اختتمت قبل يومين انشطة ملتقي الأقصر الدولي الثالث للتصوير الذي يقيمه صندوق التنمية الثقافية بمشاركة23 فنانا من مصر والعالم. تأتي هذه الدورة بعد انتقادات واسعة ووجهت بها الدورة السابقة من الملتقي التي رأي النقاد انها خرجت بمنتج فني ضعيف لا يتناسب مع حجم ما انفق علي الاعداد للملتقي وتنفيذه مما دفع اللجنة العليا للملتقي لتعديل لائحته واضافة ضوابط جديدة في اختيار الفنانين وادارة الملتقي. وتضمنت هذه الضوابط قيام السفارات العاملة في مصر بترشيح فنانين ممثلين عن دولها إلي جانب الترشيحات التي يضعها فنانواللجنة العليا للملتقي التي تضمن من الفنانين د. رضا عبدالرحمن ومحمد الطراوي ود. عبدالوهاب عبدالمحسن, د. حمدي عبدالله, د. حسن عبد الفتاح, والفنان إبراهيم عبدالملاك إلي جانب القومسيير العام للملتقي د. إبراهيم غزالة وغيرهم. كما كان من اللافت في هذه الدورة عودة تقليد الناقد المصاحب الذي بدأ في الدورة الأولي وغاب في الثانية ليعود هذه العام بوجود الشاعر والناقد جمال القصاص الذي قاد النشاط النظري المصاحب للملتقي بعقد تسع ندوات تم خلالها عرض وتحليل المنجز الفني للفنانين المشاركين في الملتقي جميعا, ويقول القصاص: قبل بدء الملتقي عرضت علي اللجنة العليا تصوري النظري الذي تركز في صنع تواصل حقيقي بين الفنانين المشاركين لمساعدتهم علي الالتحام بالمكان( الأقصر) واستلهام مخزونه الحضاري في أعمالهم كما يستهدف الملتقي, في الندوات عرض فيها الفنانون منجزهم الفني بشكل حقق تواصلا فعليا بينهم ظهرعلي المنتج النهائي المتمثل في أعمالهم التي انجزوها خلال فترة الملتقي( أربعة عشر يوما من الإقامة بالأقصر). ورغم ضعف الامكانات الذي عانته هذه الجلسات لغياب الأدوات اللازمة الا أن د. رضا عبدالرحمن احد الفنانين المشاركين وعضو اللجنة العليا للملتقي سعي إلي توفير الامكانات المطلوبة لانجاح هذه الندوات كما يذكر الشاعر جمال القصاص. ويعلق القصاص علي ما قاله النقاد حول تفاوت مستوي الأعمال الناتجة عن الدورة الثالثة للملتقي بأن هذا يأتي كنتيجة طبيعية لقصر لمدة التي يعايش فيها الفنانون مدينة الأقصر وقراها وخاصة بالنسبة للفنانين الاجانب والعرب المشاركين خاصة ان المكان يقدم حلولا فنية وجمالية كثيرة تستلزم وقتا ومعرفة للاقتراب منها والتعامل معها وتقديمها في الأعمال الفنية لهذا خرجت بعض أعمال الملتقي دون ان تحقق تواصلا حقيقيا مع العمق الحضاري للأقصر. الرأي نفسه يذهب إليه الناقد محمد كمال الذي يري ان الملتقي يجب أن يمتد بالفنانين حتي شهر كامل يخصص اول أسبوع منه للتعرف علي الأقصر واهلها والاقتراب منها مع تقديم جرعة معرفية كبيرة يقدمها النقاد المصاحبون, ويؤكد محمد كمال دور التنظير الموازي في الملتقي حيث أدي غيابه إلي سقوط الدورةالثانية في فخ التخبط الذي انتج اعمالا كانت هزيلة في أغلبها كما أجمع النقاد, خاصة وان الناقد المصاحب لا يقتصر دوره علي الاعداد للملتقي وادارة الجانب النظري فيه فحسب وانما يمتد إلي اعداد كتاب الملتقي الذي يمثل توثيقا فنيا وجماليا مهما لا غني عنه لاكتمال الملتقي واتمامه, ويتفق كل من محمد كمال وجمال القصاص علي ضرورة الالتفات لتواضع تمثيل الاصوات الشابة في الملتقي وضرورة استضافة الاجيال الجديدة من الفنانين بما لديهم من رؤي ومعارف مختلفة نتيجة تواصلهم الاوسع مع الميديا الجديدة, كما اتفق الناقدان علي ان التمثيل العربي في الملتقي الذي لم يزد علي ثلاثة فنانين فقط هذا العام امر يستحق المراجعة خاصة ان الفن قادر علي اصلاح ما افسدته السياسة علي حد قولهم. ويري محمد كمال أن اعمال هذا الملتقي اخرجت نسبة مقبولة من الأعمال المرتفعة المستوي مقابل الأعمال المتوسطة, والمتواضعة واتفق معه الناقد اسامة عفيفي في أن العملين اللذين تقدمت بهما الفنانة الايرلندية كاثرين بولند واللذين استلهمت فيهما الحجر الجيري مستخدمة خامات من البيئة المحلية الأقصرية كان أجمل اعمال الملتقي واكثرها تواصلا مع الاقصر ومعهما العملان اللذان قدمهما الفنان د. رضا عبدالرحمن الذي استلهم الاقصر في مشروعة الفني الذي تواصل فيه مع الفن المصري القديم, وكذلك العمل الذي تقدمت به الفنانة الباكستانية عايشة. وطالب الناقد محمد كمال اللجنة العليا للملتقي بعدم العودة إلي إهمال دور الناقد المصاحب, مؤكدا ضرورة اختيار الناقد المصاحب للدورة الجديدة في الاجتماع الأول للجنة العليا بحيث يشارك في الاعداد للدورة الجديدة والا يتم اختياره عشوائيا قبل الملتقي بأيام قليلة. كما طالب بان تقوم اللجنة العليا بدراسة اخطاء الدورات المنقضية لتلافيها في الدورات المقبلة.