تسود حالة من الكآبة معظم بيوت المصريين, وتحولت البهجة إلي حزن بسبب فقد الأسر بعض أفرادها جراء العمليات الإرهابية الجبانة, وحتي تلك الأسرالتي لا يطولها الإرهاب يعتريها نفس الشعور تضامنا مع إخوانهم وخوفا من أن يكون الدور عليهم وذلك علي الرغم من محاولة إحكام القبضة الأمنية علي البلاد والضربات الناجحة التي يسددها الأمن ضد الإرهاب في سيناء وجميع المحافظات.. فيوميا لا تخلو شاشات التليفزيون من حوادث التفجيرات والتي يروح ضحيتها أبناء الوطن. و مع اقتراب ذكري تفجير مديرية أمن الدقهلية في12/17 تتجدد الأحزان علي شهداء الغدر.. وكذلك المخاوف, وخاصة مع انتشار تهديدات مكتوبةعلي جدران الحوائط بقري ومراكز المحافظة منسوبة لتنظيم داعش الذي يكاد يكون كيانا واحدا مع أنصار بيت المقدس... ووسط تحذيرات من الأفكار المتطرفة التي يعتنقها التكفيريون, والتي انتشرت بين بعض الشباب المغيبين بالقري وتستغلها الخلايا النائمة وبقايا التنظيمات الإرهابية لتجنيدهم مما ينذر بالخطر. يقول محمد م. خبير أمني: كانت محافظة الدقهلية أولي المحافظات التي سطرت برجولة أبنائها نهاية جماعة الإخوان وعزل محمد مرسي وإدراج الجماعة ضمن المنظمات الإرهابية عقب تفجير مديرية أمن الدقهلية, ليطلق عليها أعضاء المحظورة بلد المليون بلطجي, وبالرغم من ذلك فإن المحافظة كانت أيضا أرضا خصبة لاستقطاب الجماعات والخلايا الإرهابية والتكفيرية, والتي بلغت حتي الآن أكثر من20 خلية إرهابية وتكفيرية شاركت في الفوضي وإراقة الدماء عقب ثورة30 يونيومن تفجيرات وقتل لرجال الشرطة وتصنيع متفجرات وتدريبات قتالية وتهريب أسلحه واحتضان تكفيريين من جنسيات مختلفة, وأعضاء من حماس ليشاركوا في عمليات الانتقام من الشعب المصري عامة والدقهلاوي خاصة.. وكلها كانت بتدبير من أعضاء الجماعة الإرهابية.. وبين الرغبة في الانتقام واختراق الجماعات الإرهابية لأرض المحافظة خرج التنظيم الارهابي ليعلن عن وجوده داخل الأراضي المصرية مع تهديداته بتنفيذ عمليات إرهابية واقتحام السجون وتفجيرات وذبح لمخالفي الشريعة الإسلامية. وبين التأكيد والنفي عن وجود هذا التنظيم الإرهابي بالأراضي المصرية وجد بقايا خلايا الجماعات الإرهابية والتكفيرية بالمحافظة فرصتهم للانتقام لزملائهم واستكمال مخططاتهم فبدأت الاستعداد لاحتضان داعش وإعلان الدقهلية إمارة إسلامية بعد محاولتهم في سيناء ومدن القناه ودعوة الشباب لذلك. وأضاف الخبير الأمني أن بعض القري مثل قريتي كفر الترعة الجديدة والضاهرية, وهما مسقط رأس الشاطر, و حازم أبو إسماعيل تحوي الكيانات الإرهابية التي تستعد لاستقبال داعش وخططهم لإعلان الإمارة الإسلامية والتي توازيها جهود أمنية مكثفة لإحباط هذا المخطط. كما أن قري مثل كفر بدواي والخيرية وأويش الحجر بمركز المنصورة والمعصرة مركز بلقاس تعد من أهم معاقل تلك التنظيمات, وضمت عددا كبيرا من أعضاء الخلايا الإرهابية والتكفيرية, ومنها خلية تفجير مديرية أمن الدقهلية, و التي تم القبض علي أفرادها بمركز بلقاس, كما ضمت قرية الخيرية وتلبانه التابعتين للمركز أكبر عدد من الشباب المتشدد, وأعضاء الجماعات التكفيرية, والذين تمكنوا من تشكيل ماعرف بخلية الجهاد والهجرة وخلية الزيتون قبل ثورة25 يناير, ولايزال أعضاء هاتين الخليتين خارج السجون بعدما خرجوا بعفو من المعزول محمد مرسي, ويخطط حاليا عدد من أعضاء تلك الجماعات للسفر إلي العراقوسوريا لتلقي التدريبات مع داعش والعودة مرة أخري لتنفيذ عملياتهم القذرة في مصر. أما عن قريتي بهوت التابعة لمركز نبروه والمعصرة ببلقاس فقد أحبطت قوات الامن حتي الآن مخططات أربع خلايا إرهابية بدأت تدريب الشباب لإنشاء الجيش الحر وإعلان عدد من مراكز المحافظة التي حاولوا السيطرة عليها إمارة إسلامية, فبعد ضبط أعضاء الخلية أكدت المصادرأن من تلقوا التدريبات علي يد تلك الخلية يحاولون السفر والاتصال بتنظيم داعش.. وأعضاء الخلايا