يمرالبحث العلمي أثناء مرحلة اختبار الفرضيات النظرية بتنوع كبير من اجتهادات العلماء البحثية..... ويسهم هذا التنوع في تصحيح مسيرة البحث العلمي للوصول إلي اليقين العلمي.. .. إلي الحقيقة العلمية, وفي هذه المرحلة( مرحلة اختبار الفرضيات النظرية) ينبغي أن لا يتدخل علماء الدين في هذه المرحلة, وليتركوا ميزان العلم هو الذي يحكم بالخطأ أو بالصواب, لأن الميزان المقبول هنا هو العلم وليس الدين.... وحين يتدخل بعض علماء الدين في هذه المرحلة للحكم بالصواب أو الخطأ أو جعل بعض النتائج من الإعجاز العلمي تتولد مشاكل فكرية خطيرة.... منها افتعال أزمة بين الدين والعلم.... بسبب تحميل خطأ هذا الإنسان علي القرآن.... والحق أن الخطأ هنا بشري في فكر هذا أو ذاك, وآراء البشر وأفكارهم غير مقدسة.... وإنما هي اجتهادات يصيب فيها الإنسان ويخطيء.... المقدس هو كلام الخالق: هو القرآن. نعود إلي أهمية اعتماد ميزان العلم في القبول أو الرفض... في الحكم بالخطأ أو الصواب علي البحوث العلمية في مرحلة الفرضيات النظرية... والمدهش حقا... واللافت للانتباه.... أن القرآن يعتمد ميزان العلم.... نعم...القرآن يعتمد الدليل العلمي... وذلك في قول الله تعالي: { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبين لهم أنه الحق} فصلت/53 فالدليل المعتمد الذي تشير إليه الآية:{ آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم} دليل علمي, ومن هنا يتأكد لنا... نعم يتأكد لكل عاقل منصف أن القرآن مع حقائق العلم.... مع الدليل العلمي... القرآن يا سادة.... مع وكالة ناسا, مع كل مؤسسة علمية عالمية في كل مجال من مجالات العلم وما تصل إليه هذه المؤسسات من حقائق علمية, إن القرآن دعوة إلي العلم والبحث في الإجابة عن السؤال: كيف. قال الله تعالي: {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق} العنكبوت/20 تدبر معي كلام الخالق: كيف بدأ الخلق؟! فهذا بحث في الكيفية. أما الدين فهو بيان للإجابة عن السؤال: لماذا؟ قال الله تعالي:{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} الذرايات/.56 { وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين} الدخان/.38 والدين كذلك بيان لهدي الخالق في الأخلاق وفي المعاملات بما يحقق لهم السعادة... وقال الله تعالي:{ ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث} الأعراف/157 والقرآن كذلك جاء هاديا للعقل فيما وراء الطبيعة من أمورالغيب التي لا يملك العقل أدوات البحث فيها... لأن( العقل) غير مؤهل ولا قادرعلي البحث في الغيبيات; لذلك جاء القرآن هاديا للعقل فيها, مثلا: هل يقبل في الجامعات العلمية البحثية أن تسجل دراسة في أحوال الملائكة في الصيف وأحوالهم في الشتاء.... أو عن أحوال الجن بالليل وأحوالهم في النهار... ؟!....الإجابة: لا, لأنها خارج دائرة أدوات البحث العلمي. وتاريخ العلم مع الإيمان... يشهد أن العلم في مجال العلوم الطبيعية كان فيه الكثير من العلماء المؤمنين بوجود إله خالق مدبر... مثل: كينيث ميلر... صاحب كتاب: الإيمان والتطور والذي انتهي في كتابه هذا إلي حقيقة مهمة... وهي أن الصراع بين الدين والعلم مفتعل, وغيره كثير وقد عرض أسماءهم في كتابه المذكور فارجع إليه. كما يشهد تاريخ العلم مع الإيمان الكثير من العلماء الذين قادهم العلم( في مجال العلوم الطبيعية) إلي الإيمان... مثل: موريس بوكاي... وقد سجل تجربته العلمية في كتابه: التوراة والإنجيل والقرآن والعلم الحديث, والذي انتهي فيه إلي حقيقتين بشأن القرآن, هما: القرآن أكثر الكتب السماوية اشتمالا علي الحقائق العلمية. القرآن وحده هو الذي لم يصادم حقيقة واحدة من حقائق العلم, بل جاءت آياته متوافقة مع حقائق العلم الحديث.