شكرا للقضية الفلسطينية التي أتاحت الفرصة أمام الأطراف الدولية والإقليمية للالتقاء والتباحث وعقد الصفقات المربحة للجميع باستثناء الشعب المنكوب وما بقي من الأراضي المحتلة. تحولت طاولة المفاوضات إلي وليمة يزداد عدد الجالسين عليها, وها هو أحدهم فرانسوافيون رئيس الوزراء الفرنسي يحدثنا من دمشق قائلا إن ملف إيران مرتبط بعملية السلام. ويشرح لنا المسئول الفرنسي الكبير هذا الارتباط موضحا أن بلاده قد اختارت استئناف الحوار مع سوريا, وأن الولاياتالمتحدة قلدت فرنسا في هذا المجال, والسبب أن دمشق مفيدة- حسب رأيه- يضيف: لقد مددنا اليد إلي الحكومة الإيرانية من دون أن ننجح, والأمل أن تساعدنا سوريا في هذه الجهود لكي تتراجع إيران عن اتخاذ قرارات خطرة علي السلام. وأوضح رئيس الوزراء الفرنسي أن الأسابيع المقبلة سوف تشهد اتصالات فرنسية لتنشيط المفاوضات بين سوريا وإسرائيل بوساطة تركية.
هكذا إذن يبدو السلام وحل القضية الفلسطينية من وجهة نظر القوي الكبري إذا تمت معالجة الملفات المفتوحة مع إيران, وقد يتطلب الأمر الانتظار لحين إنهاء بقية الصراعات الأخري في اليمن والسودان, وقضية الصحراء وديون اليونان وتقسيم قبرص, بل وقد يخرج علينا أحد المسئولين في واشنطن أو لندن ليربط بين حل القضية الفلسطنية والتوصل إلي نجاح المفاوضات السداسية بشأن البرنامج النووي الكوري, وحركات التمرد والجماعات المسلحة في الفلبين وسيرلانكا والشيشان, ثم نأتي إلي قضية انتظرت لأكثر من ستين عاما, وليس كثيرا أن تزداد بضع سنوات أخري.
هذه الوليمة التي تستقبل المزيد من الوسطاء لن تفعل شيئا ولا تريد وتتمني أن يستمر الانشقاق الفلسطيني إلي ما لا نهاية, وأن يتأخر توقيع حماس علي اتفاق المصالحة, وأن تدخل القضية إلي متاهات جديدة بعد استقالة أبو مازن واشتعال الصراع علي الكراسي الوهمية لوطن يعيش تحت الاحتلال. وصراحة فيون تكشف الوجه الحقيقي لأجندة تسجل في آخر صفحاتها السعي إلي احلال السلام وعودة الحقوق لما بقي من شعب فلسطين. [email protected]