«السبكى» اتفاقية تعاون مع شركة كندية في الاتصال الطبي عن بُعد بالدول الإفريقية    القاهرة الإخبارية: إصابة سيّدة بقصف مدفعية الاحتلال على مخيم البريج وسط غزة    وسائل إعلام: ألمانيا تجري تدريبات في ليتوانيا استعدادا للحرب مع روسيا    دبلوماسي أوكراني يجدد المطالب بإنشاء نظام دفاع جوي في دول الناتو المجاورة    فاركو يعالج الأخطاء قبل مواجهة الأهلي في الدوري    تريبيير: جاهز لليورو.. والقرار ليس بيدي    فليك يضع شرط حاسم للموافقة على بيع دي يونج    عاجل.. التحفظ على المطرب أحمد جمال في الجيزة    حجز محاكمة يوتيوبر شهير تعدى على سيدة بالمقطم لجلسة 25 يونيو    فيديو.. الداخلية تواصل استقبال وتيسير وصول حجاج القرعة إلى المدينة المنورة    مفترق طرق.. هند صبري في الأعلى مشاهدة على منصة شاهد في أقل من 48 ساعة    على أنغام عبد الباسط حمودة.. رقصة جميلة عوض ووالدتها راندا في عقد قرانها    محافظ سوهاج يتابع الانتهاء من استلام وتشغيل مستشفى الجراحات التخصصية    شراكة استراتيجية بين "طلعت مصطفى" و"أبو غالي موتورز" لتقديم خدمات التنقل المتكاملة في مدينتي    فرحات يشهد اجتماع مجلس الجامعات الأهلية بالعاصمة الإدارية الجديدة    ونش نقل أثاث.. محافظة الدقهلية تكشف أسباب انهيار عقار من 5 طوابق    غابت للولادة، ضبط خريجة تمتحن بدلًا من ابنة خالتها بجامعة بني سويف    الجامعة العربية: عدم الانتشار النووى يعد عنصرا حاسما فى السلم والأمن الدوليين    مصرع وإصابة 4 أشخاص في حادث تصادم بالإسماعيلية    التحفظ على المطرب أحمد جمال بعدما صدم شخص بسيارته بطريق الفيوم الصحراوى    منتدى دولي لحشد الدعم الإعلامي الإسلامي لمبادرات الاعتراف بفلسطين ومواجهة الخطابات المناوئة    نقص المياه الصالحة للشرب.. رحلة صراع يومية لسكان غزة    المنتج محمد فوزي في ذكرى ميلاد محمود عبد العزيز: لا يعوض فنا وخلقا    عيد الأضحى 2024| ما الحكمة من مشروعية الأضحية؟    دعاء ليلة عيد الأضحى.. اللهم تقبل منا الطاعات في أيام العيد    ما حكم صلاة عيد الأضحى في البيت؟ ..«الإفتاء» توضح الحكم الشرعي    تسع 300 شخص.. تطوير قاعة المؤتمرات بالوحدة المحلية لمدينة طور سيناء    طريقة عمل المبكبكة، لغداء شهي سريع التحضير    محافظ كفرالشيخ يتفقد أعمال تطوير وتوسعة شارع صلاح سالم    رئيس جامعة حلوان يفتتح معرض الطلاب الوافدين بكلية التربية الفنية    محمد علي يوضح صلاة التوبة وهي سنة مهجورة    أتلتيكو مدريد يخطط لضم مهاجم السيتي    4 يونيو 2024.. البورصة ترتفع اليوم    مدير صحة شمال سيناء يتفقد مستشفى نخل المركزي بوسط سيناء    مهاجم الأهلي السابق: الزمالك خارج المنافسة على الدوري    «التعليم العالي»: التعاون بين البحث العلمي والقطاع الخاص ركيزة أساسية لتحقيق التقدم    المشدد 7 سنوات للمتهم بقتل شخص بسكين في قليوب    ل أصحاب برج الجوزاء.. تعرف على الجانب المظلم للشخصية وطريقة التعامل معه    فيلم فاصل من اللحظات السعيدة يقترب من تحقيق 60 مليون جنيه بدور العرض    7 تحذيرات لطلاب الثانوية العامة 2024.. مكان كتابة الاسم وأقصى مدة للتأخير    مدير عام فرع التأمين الصحى بالشرقية يتفقد عيادة العاشر من رمضان    الكشف عن الكرة الجديدة للدورى الإسبانى فى الموسم المقبل    ترقية 20 عضوًا بهيئة التدريس وتعيين 8 مدرسين بجامعة طنطا    أول رد من الإفتاء على إعلانات ذبح الأضاحي والعقائق في دول إفريقية    «شعبة مواد البناء»: إعلان تشكيل حكومة جديدة أربك الأسواق.. ودفعنا لهذا القرار    نائب رئيس "هيئة المجتمعات العمرانية" يتابع سير العمل بالشيخ زايد و6 أكتوبر    استعدادًا لمجموعة الموت في يورو 2024| إيطاليا يستضيف تركيا وديًا    بملابس الإحرام، تعليم الأطفال مبادئ الحج بمسجد العزيز بالله في بني سويف (صور)    محافظ القليوبية يناقش طلبات استغلال أماكن الانتظار بعددٍ من الشوارع    26 مليون جنيه جحم الاتجار فى العملة بالسوق السوداء خلال 24 ساعة    أكرم القصاص ل القناة الأولى: التعديل الوزارى مطروح منذ فترة فى النقاشات    9 أفلام مجانية بقصر السينما ضمن برنامج شهر يونيو    "تموين الإسكندرية": توفير لحوم طازجة ومجمدة بالمجمعات الاستهلاكية استعدادا للعيد    بتكلفة 650 مليون جنيه.. إنشاء وتطوير مستشفى ساحل سليم النموذجى الجديد بسوهاج    وزير العمل يلتقى مدير إدارة "المعايير" ورئيس الحريات النقابية بجنيف    إجلاء نحو 800 شخص في الفلبين بسبب ثوران بركان جبل "كانلاون"    سيف جعفر: أتمنى تعاقد الزمالك مع الشيبي.. وشيكابالا من أفضل 3 أساطير في تاريخ النادي    جلسة بين الخطيب وكولر لتحديد مصير البوركينابي محمد كوناتيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فرنسا تحتفل بتاريخ الجنون!

