المدعو محمود عاش حياة التشرد منذ نعومة أظافره وحكمت البيئة المحيطة به أن يدخل عالم الإجرام من أوسع أبوابه فلم يجد من يسدي إليه النصح ليبتعد عن طريق الحرام وراح يجلس مع أصدقاء السوء الذين استغلوا ذكاءه في مساعدته للانضمام للتشكيلات العصابية التي تتخصص في السطو علي الدراجات البخارية وإعادة بيعها بأثمان بخسة للبعض من تجار الخردة والورش الميكانيكية ونجح سريعا في أن يكسب ثقة واستغل أحداث ثورة25 يناير التي واكبها الانفلات الأمني لزيادة نشاطه الآثم وحقق نجاحات كبيرة ساعدته علي ملء جيوبه بالمال الحرام الذي أنفق جزءا منه علي ملذاته الشخصية والآخر ادخره بأسماء المقربين. وكان اللواء مصطفي سلامة مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة الظواهر الإجرامية والمعلومات الواردة لهما عن نشاط أرباب السوابق وحديثي العهد بالسرقة في ارتكاب وقائع السطو علي الممتلكات العامة والخاصة الأمر الذي يستوجب ملاحقتهم والكشف عنهم وتقديمهم للمحاكمات العاجلة للقصاص منهم لاسيما أن الجناة يهددون أمن وسلامة المواطنين بأفعالهم الخارجة التي لا تتفق مع الثوابت المجتمعية والعرفية وتضرب القانون عرض الحائط. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم وكيله العقيد طارق حجاب والرائد أحمد الشناوي رئيس مباحث قسم أول ومعاونيه النقيبين أمير الألفي ومحمد إبراهيم. ودلت تحرياتهم أن محمود22 سنة عاطل سبق اتهامه في8 قضايا سرقات متنوعة تخصص في السطو علي الدراجات البخارية لمعرفته الجيدة بكيفية فك قيودها والهرب بها عند التمكن منها فضلا عن الخبرة التي يمتلكها في تقطيعها لأجزاء وإعادة بيعها لتجار الخردة والورش الميكانيكية حتي لا ينفضح أمره. وأضافت التحريات أن المتهم تعرف علي صديق له, واتفق معه علي تكوين تشكيل عصابي لسرقة الدراجات النارية وتوزيع حصيلة البيع عليهما بالتساوي مع رسم خطة بمقتضاها يتم تحديد الأماكن التي توجد بها الدراجات لاستهدافها وقت انشغال أصحابها بعملهم أو قضاء مصالحهم الشخصية بالأسواق. وأشارت التحريات إلي أن محمود ورفيقه يخرجان من مسكنهما صباحا مستقلين دراجة كهربائية ويقومان بمعاينة المناطق التي سوف تشهد تحركهما داخلها لسرقة الدراجات البخارية ولا يهمهم نوعيتها بقدر حالتها الجيدة حتي يتسني لهما سهولة فصل أجزائها عن بعضها البعض وتسليمها قطعا لعملائهما سواء كانوا من تجار الخردة أو قطع غيار الدراجات النارية وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وشريكه وأعد رجال المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة للقبض عليهما وبعد مجهودات مضنية تم رصد زعيم العصابة في أثناء استقلاله دراجة بخارية تبين أنها مسروقة وشل حركته واصطحبوه لغرفة التحقيقات وسط حراسة أمنية مشددة. وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالسطو علي الدراجات البخارية بمساعدة رفيقه الهارب والشخص الذي يبيعان له بضاعتهما وبعرضه علي أحمد الفرارجي باشر التحقيق معه تحت إشراف هشام طلال رئيس نيابة أول الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد وضبط شريكه وتاجر الخردة.