المكارثية وفقا لموسوعة ويكيبيديا هي حركة ظهرت في أواخر أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي تبناها وتزعمها سيناتور أمريكي متطرف اسمه جون ماكارثي, قاد حملة تشويه ضد كثير من رموز المجتمع والمثقفين والكتاب والفنانين الأمريكيين نذكر منهم شارلي شابلن والمفكر أرثر ميلر, حيث اتهمهم إما بالشيوعية أو بالتآمر علي الدولة لمصلحة الاتحاد السوفيتي, أو بتهديد الأمن القومي. واستغل ماكارثي نفوذه في مجلس الشيوخ لتشكيل لجنة للتحقيق مع المتهمين هي أقرب إلي محكمة تفتيش مستحضرا بذلك روح فترة ما قبل عصر التنوير التي سادت أوروبا, عقد المحاكمات التي تفتش في الأفكار والضمائر والنيات, ساق الاتهامات جزافا ضد أبرياء, وفي النهاية كان يوقع عليهم عقوبات تؤثر في اعمالهم وحرياتهم, فهو اذن فكر متطرف سرعان ما لفظة المجتمع الأمريكي بالطبع ولكن بعد أن سار علامة يخزي منها الأمريكيون في تاريخهم حتي الآن. لذا فإن أشد ما نخشاه أن نري مصر تشهد تصرفات وأقوالا تقربنا من هذا الفكر المتطرف, والاتهام المعد سلفا هو انتماء هذه أو ذاك لتنظيم الإخوان الإرهابي, بالفعل نحن نريد اقتلاع هذا التنظيم وفكره المتطرف ومن يؤيدونه من مصر كلها, فجرائمهم في حق مصر والمجتمع فاقت كل وصف, ولكن أشد ما نخشاه أن يكون اتهاما يوجه في حق أبرياء لغرض آخر غير ابتغاء الصالح العام, رأينا هذا بالفعل تظهر بوادره مع قرب الانتخابات البرلمانيه حيث استخدمه البعض ضد بعض منافسيه في بعض الدوائر لإخلائها له منهم, ورأيناه أيضا يوجه ضد بعض شيوخ وعلماء الأزهر في معرض النيل من الأزهر ذاته, وقد تناول شيخ الأزهر الدكتور الطيب تلك النقطة في آخر حديث له, ورأيناه يوجه ضد بعض المرشحين لتولي مناصب بالتشكيل الوزاري الأخير أو حركة المحافظين أو الترشيح لتولي المناصب القيإدية العليا, وأيضا رأيناه يوجه ضد بعض الإعلاميين وبعض الصحف والمجلات, أو حتي تصفية حسابات سابقة. قد تكون صرخة مبكرة, الا انه اشد ما نخشاه أن نخسر بلا ذنب كفاءات ومهارات وقامات علمية نحتاجها في هذه المرحلة, بالفعل قد يكون لتلك الحملة بعض من جوانب المصداقية ضد أشخاص أو جهات بعينها إلا اننا نخشي أن تتحول إلي ظاهرة تطول غيرهم, وهي بالفعل في سبيلها لذلك.