عيون الحرامية و ديكور وألف إلي باء ثلاثة أعمال دفعة واحدة شارك بها الفنان خالد أبو النجا الحائز علي جائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي, ومع كل عمل من الثلاثة أعمال يعرض خلال المهرجان كان العنصر المشترك بينهم هو الإشادة بأداء أبو النجا الذي استطاع أن يثبت قدرته علي التحول والتنقل بين اداء الشخصيات بمنتهي السهولة, ليتميز أداؤه في كل عمل, فتارة نجده فلسطيني في عيون الحرامية يبحث عن أسرته التي فقدها بعد سجنه عشرة أعوام, وتارة أخري مهندس ديكور في فيلم ديكور يقدم ثلاث قصص مختلفة لشخص واحد دون أن تشعر بملل, والعمل الثالث ألف إلي باء حل من ضيفا للشرف فيه, وهو ما يؤكد أننا أمام فنان ينضج فنيا في كل عمل يقدمه.. خالد تحدث في السطور الآتية عن مشاركته في المهرجانات, والصعوبات والتحديات التي واجهها خلال تقديمه في الفيلم الفلسطيني الذي تم تصويره تحت الاحتلال وموضوعا وقضايا أخري. كيف كانت التحديات في فيلم ديكور..؟ في ديكور كان التحدي لي كممثل هو ازاي الواحد كل مشهد بيقدمه انه يبدأ فيلم جديد, وكيف يقنع الجمهور ويحببه في هذه الحالة سواء هو الشخص المتزوج وأنجب شهيرة, أو الغير متزوج, أو المتزوج من مها ويعمل في الانتاج السينمائي, كل حالة تفاصيلها لم تحكي في الفيلم, ولكن بعد ذلك لم تعد هذه التفاصيل ذات أهمية, وبعدها الجمهور فهم لعبة الفيلم, ولابد أنني كممثل أن أكون مقتنعا بنسبة100% لان هذه هي الحالة الإنسانية التي نعيشها وننسي كل الحالات الأخري, وفي رأيي أن التحدي الحقيقي هو أن الجمهور بالتدريج يحب شخصية مها, وبالتدريج أيضا يحب شخصية ماجد, وشريف, وفي الاخر تصل الرسالة التي تحمل مضمون الأختيار أن لم نختار سندمر حياتنا, وحياة من حولنا, وليه دائما يا ابيض يا اسود رغم ان بينهم عدد لا نهائي من الرمادي وانا من حقي ان أحصل علي جزء من الابيض وأخر من الأسود ليصبح في النهاية لدي اختيار الذي يخصني, وهذا في رأيي رغم انه ليس فيلما سياسيا, ولكنه يضرب المشكلة السياسية واللحظية التي نعيشها في مصر وعالمنا العربي في الصميم, لان الجميع الان يحاول الاستقطاب يا سيسي يا مرسي انت خاين وغير وطني أو إرهابي, لماذا؟ فالحياة عبارة عن درجات لا نهائية من من الرمادي, ومن حق الناس ان تختار الوان في النص, والفيلم في الحقيقة يجيب عن هذا الاستقطاب بمنتهي الذكاء, لانه في نهاية الفيلم مها التي تقدمها حورية فرغلي سيبوني اختار حياتي, ورغم ان شريف يعلم انه سيفقدها الا انه تفهم هذه الظروف لانه من حقها تختار حياة اخري لا فيها شريف أو مصطفي. هل اختيارك لافلام معينة يرجع لاعتمادها علي اسقاط سياسي محدد؟ في رأيي انه بعد الربيع العربي لم نقدم شيئا الا وله علاقة بالسياسة لاننا أصبحنا جميعا مسيسين, وقبل هذه الفترة كان لدينا رأي واضح نؤمن به, والسياسة اليوم لم تعد بعيده عننا أو نخشي الحديث فيها, بل أصبحت بيننا, وأري أنه ذكاء عبقري من المؤلف والمخرج أن يتناولوا موضوعا مثل هذا الآن, حتي فيلمي فيلا69 اثناء تصويره إكتشفت أن معني الفيلم يصعد معنا وهو يعتمد علي فكرة شخصا يري أنه متفهم لكل شيء, ويعيش آخر أيامه مع موسيقاه وكتبه فقط, ونفاجيء أنه مع أول لقاء له بحفيد شقيقته وهو شخص لا يعني له اي شيء طلب منه شيئا واستطاع مساعدته في لقاء صديقته وهنا تدب فيه الحياة ونكتشف ان