كان العام الماضي2014 عاما صعبا, مليئا بالأحداث المحزنة, والتي تمثلت في استهداف الإرهاب الأسود جنودنا البواسل في الشرطة والجيش, فمن تفجير مديرية أمن القاهرة إلي مذبحة كرم القواديس, إلا أنه لم يخل من الأحداث الإيجابية, فقد شهد أهم خطوات خارطة الطريق, بانتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي, وبأغلبية كاسحة, في عرس ديمقراطي شهد له العالم, وتفاعل معه الشعب المصري العاشق لتراب وطنه وجيشه وشرطته, بالحضور فرادي وجماعات إلي لجان الانتخابات للإدلاء بأصواتهم, مما دعا اللجنة المشرفة علي الانتخابات إلي تمديد التصويت ليوم ثالث, وبالرقص والغناء والزغاريد, لتكون الانتخابات عرسا حقيقا يعلن ميلاد عصر جديد, لا سيطرة فيه للإرهاب ولا للجماعات المتأسلمة علي مقدرات الشعب المصري الواعي. ورغم أنه لم تمر علي تولي الرئيس السيسي لحكم البلاد إلا ستة اشهر, إلا أنه قام بنشاط مكثف, وجولات دولية وعربية مهمة, كان آخرها زيارته التاريخية إلي التنين الصيني, والتي من المتوقع أن تحقق مردودا اقتصاديا يصب في خانة النمو الاقتصادي المطلوب لمواجهة تحديات الواقع الذي يشهد تراجعا اقتصاديا وتنمويا منذ يناير2011, كما التقي سيادته عددا من زعماء ورؤساء الدول الإفريقية في عودة لإحياء دور مصر القيادي والرائد في القارة السمراء. وشهد العام الماضي أيضا تدشين المشروع القومي لحفر قناة السويس الجديدة, وهو مشروع عملاق بأموال مصرية خالصة, بعد المشهد المشرف لجموع المصريين يحتشدون في البنوك الوطنية لشراء شهادات استثمار القناة, ثقة منهم في القيادة السياسية ورغبة صادقة في المشاركة في صناعة المستقبل المشرق لبلادهم. كما شهدت نهاية العام تراجعا للإرهاب, واختفاء ملحوظا لعملياته القذرة, بعد أن أحكمت الشرطة المصرية بدعم من الجيش الوطني العظيم, قبضتها وأمسكت بزمام الأمور, ولعل المظاهرة غير المرئية لما يسمي الجبهة السلفية, والتي كان من المقرر لها يوم28 فبراير الماضي, تحت مسمي الثورة الإسلامية, وشهدت فشلا ذريعا في الحشد الجماهيري, وقاطعها الشعب المصري بجميع طوائفه, هذا الانحسار في مظاهرات الإرهابية وقدرتها علي الحشد والإرهاب خير دليل علي حالة الاستقرار التي بدأت بوادرها في الأشهر الثلاثة الأخيرة. ولا يمكن أن ننسي الجهود الكبيرة التي قامت بها الحكومة بقيادة المهندس إبراهيم محلب, فقد تواجدت علي أرض الواقع, وعملت علي حل مشكلات الجماهير, وسلمت وحدات سكنية للشباب والمحتاجين, للقضاء علي المناطق العشوائية, وقامت بجهود كبيرة في استرداد أموال الدولة وأراضيها المنهوبة في فترة الانفلات الأمني, وحلت مشكلة الباعة الجائلين الذين كانوا يعطلون المرور ويتحرشون بالفتيات والسيدات في وسط البلد, فللحق قامت الحكومة, رئيسا ووزراء, بمجهود كبير للخروج من عنق الزجاجة, سواء اقتصاديا أو علميا أو سياحيا, ولا نزال ننتظر منها الكثير من العمل الجاد والجهد الكبير لتتبوأ مصر مكانتها التي تستحقها, وليعيش المواطن حياته بكرامة وأريحية. أما العام الجديد, فهو عام اكتمال العرس الديمقراطي, بإجراء الانتخابات البرلمانية, لتكتمل خارطة الطريق, وتستقر الأمور, وتتقدم مصر خطوة كبيرة علي طريق الديمقراطية الحقيقية, فتهنئة من القلب للشعب المصري بحلول العام الجديد, وللشعوب العربية الشقيقة, وللعالم أجمع, متمنيا أن يكون2015 عام خير وبركة علي الجميع. *** المساجد الثلاثة التي تعرضت للحريق في السويد, لا تعبر عن أخلاق السويديين, فهم طيبون خلوقون مسالمون, وقد قضيت معظم حياتي بينهم,46 عاما قضيتها في السويد, كنت أذهب للمسجد للصلاة بدون خوف أو تضييق, فيجب ألا نبالغ في ردة الفعل, وننتظر التحقيقات التي تجريها الشرطة والقضاء الذي أثق كثيرا في عدالته ونزاهته, ونتمني ألا تتصاعد موجات العنف ضد المهاجرين والمسلمين في هذه البلاد, وتحيا مصر.