يوميات

مع المسيح بقلم : أنور الهواري

قصة حياة حافلة من مخاض الولادة حتي صعوده إلي الملأ الأعلي‏,‏ معجزة توالت فصولها من رحم مريم العذراء إلي أن استوت شاهدا علي وجود الخالق الأعلي وقدرته الأسمي‏
أكتب لكم‏,‏ من العهد الجديد‏,‏ من إنجيل متي‏,‏ المشهد يبدو مروعا‏,‏ العذراء تكتشف النور الذي تحمله في جوفها‏,‏ يخرج المسيح إلي الحياة في بيت لحم‏.‏
الخطر يحيط بهذا الوليد من كل جانب‏,‏ وإذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا‏:‏ قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلي مصر‏,‏ وكن هناك حتي أقول لك‏,‏ لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه‏.‏
انتقل المسيح من حيث مولده في بيت لحم‏,‏ إلي دار أمانه وهجرته عندنا في مصر‏,‏ ثم عاد به يوسف وأمه‏,‏ ليستقر هناك في مدينة الناصرة‏.‏
في ذاك الحين‏,‏ كان يوحنا المعمدان يلقي مواعظه‏:‏ توبوا‏..‏ لأنه قد اقترب ملكوت السموات‏.‏
ذهب المسيح إلي يوحنا ليعتمد فيه‏,‏ منعه يوحنا مستنكرا‏:‏ أنا محتاج أن أعتمد منك‏..‏ وأنت تأتي إلي؟‏!‏
وأجابه المسيح في تواضع شديد‏:‏ هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر‏.‏
اعتمد المسيح‏,‏ نظر إلي السموات‏,‏ انفتحت له‏,‏ زالت الحواجب‏,‏ فرأي من رحمات الله ما بدأ به طريقه الخاص في تاريخ الإنسانية‏.‏
الخطوة الأولي في هذا الطريق الشاق معركة مع الشيطان‏,‏ إبليس يحاول والمسيح ينتصر‏,‏ صام المسيح أربعين نهارا وأربعين ليلة حتي أدركه الجوع الشديد‏.‏
إبليس يتحدي المسيح‏,‏ يستغل حالة الجوع‏,‏ يوسوس إلي المسيح أن يطلب أن تتحول الحجارة إلي أرغفة من الخبز‏,‏ ويرد عليه المسيح بعمق وحكمة‏:‏ ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان‏,‏ بل بكل كلمة تخرج من فم الله‏.‏
ما زلنا عند مشهد المباراة الحاسمة بين المسيح وإبليس‏.‏
ونستكمل‏........‏