في هذه الآية الكريمة نري أن الله سبحانه وتعالي ينادي المؤمنين, يحذرهم من فتنة الأزواج والأولاد, لأن الإنسان بطبيعته مشدود إلي زوجته وأبنائه, وقد يدعوه هذا إلي أن يرتكب ما حرم الله, وأن يكتسب لهم من المال الحرام, فالله سبحانه وتعالي نبه إلي هذا, وبين أن الإنسان عليه أن يحذر هذا الأمر, بل إن هذه الآية نزلت في هؤلاء الذين منعهم أبناؤهم وأزواجهم من الهجرة مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فلما هاجروا ووجدوا ما وصل إليه الذين هاجروا من قبلهم من خير ومن علم ومن إحاطه بالقرآن الكريم, ومن حضور المشاهد مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في غزواته حزنوا لذلك, وانقلبوا إلي أبنائهم وأزواجهم يلومونهم فقال تعالي: يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم. ولكن هذا الذي حدث ليس فيه ما يدعو إلي أن يعاقب هؤلاء, وإنما علي هؤلاء الأزواج وهؤلاء الآباء أن يعفوا, وأن يصفحوا عما كان من هؤلاء, وأن يغفروا لهم خطأهم, إذ كانوا سببا في عدم إسراعهم في اللحاق برسول الله صلي الله عليه وسلم قال تعالي: وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم لكم ولهم, هذا إذا هو العفو وهو الصفح كما جاء في كتاب الله عز وجل.