طارت السيارة " الميكروباص "بشكل جنونى مقتحمة الزحام الشديد وسط صرخات وعبارات وصيحات الاستنكار وسبابهم الممزوج بالرعب بعد عمر جديد ونجاة حقيقية من القتل. ولكن السيارة الطائشة لم تتوقف إلا أمام المطعم المفتوحة أبوابه، ولكى يكتمل مشهد الأفلام الأمريكية فى أذهان المراقبين من الأهالى فى شمس الظهيرة لما يحدث، قفز 3 رجال مسح الزمان وجوههم بطابع الشراسة والاجرام، اقتحموا فى أقل من ثوان المطعم وفى لحظات كان بين أيديهم شاب كان يقف للبيع بداخله، وقبل استيعاب الأمر كان الجميع يقفز به داخل الميكروباص الذى مرق من جديد فوق الأرض ومازال بابه العريض مفتوحا. ظل الموقف عالقا فى أذهان من شاهده أو سمعه برهة من الوقت مصحوبا بالاستهجان والتحسر على الأخلاق المفقودة. ولم يشعر أحد منهم بالشاب الذى كان فى حال آخر. وبالرغم من اهتزازه أثناء جلوسه بين خاطفيه داخل العربة. إلا أن الشاب كانت رأسه تموج بألف سؤال عن مصيره وما جناه ليصل الحال مخطوفا لا يدرى كيف سينتهى مصيره. لم يمر وقت طويل حتى كانت السيارة تنزلق فى مدخل إحدى العمارات المتواضعة. وبعد وضع مطواة فى جنب الشاب وتألمه من وخزها سار بصحبة خاطفيه فى سكون واستقر مقامه فى حجرة داخلية بإحدى الشقق من غير نوافذ. القى الشاب فى مهانة واضحة وضيق شديد من خاطفيه وبعد دقائق وضعوا أمامه قطعة جبن وبقايا "عيش" حاف واضح البرودة طال نظر الشاب إلى حائط الحجرة فى صمت وفجأة ومض فى رأسه شيء أنعش ذاكرته. ملامح أحد الخاطفين تتشابه مع البائع الذى نشب بينهما شجار وحرر له محضرا بقسم الساحل قبل يوم واحد لاصرار الأخير على الوقوف أمام المطعم ومزاولة "البيع" زاد توتر الشاب فى التفكير بمصيره المرتقب. وعلى الجانب الآخر فوجيء والد الشاب وصاحب المطعم بما حدث مع نجله وما سمعه ممن شاهد واقعة الاختطاف وقبل أن يطول تفكيره فيمن وراء الاعتداء. أضاءت شاشة هاتفه المحمول وبمن يهاتفه بصوت أجش محذرا إياه بعدم رؤية نجله ثانية ان لم يتنازل عن المحضر المحرر بالقسم ضد البائع. أرتج الأمر على صاحب المطعم وقبل أن يفكر فى مجاراة المتصل أو رجائه عدم المساس بفلذة كبده كان صوت طنين انهاء المكالمة عاليا فى أذنه. وقبل أن تتدهور حالته الصحية ينصحه الأقربون بالتوجه إلى قسم الشرطة بالساحل وهناك أتهم من تشاجر مع نجله واثنين آخرين بأنهما وراء اختفاء ابنه وخطفه قسرا نهارا أمام الجميع من داخل محله. اهتم اللواء ثروت المحلاوى بالبلاغ وأمر بتشكيل فريق بحث متشعب التخصصات للوقوف على مجرمى الواقعة وفى خلال 20 دقيقة تم وضع هاتف المبلغ تحت مراقبة الأجهزة الفنية بالاتفاق مع وزارة الداخلية وتم ما توقعه اللواء ثروت المحلاوى مفتش مباحث فرقة شمال وجاء الاتصال الثانى من الجناة للمساومة من جديد على اجبار الأب على مقابلتهم بأحد المقاهى لعرض التنازل عن المحضر من جديد مقابل استرداد نجله المخطوف. ونفذ الأب ما أوصاه به مفتش الفرقة وحاول إطالة الحديث فى الهاتف لأطول مدة. وبعد المكالمة أتصل اللواء المحلاوى وطمأن الأب على نجله ووعده بالوصول إلى الخاطفين خلال الساعات القادمة. وبعد اجتماعين مع فريق البحث تم تحديد المنطقة التى تصدر منها مكالمات الخاطفين وأشارت إلى ضاحية شبرا الخيمة. ولم يحتج الأمر إلى جهد كبير من رجال المباحث بالقسم للوصول إلى الجناة فى أقل من 4 ساعات منذ تحرك الميكروباص بالشاب المخطوف وتبين أنهم أشقاء من الأم، وأن الخوف من السجن وراء الاختطاف لاجباره عن التنازل عن المحضر المحرر. وكان قسم شرطة الساحل قد تبلغ من المواطن محمد حافظ خميس على 66 سنة صاحب مطعم ومقيم دائرة القسم. بقيام كل من خيرى33 عاطل ومقيم دائرة قسم شرطة الساحل. والسابق اتهامه فى 4 قضايا آخرها 4382 لسنة 20133م الساحل "ضرب". وأحمد 21سنة عاطل ومقيم شبرا الخيمة ثان قليوبية. والسابق اتهامه فى القضية رقم 7063لسنة 2013م الساحل "سلاح أبيض". وشقيقه حسام 20 سنة عاطل ومقيم شبرا الخيمة ثان قليوبية. بخطف نجله عبدالكريم 30 سنة عامل بذات المطعم ومقيم دائرة القسم. حال تواجده بالمطعم ملكه تحت تهديد أسلحة بيضاء كانت بحوزتهم. وذلك لسابقة قيام الأول بالتعدى على نجله وقيام الاخير بتحرير المحضر رقم 18484لسنة 2014، جنح الساحل بتاريخ 26نوفمبر الماضى وفى وقت لاحق تلقى اتصالا هاتفيا من المتهمين طلبوا منه التقابل بأحد المقاهى للتفاوض على التنازل عن المحضر المحرر ضد المتهم الأول مقابل اطلاق سراح نجله. على الفور انتقل النقيب مصطفى الكيال. الضابط بوحدة مباحث القسم وبصحبته القوة المرافقة. وتمكن من ضبط المتهمين الأول والثانى وبحوزتهما 2 سلاح أبيض "مطواة قرن غزال". وبصحبتهما المجنى عليه. بمناقشتهما اعترفا بارتكابهما الواقعة على النحو السابق ذكره بالاشتراك مع المتهم الهارب بسؤال المجنى عليه أتهمهما بالاشتراك مع المتهم الهارب بخطفه واحتجازه.