم علي مستودعات الغاز التي تشهد مشاجرات يومية وتشابكا بالأيدي بل تصل إلي التشاجر بالأسلحة البيضاء أحيانا. واتهم أحمد عبد السلام موظفي التموين, خاصة المشرفين علي المستودعات بالتواطؤ مع التجار, سواء بتسريب البوتاجاز لهم أو برفع الأسعار, مؤكدين أن سعر الأنبوبة الواحدة لا يتعدي10 جنيهات, في حين يقوم الباعة الجائلون ببيعها للأهالي بأكثر من40 جنيها, بالإضافة إلي لجوئهم إلي بيعها للبعض دون الآخر بسبب النقص في الأسطوانات نتيجة زيادة الإقبال علي الشراء, مطالبين بضرورة تكثيف الرقابة علي المستودعات لعدم احتكار أصحابها الأسطوانات وتهريبها وبيعها بأسعار مضاعفة. وأوضح طارق الحداد عضو جمعية حقوق الانسان بقويسنا, أن تجاهل الجهات المعنية والممثلة في شركات توزيع الغاز التابعة لوزارة البترول ومديرية التضامن الاجتماعي بوضع خطة لتفادي مشكلة البوتاجاز خلال موسم الشتاء سيؤدي إلي حدوث العديد من الأزمات في الكثير من القري, نتيجة استغلال بعض أصحاب المستودعات الأزمة, وتهريب الأسطوانات إلي مزارع الدواجن ومصانع الطوب, كما هو المعتاد سنويا, وذلك علي حساب الدعم المخصص للمواطنين, خاصة محدودي الدخل منهم مطالبا بضرورة زيادة عدد الأسطوانات التي يتم طرحها للمواطنين بنسبة لا تقل عن25% خلال أشهر ديسمبر ويناير وفبراير ومارس وأبريل, مع ضرورة تكثيف الرقابة علي جميع المستودعات ومنافذ التوزيع, للتأكد من بيع الأسطوانات للمواطنين بالسعر الرسمي. بينما أكد المحاسب عاطف الجمال وكيل وزارة التموين بالمحافظة انه يتم توفير34 ألف اسطوانة, موضحا انه تم تكثيف الرقابة علي المستودعات علي أن يتم توزيع البوتاجاز من خلال مفتشي التموين, ومجازاة أصحاب المستودعات الذين يثبت تورطهم في حجب أسطوانات البوتاجاز عن المواطنين وبيعها للباعة الجائلين بأسعار مضاعفة, مشيرا إلي انه ستتم زيادة طرح اسطوانات الغاز وتوفيرها بالأسواق من خلال سيارات الطواريء بالمديرية, لسد احتياجات المواطنين من الأسطوانات, خاصة في ظل زيادة إقبالهم علي الشراء خلال موسم الشتاء. وقال عاطف الجمال إنه تمت زيادة حصة المحافظة بنحو600 ألف أسطوانة شهريا مع قدوم فصل الشتاء, تجنبا لحدوث أي أزمة, وبيع الأسطوانات بالأسعار المحددة, التي لا تتجاوز10 جنيهات.