إن أجمل الأشياء هي التي يقترحها الجنون ويكتبها العقل وينبغي التموقع بينهما بالقرب من الجنون حينما نحلم وبالقرب من العقل حينما نكتب.. هكذا تحدث الكاتب الشهير أندريه
جيد منتهيا من حسم معركة طال أمدها وامتد, لكنه استطاع أن يؤكد كما أكد غيره من الأدباء أن العقل الأوروبي الحديث مازالت مساحات الجنون داخله هي التي تحكم مساراته وتطلق حدوده إلي ما لانهاية!! ولا يعني ذلك الخروج علي قوانين العقل أو علي مساحات المعقول ولكن أن تمثل معطياتنا انفرادات مشرقة يؤسسها الخيال قبل المعرفة كما قال إينشتاين. أما تاريخ الجنون فهو كتاب للمفكر الفرنسي الكبير ميشيل فوكو الذي تحتفل به فرنسا الآن في ذكري مرور ثلاثين عاما علي رحيل صاحبه ذلك لما أحدثه من ثورة خاصة في المفاهيم والأطر الثقافية والفكرية, فضلا عن تلك التحولات الجذرية التي أسهمت في إحداث تنويعات خاصة في الواقع الثقافي, فانطلاقا من فض الاشتباك بين الجنون كمفهوم مرتبط بالطب العقلي, عمم فوكو دراسة هذا المفهوم علي مستويات متعددة بل اعتبره ظاهرة ثقافية, ذلك ردا علي تلك القطيعة الفاصلة بين العقل والجنون التي أقامها القرن السابع عشر, ولم يكن هناك من دافع لدي فوكو نحو دراسة الجنون سوي التعرف علي نمط التفكير العقلي داخل أرضية الثقافة الأوربية, وبالتالي كيف انتهي الأمر بهذه الثقافة إلي أن تعتبر أن الجنون هو حالة مرضية تستوجب العزلة الاجتماعية؟! ورغم الاختلاف الحاد الذي نشأ عن وجود هذه الدراسة إلا أنها قد حظيت باهتمامات علي ما تمثله من اتجاه رافض للمألوف, لكن كان لابد أن يحتويها مناخ جيد طالما حاول أن يكرس مفهوم التعددية وقبول الآخر. ولعل ذلك يلتقي بشكل أو بآخر بواقعة شهيرة في تاريخ الفكر الفرنسي سجلها سان سيمون ذلك عندما أطلق الرصاص علي بعض مراكز المخ واستطاع علي أثرها أن يسجل خواطره في تلك اللحظة ليؤكد لأحد عمداء كليات الطب في باريس أو أحد رواد علم وظائف الأعضاء أن مراكز المخ تعمل متفرقة وأن المخ ذاته لايعمل كوحدة واحدة, وبالتالي استطاع أن ينفي الشك ويزيل الخلط وكان الثمن هو دم سان سيمون الذي سال وانهمر علي وريقات حفظتها له فرنسا في الأرسينال!! لتضرب بها المثل الأعلي في عمق التجربة والإيمان المطلق بالخروج علي المنطق من أجل المنطق!! أما عالمنا العربي وعلي مستوي ساحته الفكرية فهو خلو من طبيعة التفكير المتمرد الخلاق, غير مكترث بتلك الإضافات الثرية, بل غير ساع إلي أن يكون لديه مفردات التحول والتغير والتقدم والانفراد والسيادة, وتتبدي ملامح ذلك ومؤشراته عند اختبار محكات التفرقة الدقيقة بين العقل العربي والعقل الغربي وانعكاسات كل منهما علي أرضية واقعية وما نشأ عن ذلك من صراع يشتد احتدامه لحظة بعد أخري. ولقد كانت هناك كتابات عديدة معبرة أصدق تعبير عن تلك الإشكالية وتداعياتها المستمرة منها كتاب خطاب إلي العقل العربي لفؤاد زكريا, مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي, شروط النهضة لمالك بن نبي وبنية العقل العربي لعابد الجابري إلي غير ذلك من كتابات الدكتور مصطفي الفقي والدكتور زكي نجيب محمود فضلا عن الكتابات القديمة تاريخيا والتي كانت تمثل تيارا تقدميا في الفكر والأدب. لكن لماذا لم يستجب هذا العقل العربي إلي كل تلك النداءات ؟؟ ولماذا لم يع تلك الفكرة العامة التي تؤكد أن تاريخ الجنون هو تاريخ الحضارة وأن ذلك هو السؤال؟!. ولماذا وحتي الآن لم يتبوأ مفهوم العقلانية حيز خاص في العقل العربي؟ ولماذا ظل مفهوم الحداثة وما بعدها يمثل إشكالية فكرية علي الصعيد النظري والأكاديمي دون المساس بالواقع أو الاحتكاك به؟ ولماذا لم يستطع العقل العربي وحتي هذه اللحظة أن يخوض في قضايا تبدو له غرائبية شاذة, من ثم غير صالحة للنقاش بالأساس, من ثم أيضا غير مطلوب بلوغ أي نتائج بخصوصها؟ وهكذا يسير العقل العربي المعاصر في متاهات اللاعودة!!

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.