استبق الرئيس السوداني عمر البشير الاستفتاء علي مصير الجنوب المقرر في9 يناير المقبل بالقول إن انفصال جنوب السودان لن يكون نهاية الدنيا, مشيرا إلي أنه إذا ذهب بترول الجنوب فهناك بترول في الشمال أكثر وعمره أطول. وقال لدي مخاطبته حشدا جماهيريا كبيرا بمدينة القضارف أمس بمناسبة الاحتفال بالعيد القومي للحصاد إن تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان لا مساومة عليه ولا نكوص مهما كانت التحديات, وأن كل الحدود الشرعية يتم تطبيقها دون مجاملة أو حرج علي كل من يتعدي حدود الله'. وتابع' إذا حدث انفصال للجنوب, لا قدر الله, فإن الدستور سيتعدل وتصبح الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع والإسلام هو الدين الرسمي للدولة واللغة العربية هي اللغة الرئيسية للبلاد', مؤكدا أن السودان ماض في مسيرته لبناء دولة عظمي رغم المكائد والمؤامرات. علي صعيد آخر, أكد علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني عزم بلاده علي تجاوز أي تحد مهما كانت الابتلاءات, وقال' إن السودانيين قادرون علي تقديم المزيد من التضحيات من أجل الحفاظ علي مكتسبات الدولة وصون سيادتها'. جاء ذلك في كلمة ألقاها علي عثمان طه أمس في احتفال بمناسبة ذكري إعلان الاستقلال الخامس والخمسين الذي أقيم بقاعة المجلس التشريعي لولاية الخرطوم( القاعة التي شهدت إعلان الاستقلال). وأضاف' نقول لكل من يريد أن يزايد علينا بحماية حرية غير المسلمين من المسيحيين وغيرهم تعالوا إلي السودان لتأخذوا الدروس في التسامح الديني', مشيرا إلي وجود الكنيسة والجامع في نفس المكان وممارسة المسيحيين لشعائرهم الدينية في هذه الكنائس. وفي رد فوري, قال ياسر عرمان عضو الحركة الشعبية ان تصريحات البشير ستشجع علي القمع في الشمال وان هذا النوع من الخطاب يمهد السبيل لدولة بوليسية مضيفا ان الشمال سواء أكان مع الجنوب أم دونه مكان شديد التنوع. ومضي عرمان يقول ان موقف الشمال المتشدد هو ما دفع الجنوبيين نحو الانفصال واذا استمر الشمال علي هذا الطريق فسيشجع هذا مناطق أخري مثل دارفور وجبال النوبة وشرق السودان علي الانفصال أيضا. واضاف انه سينتج عن ذلك أيضا مزيد من التدهور في علاقات السودان بالعالم الخارجي. وعبر قادة جنوبيون من قبل عن قلقهم بشأن المعاملة التي قد يلقاها مئات الآلاف من الجنوبيين الذين يعيشون في الشمال إذا انفصل الجنوب. وقال عرمان الذي كان المرشح الرئيسي أمام البشير في انتخابات الرئاسة في أبريل ان قطاع الشمال من الحركة الشعبية لتحرير السودان الذي ينتمي إليه سيشكل حزبا معارضا منفصلا في الشمال إذا انفصل الجنوب. وأعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان أن كل ولايات الجنوب العشر بلا استثناء أتمت استعداداتها لإجراء الاستفتاء علي حق تقرير المصير. وأشارت مسئولة قطاع الجنوب بالحركة آن إيتو- في تصريحات صحفية في جوبا أمس الاحد- إلي أن الجنوبيين حافظوا علي السلام والأمن خلال فترة التسجيل للاستفتاء. وفي نفس السياق, دشن المجلس التشريعي لجنوب السودان حملة للتوعية بكيفية التصويت في الاستفتاء المرتقب. وقالت رئيسة لجنة الاستفتاء في المجلس بياتريس أبير سامسون' إن الحملة تحمل شعار( التصويت من أجل السلام) وتشمل كل الولاياتالجنوبية'. من جانبها, حذرت رئيسة لجنة الإعلام بالمجلس التشريعي لجنوب السودان جوي كواني إلوزاي من أن المجلس سيلجأ إلي مقاضاة الصحف التي تنشر أخبارا كاذبة حول الاستفتاء, مشيرة إلي أن الجهة الوحيدة التي يمكنها التحدث عن تعليق أو تعطيل الاستفتاء هي مفوضية الاستفتاء دون غيرها. وأكدت وزارة الخارجية السودانية أن ما أثارته الأممالمتحدة حول تأخر منح تأشيرات الدخول للوفود الرسمية والصحفية والمراقبين القادمين لتغطية ومراقبة الاستفتاء, عار من الصحة ويفتقد للشفافية والمصداقية. وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة معاوية عثمان خالد في تصريح صحفي- إنه ليس هناك تأخير في منح التأشيرات, موضحا أن التأشيرة يتم منحها خلال72 ساعة. وأشار عثمان إلي أن تأشيرات المراقبين والصحفيين المشاركين في تغطية الاستفتاء تجد حظها من الاهتمام الكبير والمتابعة اللصيقة. كما أوضح أنه بالنسبة للصحفيين فإن هناك مسارا سريعا لإصدار التأشيرات لهم, مبينا أن منح التأشيرات تصاحبه اجراءات معمول بها في كل دول العالم.