صدر أخيرا للأديب رفعت محمد رجب مجموعة قصصية بعنوان الفراش البارد عن دار الوثائق تتضمن سبعا وعشرين قصة تشغل خمسة وسبعين صفحة من القطع المتوسط وقد صدر للكاتب من قبل دراسة بعنوان شعراء في دائرة الظل والعديد من الكتب في مجال القانون وبالدخول علي نحو متباين سواء علي مستوي الشكل أو علي مستوي المضمون وصيغ الأسلوب وكما يقول مارسيل بروست إن الأسلوب ليس مسألة تكنيك بل مسألة رؤية كلية للكاتب بمعني تنوع الرؤي وتعددها, لذلك نجد اللغة عند الكاتب لا تعقيد فيها ولا غموض الأفكار من حيث الموقف أو الحدث الذي تعبر عنه أو الفكرة التي تحملها فالقصة عند الكاتب تميل إلي دقة تصوير الحدث بشكل مكثف فلا نشعر بالمماطلة, أو الوقوع في المباشرة لا يفتعل المواقف فشخوصه من قلب الحياة هم يعيشون معنا وحولنا شخصيات بسيطة حالمة ومنسحقة في دوامة الصراع اليومي فنجد الراوي في قصة دمعة ساخنة في صراع نفسي بينه وبين ذاته التي تبدو منشطرة ما بين شعوره الباطني والمعلن برغم أنه يشغل منصبا مرموقا( الأجندة مشغولة يا باشا) في المقابل نري هرم الملفات والأوراق التي تعلو مكتبه تتآكل ص9 ليصل إلي حد الاغتراب بولوجه دائرة الصمت, والدائرة هنا ترمز إلي المتاهة, استخدم الكاتب الفعل المضارع للدلالة علي استمرارية الحدث ثم لجأ إلي الفعل الماضي مستخدما الفلاش باك ليكشف لنا بعضا من جذور أزمته يدخل حجرة والده المرحوم يفتح الصندوق يتناول من داخله كشكولا يتصفحه يعثر به علي قصاصة مكتوب عليها ليس المهم أن تعيش المهم أن تشعر بذاتك ص10 لم يفصح الكاتب عما يحتويه الكشكول تاركا للقارئ ما يعن له من تخمينات نفس الملمح نجده متجسدا في قصص المصباح, الفراش البارد, فراق حيث الصورة الداخلية لشخصيات تعاني الوحدة والفراق والفقد والخوف من المجهول عبر حياة مضطربة ومعذبة ومجهدة بما فيها من هموم ومتاعب, ففي قصة المصباح يعتمد فيها الكاتب علي الرمز بنوع من المقابلة أو الإسقاط تنفست الصعداء بمجرد نوم صغارها وللوهلة الأولي نتصور أنهم اولادها لنكتشف فيما بعد أنهم أولاد القطة فهي أرملة تعيش وحيدة.