النائمة يستعدون لتخزين أسلحتهم, وإنشاء عدد من مصانع الاسلحة والمتفجرات بقري الشبول والعزيزة بمركز المنزلة, وديمشلت بمركز دكرنس. وداخل قرية بهوت مركز نبروه أكد السيد. م أحد الأهالي أن القرية أصبحت بؤرة إرهابية فالقرية حتي الآن خرج منها7 خلايا ارهابية منها الخلية التي خططت لإعلان الإمارة الإسلامية وخلية الجيش الحر, وقد تم إلقاء القبض علي30 شخصا منهم بينما هرب الكثيرون من تلك الخلايا, وعادوا الآن يظهرون مرة أخري بالقرية وينظمون اجتماعات سرية وتخططون لأعمال إرهابية والاستحواذ علي المساجد مع تجنيد شباب القرية. وقال محمد المهندس محاسب إن هناك حالة من الجدل ممزوجة بالغضب من المترددين علي طريق المنصورة المحلة وكوبري الجامعة الجديد الرابط بين المنصورة, طلخا وطريق جمصة الساحلي, بعد ظهور كتابات مستفزة تحمل شعارات لتنظيم داعش وللخلافة الإسلامية, فمما لاشك فيه أن هذا عمل إرهابي تحريضي يستهدف بث الخوف والرعب لأبناء محافظة الدقهلية, ونحن نرفضه ونصر علي لفظ تلك العناصر الإرهابية من مجتمعنا و عندما رأي المواطنون تلك الشعارات كان ردهم ترديد اسم السيسي بالكلاكسات وتشغيل أغاني تسلم الأيادي وبشرة خير قال هلال السعيد طالب إن ما تقوم به جماعة الإخوان الإرهابية بجامعة المنصورة لا يرهبنا فقد اسمينا أنفسنا طلاب مستقلين, ونري أن ما يروجون له من إقامة إمارة إسلامية هو لعب بعقلية الشباب الذين يعيشون الفراغ. ومن ناحية أخري أكد اللواء محمد الشرقاوي مساعد وزير الداخلية لأمن الدقهلية, أن اللافتات التي تمت كتابتها أسفل كوبري المنصورة- المحلة من ناحية كوبري الجامعة الجديد, ما هي إلا تهريج ومحاولة فاشلة لإرهاب المواطنين من الجماعة الإرهابية التي تواجه بحزم في جميع مخططتها الفاشلة. ونفي الشرقاوي ما أثير حول تلك الكتابات الهزلية, مؤكدا أنه لا وجود لتنظيم داعش علي أرض مصر, مضيفا أن هذا التنظيم له أجندات أجنبية يسعي لتنفيذها في سورياوالعراق. وأشار مدير الأمن إلي أن الأجهزة الأمنية تقف بالمرصاد لأي محاولة لبث الرعب في نفوس المواطنين, وأن الجهود الأمنية المبذولة بمحافظة الدقهلية في توجيه الضربات الإستباقية أسفرت عن ضبط العديد من الخلايا الإرهابية. وأكد اللواء السعيد عمارة مدير المباحث الجنائية أنه تم القبض علي28 خلية إرهابية مؤخرا, وتم رصد عدة بؤر إرهابية, و ذلك في قري بهوت بمركز نبروة, وطناح, و شاوة وبداوي بمركز المنصورة, وكذلك بمركز المنصورة. أما بالنسبة للعناصر الهاربة في أحداث ثورة يناير فتتم ملاحقتها بالتعاون مع جهاز امن الوطني, وتتم مراقبتهم, ولن نتواني عن القبض علي أي عنصر يثير الشغب أو العنف أو يحرض عليهما. أما عن دور مديرية الأوقاف في مواجهة الدعوات المتطرفة, والقضاء فيقول الشيخ صبري عبادة وكيل مديرية الأوقاف بالدقهلية: لدي رأي معروف, وهو أن تكون شئون الدعوة والفتوي للمتخصصين, فدخول غير المتخصصين أدي للفوضي, وأنا علي يقين أن اليوم أو غدا مثلما تم إصدار قانون ضبط ممارسة الخطابة سيتم إصدار قانون ضبط ممارسة الفتوي, وعندي أمل في ذلك, خاصة أنه لا يمكن أن تستمر هذه الفوضي, لاسيما مع الخطر الذي يحدق بالأمة, فهناك فتاوي لا يجب أن تصدر إلا عن مؤسسات. وأضاف عبادة أن هناك بعض الناس ممن يريدون السيطرة علي المساجد يشككون في قدرة الوزارة علي تنفيذ قرارها بضم المساجد. وقد قام جهاز مركز المعلومات بالوزارة بحصر جميع مساجد مصر بما فيها محافظة الدقهلية بعناوينها وجميع تفاصيلها.. وحاولت بعض التيارات التي تريد أن تتخذ من المساجد مكاسب شخصية, شن حملة تشويه كبيرة علي الوزارة كلها كذب وادعاء. ولقد أمرت بإزالة جميع الملصقات الدينية المحرضة علي التطرف, وهناك من كان يستغل الزوايا كمركزا للتشدد التطرف الديني, و للتكسب وجمع الأموال, ولذا تم إغلاقها إلا من الصلوات اليومية دون الجمعة, وفي الحقيقة نحن نسعي لضبط الخطاب الديني بتوحيد موضوع الخطبة.