أظلمت الدنيا في عيني سعاد فجلست وحدها داخل شقتها تبكي همومها تفكر في طريقة تصلح بها أخطاءها بزواجها من الذي اعتاد إهانتها وضربها أمام أصدقائه ففي أثناء جلستهم لتناول الخمور والمواد المخدرة داخل شقته بمنطقة الهرم. فورع الزوجة الشديد وتقواها كانا السبب في الصدام بينها وبين زوجها الذي كان يفتقد للوازع الديني وأصبح شغلها الشاغل تقويم سلوكه. الا ان ذلك كان سببا في عناد الزوج مدمن المخدرات مما جعل شخصيته غير قابلة لأي محاولة لإصلاحه حتي لايكون تابعا لزوجته ويفقد رجولته أمام أصدقائه ويقال ان امرأة غيرته ليكشر الزوج عن أنيابه ويعتدي علي زوجته بالضرب يوميا وأصبح يفكر في طريقة ليتخلص منها دون أن يلف حبل المشنقة حول رقبته, فتركها تقف في شرفة المنزل ودفعها ليختل توازنها وسقطت علي الأرض ولفظت أنفاسها وابلغ الشرطة بان زوجته انتحرت وألقت نفسها من الشرفة لفشلها في إقناعه بعدم تناول المخدرات. تفاصيل الجريمة البشعة سطرها محضر بقسم شرطة الهرم بدأت أحداثها منذ5 سنوات بزواج وليد من سعاد بعد ارتباطهما بقصة حب كان يري فيها محبوبته هي ست الحسن والجمال.. وكانت هي تراه فارس أحلامها. تقدم للزواج منها, ولكن أسرتها رفضته حيث كان والدها يري أنه شاب مدلل وينفق ببذخ وكثير الجلوس علي المقاهي مع أصدقاء السوء, ولكنها لم تستمع لنصائح أسرتها وضربت بها عرض الحائط وأجبرت سعاد أسرتها علي الموافقة علي زواجها من وليد وتمت مراسم الزفاف وانتقلا إلي عش الزوجية. لم تمر أشهر قليلة علي زواجها حتي بدأت معاملة وليد تتغير مع سعاد حيث باتت تشاهده يتناول المواد المخدرة, ومر عامان وجاءت بشارة الأبوة حيث أنجبت طفلا وبعد أربع سنوات رزقها الله بالطفل الثاني وشعر الزوج أن مسئوليات الأسرة تزداد عليه فبدأ يلقي بهمومه في قضاء السهرات الحمراء مع أصدقائه داخل منزله. وكلما طلبت منه سعاد مصاريف للمنزل كان يعتدي عليها بالضرب أمام أصدقائه فلجأت الي أفراد أسرتها تقترض منهم واحدا تلو الآخر حتي تنفق علي طفليها. ورفضت أن تبوح لأسرتها بخيبة أملها احتفظت بهمومها داخلها في الوقت نفسه كان زوجها يجبرها علي اقتراض مبالغ مالية من أشقائها لينفقها علي نزواته النسائية. وقبل يومين من الجريمة طلب منها زوجها مبلغا ماليا ولكنها عجزت عن تدبيره فانهال عليها ضربا أمام أصدقائه وقرر الانتقام منها. وقال الزوج المتهم أمام العميد علي عامر رئيس مباحث قطاع الغرب إنه تظاهر بالحزن وشارك أهل زوجته وأسرته في تشييع الجنازة حتي سقط في قبضة رجال المباحث. تلقي اللواء كمال الدالي مساعد الوزير لأمن الجيزة إخطارا من اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة للمباحث بورود بلاغ بسقوط ربة منزل من الطابق الثالث بشارع زغلول بالهرموبسؤال زوجها أمام الرائد أبوالقاسم الدهشان معاون المباحث قال إن زوجته فقدت توازنها وسقطت علي الأرض جثة هامدة مصابة بكسور وجروح متفرقة بالجسد, واشتباه نزيف داخلي بالمخ. ومن خلال تحريات اللواء جرير مصطفي مدير المباحث تبين أن الزوج وراء ارتكاب الجريمة بسبب خلافات مع زوجته, ونجح الرائد مروان مشرف في ضبطه. وبمواجهة المتهم أمام العقيد محمد عبدالواحد مفتش المباحث, والرائد محمد نوفل معاون المباحث اعترف بارتكابه الجريمة; لأن زوجته كانت دائمة التشاجر معه بسبب إدمانه المخدرات, ومطالبتها له بالإقلاع عن المخدرات, والتوجه إلي مصحة للعلاج, إلا أنه كان يرفض, وفي يوم الحادث تشاجر معها لنفس السبب, وقام بإلقائها من شرفة الشقة للتخلص منها.