قال المخرج الألماني الكبير فولكر شلوندورف ان الفنان لديه حاسة سادسة وقرون استشعار تجاه مايحدث في المجتمع من حوله, ومن الممكن ان يتنبأ بما يطرأ عليه من تغييرات وانحرافات, وهو احد أسباب أهمية الفن بمختلف أنواعه فهو مرتبط بالمجتمع, مضيفا انه ربما لايوجد فيلم اسقط ديكتاتورا في يوم من الايام ولكنه يعتقد تم الافلام تمنع الديكتاتور من الوصول للقوة المطلقة لانها تحرر المجتمع وتنقل الناس لعالم مختلف وتساهم في تطور المجتمع بصورة كبيرة مؤكدا ان المجتمع لا يحتاج لثورة طالما ان لديه القدرة علي التطور. واضاف خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته له ادارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي امس بمركز الابداع الفني باعتباره احد المكرمين في هذه الدورة, ان تجربة جيله السينمائية ارتبطت بمرحلة مهمة في تاريخ ألمانيا في الخمسينات والستينات, حيث كان الشباب مهتما بالقضايا السياسية لان الوضع بعد الحرب كان يتطلب ذلك والكل كان مهموما بتطورات المجتمع والتغييرات الحقيقية في هذه الفترة الحرجة وبالتالي اقبل علي السينما التي قدمها هو وزملاءه, مشيرا الي ان الوضع اختلف تماما مع الجيل الحالي من الشباب حيث لا تجذبهم القضايا والافلام السياسية واي تلميح لوجود جانب سياسي في هذا الفيلم يعنيانه لن بكون هناك إقبال عليه في السينما, لذلك كان لابد من البحث عن طريقة اذكي للتعامل مع هذا الجيل من خلال تغليف الفكرة وكأنها قطعة حلوة حتي تصل اليهم. واشار الي ان اغلب الناس لايشاهدون الافلام بعقولهم بعقلها ولا يسعون للتفكير وإنما يشاهدون بحواسهم وعواطفهم, لذلك يجب ان تصنع الافلام بهذه الطريقة لانه شيء رائع ان يخاطب صانع الافلام حواس الجمهور حتي تصل رسالته, مضيفا انه من الغريب ان التليفزيون الألماني كان في هذا الوقت تليفزيون حكومي موجه لذلك بحث الشباب عن السينما باعتبارها منطقة الحرية الان ان الوضع انعكس الان وأصبح التليفزيون هو منطقة الحرية بعد ان أصبحت السينما خاضعة لديكتاتورية السوق. وقال عن تكريمه في هذه الدورة من المهرجان بجائزة تقديرية تحمل اسم نجيب محفوظ انه اندهش عندما علم بذلك و سعيدا جدا بهذا التكريم خاصة وانه يحمل اسم محفوظ الذي عرفه من خلال كتاباته فقط, مضيفا ان سبب دهشته وسعادته في نفس الوقت هو انه كان يري ان مصر لديها مشاكل واهتمامات اكبر من ان تلتفت الي افلامه او تفكر في تكريمه, بينما علق سمير فريد رئيس المهرجان علي ذلك بان التكريم وإقامة المهرجان في حد ذاته تعبير عن قدرة مصر علي مواجهة مشاكلها. واشار فولكر الي انه قدم في السينما الامريكية3 او4 افلام لكنه لم يصل لهوليوود نفسها حيث انه كان يعمل بشكل اساسي مع صناع السينما المستقلة في نيويورك بمنطق صناعة الافلام الغير هوليودية وأشهر هذه الافلام هو موت بائع متجول مع داستن هوفمان, مضيفا انه كان علي وشك الوصول لهوليوود ايضا في الثمانينات ولكن اثناء توجهه بالطائرة الي بوسطن في9891 أعلن قائد الطائرة عن سقوط جدار برلين, وكانت هذه لحظة فارقة في حياته حيث شهر وقته ان مكانه في هذا التوقيت ليس في الولاياتالمتحدةالامريكية وإنما في برلين, فمع سقوط الجدار واندماج ثقافتين هناك المثير من الحكايات التي يمكن ان ترويها السينما ولكن خطأ حياته كان اهدار ما يقرب من8 سنوات في اعادة احياء استديوهات السينما لانه لم يكن هناك من يقوم بهذه المهمة, واكتشف انه كان علي خطأ لان الافلام هي صاحبة التأثير وليس الاستديوهات بدليل ان هذه الاستديوهات الان تنتج افلام تجارية هوليوودية. ومن جانب اخر نظمت ادارة المهرجان بالامس ايضا مؤتمرا صحفيا للسينمائي المغربي نور الدين صايل ثاني المكرمين في المهرجان الذي عرف علي مدار العقد الماضي برجل السينما الاول في المغرب, وتحدث نور الدين خلال المؤتمر عن تجربته مع مركز السينما في المغرب الذي تولي رئاسته منذ عام4002 ونقله لإدارة جديدة مؤخرا منذ اشهر قليلة, مشيرا الي بداية عمله في السينما وتأثير السينما المصرية بشكل خاص عليه وعلي جيله من أبناء المغرب. واضاف ان البلد التي تنتج سينما هي بلد تؤمن بالإبداع والحرية بينما البلد التي لا تنتج فيلما سينمائيا واحدا لابد ان نسأل عن مساحة الحرية فيها, مشيرا الي ان مصر فرضت نفسها بين الدول العربية منذ عشرينات القرن الماضي وصنعت ريادتها عن طريق السينما والصورة, فهي رائدة عصر التنوير في العالم العربي. واشار الي ان ابناءه جيله في الستينات كانو حريصين علي دخول الافلام المصرية في دور العرض السينمائي في المغرب علي انه فعل مقاومة ونضال ضد الاحتلال بدلا من دخول الافلام الامريكية او الفرنسية, باعتباره اختيار سياسي بحت, مضيفا ان مصر كانت سباقة دائما في توحيد الوعي العربي بالصورة والسينما والغناء. واكد انه يعتبر تجربته في المركز السينماءي في المغرب ناجحة حيث كان من الخطوات التي اهتم بتنفيذها تشجيع الانتاج وإبداعات الشباب حيث يقدم المركز دعما لإنتاج الافلام ولكن بشرط ان يقدم المخرج اولا من3 الي4 افلام رواية قصيرة وبذلك زاد عدد الافلام القصيرة في المغرب لما يقرب من07 فيلم, بينما ارتفع عدد الأفلام السينمائية التي تنتجها المغرب الي ما يقرب من52 فيلم سنويا مشيرا الي ان البعض ينتقد مستوي الافلام ولكن في رأيه انه اذا خرجنا من ال52 فيلم علي الأقل ب3 او4 افلام ذات مستوي عالي فهذا جيد والبقية في طريقها للتطور, مؤكدا انه فخور بانه لم يتم منع فيلم واحد اثناء ادارته من العرض ولم يمنع انتاج فيلم واحد. كما علق علي قرصنة الافلام التي تنتشر بصورة كبيرة في المغرب الي انه اصبح من الصعب جدا احتواء هذه الظاهرة التي لا تعاني منها المغرب فقط وإنما الكثير من الدول, مشيرا الي ان التطور التكنولوجي السريع يساهم في تصاعد نسب القرصنة ويجعل احتواءها أمرا مستحيلا مهما تم تشديد العقوبات.