سعادتنا الحقيقية ان يكون شخص بحاجة الينا ونساعده, وقدمت هذا العمل في عصر الاخوان ورغم ان العمل لا يوجد به اي شئ سياسي إلا أننا المعني الحقيقي هو الاقصاء وغصب عننا نكون صادقين في اشياء اخري لم نأخذ بالنا منها وهي حالة ما وفي فيلا69 نكون صادقين لفكرة الاقصاء بانه لا يمكن ان يسعد شخص يقصي الاخر وعندما نساعد تدب فينا الحياة, وفي هذا الفيلم كنا صادقين لقصة وصادقين لحالة نعيشها وايضا في ميكرفون كنا صادقين لقصص الشباب الذين يعملوا فن تحت الارض وموسيقي وجرافيتي رغم اننا لم نكن نعلم بقيام ثورة وعندما ننظر عليه حاليا نري انه بالفعل يؤرخ لثورة ستقوم, وبالتالي لو قدمنا بصدق اي قصة سنجد اننا نؤرخ ونوثق حالة ما. علي أي أساس يكون إختيار أعمالك ؟ كما قلت الصدق هو الذي علي اساسه اختار به افلامي أن يكون العمل صادقا فعندما اشعر بذلك انجذب اليه ولسبب اخر نحن كفنانين عندما نمثل في الفيلم لم نراه فعندما اكون صادقا لاي شخصية اكون صادق في تجسيدها وهذا اجمل شئ في الفن الصدق في اداء الدور وعند عرض الفيلم نري بعد ذلك نجاحه وصدقه واقناعه للمشاهد حتي لو صناع هذا الفيلم لم يروه. ألا تري انك اندمجت في نوعية واحدة من الافلام ولم تقترب مثلا لنوعية الكوميديا بعد حبيبي نائما ؟ لم اغلق أي ابواب فاتمني تجسيد افلام كوميدية وفيلمي القادم سيكون كوميديا, ولا انسي انني خلال فترة الجامعة جسدت العديد من الادوار الكوميدية, أما بالنسبة للسينما فلم يعرض علي اعمال كثيرة, وأتذكر حينما قدمت حبيبي نائما وكانت التساؤلات كلها تدور حول هل سأستطيع فعل ذلك أم لا ؟, وايضا فيلم حرب اطاليا كان يعتمد علي كوميديا الموقف وهو نوع اخر من الكوميديا. ألا تري أنك مهتم بأفلام المهرجانات خاصة أنك تشارك بثلاثة أعمال في مهرجان القاهرة ؟ لا انظر للعمل علي انه فيلم مهرجانات او تجاري ام بقدر ما ابحث عن مشروع يتصف بالمصداقية ويصدقه الجمهور وسيفرق مع المشاهد عند رؤيته لانها كلها نماذج متصلة ببعضها ويجب الاهتمام بها كثيرا كما انه من الممكن الا يحقق الفيلم اي نجاح الا عند عرضه علي الفضائيات والظروف المحيطة بنا تسيطر دائما علي حال السينما بشكل عام. كيف درست شخصية طارق في عيون الحرامية الذي حصلت بسببه علي جائزة أفضل ممثل ؟ واجهت في تقديم طارق العديد من التحديات كان في مقدمتها تصوير العمل في فلسطين تحت الاحتلال وصعوبة وصولي الي هناك, ثم اللهجة الفلسطينية, ولكن التحدي الحقيقي الذي واجهني أن أكون مركزا في معني الفيلم وهو تجسيد الحالة الانسانية للمواطن تحت الاحتلال لدرجة تصل الي أنه إذا شاهد المحتل العمل قد تؤثر انسانيا, كما أن السيناريو خرج من فكرة الارض المحتلة والحق الفلسطيني ليحولها الي حالة انسانية, من خلال مواطن تحت الاحتلال ويبحث عن ابنته ولديه سر عظيم وهنا تظهر عبقرية السينما التي تتحدث عن المشاعر الانسانية وتجريد كل ذلك من اللخبطة السياسية واختلافات الرأي والدين وقتها نكتشف اصلنا الانساني ونكتشف الحالة الانسانية فلغة السينما الحقيقية ليست عربي ولا عبري ولا انجليزي ولا فرنساوي, لغة المشاعر فقط هي التي تظهر العبقرية وتعبر القارات والثقافات, وفي هذا السيناريو تحققت تماما فنجوي النجار من الكتابة الي التصوير الي كل شئ اثبتت ان الفيلم يتحدث عن حالة انسانية قبل كل شئ بالرغم من انها تدور في فلسطين ومن قلب القضية وتحت الاحتلال ولكن في النهاية عندما نضع هذه القصة في اي بلد في الدنيا تلمسه ويجعلنا نحل مشاكلنا. هل واجه العمل تحديات للخروج إلي النور ؟ بالفعل فقد كنا نصور الفيلم بفريق عمل من ايسلندا في الصوت و آخر الماني يعيش في امريكا والبطلة في الاساس كانت جزائرية وهي سعاد ماسي التي تمثل للمرة الاولي, واردنين, ونجوي نجار التي تحدت نفسها في تقديم فيلم متميز بهذا الفريق من بينهم ممثلين مسرح وممثلة اول مرة تخوض التجربة وهي سعاد ماسي وانا من مصر لا اعلم اللهجة الفلسطينية خاصة أن فلسطين بها شوارع كثيرة وكل منطقة بها لهجتها المختلفة واختارنا فتاة من نابلس وتعمل علي هذه اللهجة وتعلمنا وهذا كله صعب ومع ذلك اصعب شيء واجهنا هو التركيز علي الحالة الانسانية, وهو الشخص المهموم الذي خرج بعد10 سنوات من السجن يبحث عن اسرته, وكنا نعمل علي فكرة انه كيف ستكون شخصية طارق لان من يخرج من السجن يظل فترة طويلة لا يعرف الاقتراب من الناس وهو بالفعل كان لديه هذه الحالة وحاول التقرب من الناس ولكن كان لديه عزلة ما وعمره ماقرب من اي حد في الفيلم بالرغم من الناس حوله تحبه وتحدثوا معه وساعدوه وحتي ابنته كان لا يقدر علي التقرب منها رغم حبه لها.ولا يستطيع كيفيه توصيل احساسه هذا. ماذا عن فيلمك قدرات غير عادية ؟ لازال في مرحلة المكساج والمونتاج الاخيرة, ومن المقرر عرضه في مهرجان دبي السينمائي, وهذه ليست المرة الأولي التي أعمل فيها مع داوود عبد السيد كما اشتركنا في عمل ولكنه لم يكتمل يظهر للنور وسعيد بهذه التجربة التي اعتبرها الثالثة وليست الثانية ويشرفني انه دائما يختارني في افلامه, كما اعشق العمل مع هذا الجيل وافهمه كثيرا, كما انني قادر علي العمل مع الجيل الجديد الذي ينتمي اليه المخرج احمد عبدالله ومثلما عملت مع محمد خان فيلم في شقة مصر الجديدة وكل ابطاله شباب فاللضمة بين الاجيال حدثت في أكثر من فيلم وسبب من اسباب انني ممثل اليوم هو داوود عبد السيد وانا من جيل كان كثيرا منه لا يشاهد افلاما عربية لانهم كانوا يرونان الافلام العربي ليست متوافقة مع أذواقنا وغير متماشيا مع مستوي تفكيرنا إلي أن وجدت افلام خان وداوود وشاهدتهم جميعا القديمة والجديدة وكان سببا من اسباب حبي للمسرح هو داوود وهذا دليل علي ان جيلهم وجيلنا مازال يثق في بعضه. هل اهتمامك بالسينما ابعدك عن التلفزيون ؟ معظم أداء التمثيل التلفزيوني عفا عليه الزمن وهذا الي حد كبير كان سببا في بعدي عنه, أما حاليا فهناك محاولا ت عظيمة في التلفزيون حينما توقفت السينما لفترة رب ضارة نافعة فكثير من السينمائيين ذهبوا للتلفزيون وغيروا قليلا من الاداء التلفزيوني وهذا حدث في العالم كله فالسينمائين عندما دخلوا الدراما التلفزيونية غيروا من الاداء التلفزيوني وقاموا بتحسينه ورأيي ان التلفزيون قادر من خلال الإعلانات علي عمل انتاج افضل, بينما السينما العكس تماما فهي دائما تعافر لكي تجد التمويل المناسب وفي الاخر يصنعوا عمل سينمائي خالد, وأتمني أن يدخل منتجي التلفزيون الانتاج السينمائي, ولكن بطريقتنا و ليس بالطريقة التلفزيونية. هل جودة الأعمال التلفزيونية ستشجعك علي خوض التجربة ؟ لدي سيناريو تلفزيوني منذ عام يتم كتابته ومن الممكن ان نقدمه في رمضان القادم أو بعد القادم, أو نفكر خارج الإطار ونعرضه بعيدا عن شهر رمضان.