علينا أن نتفاءل بالخطوات التى اتخذتها وزارة الكهرباء والطاقة أخيرا لحل مشكلة الكهرباء التى بدأت منذ عدة سنوات ووصلت إلى ذروتها فى صيف عام 2014. وبالرغم من ان هذه الخطوات تضمنت برامج وإجراءات صعبة ولكنها ضرورية حيث كان منها ترشيد دعم الطاقة الكهربائية لإيقاف الهدر الملحوظ فى استخدامها وتضييق الفجوة الى حد ما بين تكلفة الانتاج وعائدات بيع الكهرباء فيما تمثلت الخطوة الثانية فى تطبيق تعريفة التغذية والمعروفة اعلاميا بالتعريفة المميزة للطاقة الشمسية ومزارع الرياح والتى تشجع المواطنين على تركيبها أعلى أسطح منازلهم وربطها بشبكات الجهد المنخفض والمتوسط. فإذا افترضنا، وكما يقول المهندس حسنى الخولى وكيل اول وزارة الكهرباء سابقا ورئيس شركة النظم للاستشارات والدراسات الهندسية التابعة لوزارة الكهرباء أن نصف مليون مستهلك من صغار وكبار المشتركين أقاموا وحدات بقدرة متوسطة 10 ك. وبقدرة إجمالية تبلغ 5000 ميجا وات مع تدبير التمويل من البنوك المصرية بأسعار فائدة مخفضة، هذا بالإضافة إلى ما يقوم به حالياً كبار المستثمريين المصريين والعرب لإنشاء وحدات تتجاوز قدرتها 3500 ميجا وات وتغذى شبكات الجهد العالى أى أن إجمالى القدرات التى يمكن إنشاؤها يصل إلى 8500 ميجا وات مكافئ قدرة 2500 ميجا وات من الطاقة الحرارية (إتاحة الطاقة الشمسية 6-7 ساعات يومياً) بما يساهم فى القضاء على 50% من العجز الحالى المقدر بحوالى 5000 ميجا وات. وقد آن الاوان لتستفيد الحكومة من انخفاض أسعار برميل البترول من 115 إلى 78 دولارا للبرميل مع توقع استمرار الأسعار عند هذا المستوى لبدء بعض دول أمريكا الشمالية فى استخراج البترول والغاز الصخرى بتكنولوجيات جديدة وإمداد الغاز الطبيعى الروسى إلى الصين مما يسهم فى توفير الوقود بأسعار مخفضة لمحطات التوليد البخارية من خلال ملء خزانات المازوت بأرصدة تكفى تشغيل 10 أيام متصلة بالمحطات البخارية بما يقضى على مشكلة انخفاض ضغط الغاز وخروج الوحدات من الخدمة. ولعل ماقاله الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة عن امكانية زيادة قدرات محطات الكهرباء الحالية بنحو 1000 ميجا وات من برامج الصيانة يحتم ضرورة تكثيف أعمال الصيانة الدورية والعمرات وتوفير قطع الغيار مع إمكانية الاستعانة بخبراء الشركات الصانعة مع العمل ثلاث ورديات خلال فصل الشتاء والربيع القادم لاستعادة القدرات التصميمية ولتقليل الخروج الاضطرارى للوحدات والتعجيل ببرامج دخول الوحدات الجديدة الخدمة. ويمكن القول ان ترشيد الاستهلاك وتعميم الإضاءة المنزلية باللمبات الموفرة وكذلك إنارة الطرق وتحويل إنارة إعلانات الطرق للعمل بالطاقة الشمسية يستطيع ان يوفر أكثر من 1500 ميجا وات لو ان كل مواطن قام بإطفاء لمبة واحدة خلال ساعات الذروة المسائية. ويرى المهندس حسنى الخولى أن هذه الخطوات يمكن إنجازها قبل حلول الصيف القادم أما على المدى المتوسط والبعيد فلامناص من استغلال طاقة الرياح بأقصى قدر ممكن والتعاقد على مشروعات محطات تعمل بالفحم يمكن تشغيلها خلال 5 سنوات للاستفادة من انخفاض أسعار الفحم مقارنة بأسعار الوقود السائل والغاز الطبيعي، لاسيما أن المحطات العاملة بالفحم تمثل أكثر من 40% من إجمالى محطات التوليد على مستوى العالم، مع المضى فى مشروع المحطة النووية بالضبعة التى يمكن تشغيلها خلال 8 سنوات حتى يمكن استغلال جميع الخيارات المتاحة تحسباً لتقلبات الأسعار والظروف المحيطة فى أى منها.