في غياب تام لممثلي الأحزاب والقوي الوطنية عن مؤتمر لجنة الحريات بنقابة المحامين, الذي عقد أمس بمقر النقابة العامة حول تجاوزات العملية الانتخابية, أكد الدكتور علي السلمي مساعد رئيس حزب الوفد الذي يعد الوحيد الذي حضر المؤتمر أن الوفد يرفض دعاوي البعض بتدويل قضية الانتخابات, معتبرا ما شاب العملية الانتخابية من تجاوزات هو عودة لعصر الحكم الشمولي, مشيرا إلي لجوء الوفد إلي الشارع المصري لإحداث التغيير. وأكد الدكتور علي السلمي أن نتائج انتخابات مجلس الشعب التي أجريت منذ عدة أسابيع جاءت لتقطع الطريق حول أي أحاديث عن إبرام حزب الوفد لصفقات انتخابية مع الحكومة, مؤكدا أن ما أثير عن وجود مثل هذه الصفقات غير صحيح بالمرة, وأنه تم إبلاغ النائب العام حول التقرير الذي نشرته إحدي الصحف في شهر أبريل الماضي حول وجود صفقة بين الوفد والحكومة يحصل بموجبها الحزب علي24 مقعدا في الانتخابات البرلمانية. وقال السلمي في المؤتمر الذي عقدته لجنة الحريات بالنقابة العامة للمحامين: إن القول بوجود صفقات باطل, كما نفي السلمي اعتماد الحزب في اختيار مرشحيه للانتخابات علي نجوميتهم دون أن يكون لهم وجود في دوائرهم قائلا: إن الحزب لم يرشح أحدا إلا كان معروفا في دائرته, وله ثقل شعبي كبير, ومسلحا ببرنامج الحزب الذي أعلنه في شهر يوليو الماضي. واستنكر نائب رئيس الوفد الدعوات التي تنادي بتدويل التجاوزات التي شابت العملية الانتخابية قائلا: إننا سوف نخاطب الضمير المصري من أجل الوطن, مؤكدا أن الحزب سوف يعقد مائدة مستديرة الاثنين المقبل برئاسة ياسين تاج الدين, وتضم عددا من الفقهاء الدستوريين لمناقشة كيفية التحرك بعد تجميع الأدلة والوثائق التي تؤكد وجود حالات انتهاكات في الانتخابات الماضية, وكيفية تنفيذ الأحكام القضائية التي صدرت ببطلان الانتخابات في بعض الدوائر, مشيرا إلي أن القضية لا تكمن في خسارة البعض المقاعد في مجلس الشعب بقدر ما هي قضية اغتيال الديمقراطية, وما حدث في الانتخابات أعادنا إلي عصر الاتحاد الاشتراكي ونظام الحكم الشمولي الذي لا يقبل الآخر ولا يعترف به. وأكد السلمي أن حزب الوفد لن يلجأ إلي مؤسسات خارجية أو المحاكم الأولية لإثبات ما حدث من تجاوزات, لأنه ضد تدويل قضايانا الداخلية, فالشعب المصري الشامخ قادر علي إحداث التغيير وإعادة الحق إلي أصحابه. وكشف السلمي عن أن الموقف داخل حزب الوفد كان يميل إلي القاطعة بعد أن أعلن عن عدد من الضمانات الديمقراطية لنزاهة الانتخابات, ولم تتم الاستجابة لها, لهذا قرر الدعوة لجمعية عمومية غير عادية, وجاءت نتيجة التصويت53% مع المشاركة, و47% مع عدم المشاركة, مشيرا إلي أن قرار عدم المشاركة كان سيحرمنا من الحديث عن الانتخابات أو الكشف عما يحدث بها من تزوير, مضيفا أن قيادات الحزب فكرت في الانسحاب يوم الانتخابات, لكن الأغلبية طلبت التريث حتي نهاية اليوم الانتخابي وإعلان النتائج, مستنكرا فوز مرشحين فقط من بين212 مرشحا دفع بهم الحزب في الانتخابات, منهم23 نائبا سابقا, و9 مرشحين دخلوا جولة الإعادة في الانتخابات التي جرت عام2005. من ناحيته أكد محمد الدماطي مقرر لجنة الحريات وعضو مجلس النقابة العامة للمحامين أن اللجنة مفتوحة لجميع التيارات السياسية والقوي الوطنية للتعبير عن آرائها واتجاهاتها, مستنكرا غياب معظم الأحزاب والقوي السياسية عن المؤتمر قائلا: دعونا نحل الأحزاب والقوي السياسية التي انتهكت حقوقها, لكن للأسف لم يحضر سوي علي السلمي عن حزب الوفد.