أعرب مجلس الشعب عن استيائه ودهشته من قرار مجلس النواب الأمريكي الذي يتضمن الاعتراض علي أي محاولة للاعتراف بالدولة الفلسطينية خارج إطار اتفاق يتم التوصل إليه بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي, واصفا هذا القرار بأنه خطير. جاء ذلك في بيان أصدرته لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس برئاسة السفير رءوف سعد رئيس اللجنة. وأكد البيان أن هناك مجموعة من الاعتبارات كان يجب علي مجلس النواب الأمريكي أن يتنبه إليها, وفي مقدمتها أن المجتمع الدولي أعلن موقفه عبر سلسلة طويلة من القرارات الشرعية الدولية, وأبرزها181 لعام1947, و338 و242 لعام1967, والتي جاءت بإجماع دولي شاركت فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية, وتقضي بتأييد إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وأشار البيان إلي أن السلطة الفلسطينية بذلت جهودا كبيرة بمساعدة مختلف الأطراف وعلي رأسها مصر, وبمشاركة مباشرة من جانب الولاياتالمتحدة الرباعية الدولية والأممالمتحدة وأطراف دولية أخري عديدة, وذلك من أجل التوصل إلي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كنتيجة طبيعية للمفاوضات, مؤكدا أن هذه الجهود وصلت إلي طريق مسدود باعتراف الإدارة الأمريكية التي بذلت هي الأخري محاولات مستمرة لإجراء مفاوضات بين الجانبين, سواء مباشرة أو غير مباشرة. وفسر البيان ذلك الفشل الذي أصاب المفاوضات بأنه يرجع إلي تعنت الحكومة الإسرائيلية, وتمسكها بمواصلة عملية الاستيطان التي تفرغ أي مفاوضات من مضمون حقيقي. وقال البيان الصادر عن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب: كنا نتوقع في ضوء هذه التطورات أن يبادر نواب الشعب الأمريكي باتخاذ موقف جاد وحاسم لوقف النزيف ووضع حد لأساليب التسويف والمماطلة من جانب إسرائيل, واصرارها علي مواصلة الاحتلال والاستيطان, وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه في اقامة دولة مستقلة, وبدء مرحلة تاريخية جديدة من السلام والازدهار لشعوب الشرق الأوسط كافة بما فيها إسرائيل. وأشار البيان إلي أن هذا القرار الصادر عن مجلس النواب الأمريكي جاء مخالفا لكل التوقعات, ومتجاهلا عدة اعتبارات رئيسية منها أن سعي السلطة الفلسطينية للحصول علي اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية يمثل نتيجة طبيعية للوضع الذي وصلت إليه مساعي المفاوضات مع إسرائيل, وهي المفاوضات التي بات واضحا للعالم كله أن استمرار توقعها يشكل تهديدا حقيقيا وخطيرا لهدف تحقيق السلام وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة, كما أنه ينذر بتحول النزاع إلي انفجارات لا تقتصر آثارها علي إسرائيل وفلسطين بل تتجاوزها إلي منطقة الشرق الأوسط ككل. أضاف البيان أن ما يثير الاندهاش وصف قرار مجلس النواب السعي الفلسطيني لإعلان الدولة المستقلة باعتباره تهديدا رغم أن القرار يعترف بأن الفلسطينيين يسعون إلي الحصول علي هذا القرار من جانب الأممالمتحدة والمحافل الدولية الأخري وهو ما يعكس بوضوح لجوء السلطة إلي القنوات الشرعية واحترامها للقانون الدولي من أجل الحصول علي الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني في الاستقلال والعيش في سلام وأمن وازدهار. ودعا مجلس الشعب المصري من خلال لجنة العلاقات الخارجية مجلس النواب الأمريكي إلي إعلاء شأن قيم الحرية والعدل والمساواة وأن يترجمها إلي مواقف عادلة تسهم في تحقيق السلام والعدل في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وفي منطقة الشرق الأوسط كلها.