شهدت وزارة الخارجية امس نشاطا دبلوماسيا مكثفا, حيث جري اتصال هاتفي بين سامح شكري وزير الخارجية ونظيره الأمريكي جون كيري, وذلك في إطار التشاور المستمر بين الوزيرين لتناول القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبدالعاطي, إن الوزيرين ناقشا في اتصالهما بشكل مفصل تطورات العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في مختلف المجالات, والأوضاع علي الساحة الفلسطينية في ضوء التطورات الأخيرة التي تشهدها القدسالشرقية ومنطقة الحرم الشريف من أعمال تصعيدية, والرغبة المشتركة والمتبادلة لدي مصر والولايات المتخحدة لإحتواء هذا الموقف الخطير ومنع انزلاقه إلي وضع يخرج عن نطاق السيطرة, كما جري خلال الاتصال الهاتفي تناول عدد من القضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك وسبل تحقيق الاستقرار في المنطقة والجهود المبذولة لمحاربة ظاهرة الارهاب. ومن ناحية أخري, استقبل سامح شكري وزير الخارجية أمس سيرجي فيرشينين المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسي, حيث تم تناول تطورات العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا الاتحادية وأهمية العمل علي مزيد من تطويرها في مختلف المجالات بما في ذلك المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية, والاتفاق علي تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في هذا الشأن. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي أن الوزير شكري أكد خلال اللقاء اهتمام مصر بتطوير العلاقات مع روسيا وتعميق التنسيق القائم بينهمافي المحافل متعددة الأطرافحول القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين. وأضاف المتحدث أن الوزير شكري عرض خلال اللقاء التطورات السياسيةوالاقتصادية والاجتماعية الايجابية الأخيرة في مصر وعدم تأثرها بأعمال العنف والإرهاب التي يتم التصدي لها بكل حزم وقوة في إطار القانون, حيث أكد المسئول الروسي دعم بلاده الكامل لهذه التطورات. وقال عبد العاطي إن اللقاء تناول بشكل مفصل تطورات القضية الفلسطينية والجهود المبذولة لاستئناف مفاوضات الحل النهائي, علي أساس المرجعيات المتفق عليها دوليا, واستنادا إلي حل الدولتين, فضلا عن مناقشة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في قطاع غزة وأهمية رفع الحصار عن القطاع, وأكد الوزير شكري الخطورة البالغة لاستمرار الأوضاع الراهنة في منطقة الحرم الشريف وفي القدسالشرقية, نتيجة الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية الحالية. كما تناول اللقاء تطورات الأوضاع في ليبيا, حيث عبر المسئول الروسي عن دعم بلاده لدور دول الجوار لليبيا للمساعدة في استعادة الأمن والاستقرار هناك, وتم استعراض مسار الأزمة السورية وسبل تحقيق الحل السياسي بما يحقن دماء السوريين ويضمن مواجهة التنظيمات الإرهابية ويحقق تطلعات الشعب السوري. كما استقبل سامح شكري وزير الخارجية هايتنج نائب رئيس مدرسة الحزب الشيوعي الصيني, حيث استهل المسئول الصيني اللقاء بالإعراب عن دعم وتأييد الحكومة الصينية للتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الجارية في مصر, فضلا عن احترام الحكومة الصينية لإرادة الشعب المصري وخياراته, مؤكدا أن بلاده لا تنسي أن مصر كانت أول دولة عربية وإفريقية تعترف بالصين وتقيم علاقات دبلوماسية معها عقب استقلالها. وأكد المسئول الصيني أن بلاده علي ثقة كاملة بأن مصر ينتظرها مستقبل مشرق في ظل القيادة الجديدة, مرحبا بالتعاون الكامل مع مصر في التحضير للزيارات المتبادلة علي أعلي مستوي. وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن الوزير شكري حرص خلال المقابلة علي تقديم الشكر لدعم الصين واحترامها لإرادة الشعب المصري, فضلا عن تأييدها للقضايا والحقوق العربية خاصة القضية الفلسطينية, واتفاق البلدين علي وجوب أن تقوم العلاقات بين الدول علي أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخري ورفض أي إملاءات من الخارج في مجال حقوق الإنسان, وهو ما أمن عليه المسئول الصيني وأكد التطابق في وجهات النظر تجاه تلك القضايا المهمة وبصفة خاصة قضايا حقوق الإنسان وعدم اتخاذها كذريعة للتدخل في شئون الدول الداخلية, كما أشاد الوزير شكري بتجربة الصين في التنمية ودعمها للدول النامية في إطار مجموعة ال77 والصين. وأضاف المتحدث أن الوزير شكري عرض بشكل مفصل علي المسئول الصيني المشروعات الكبري في مصر, وتطلعنا لمشاركة الصين في هذه المشروعات خاصة مشروع تنمية محور قناة السويس, بالإضافة لتطلعنا لمشاركة الشركات الصينية في المؤتمر الاقتصادي في شهر فبراير المقبل, والذي يستهدف جذب الاستثمارات الصينية إلي مصر, فضلا عن الاستفادة من التجربة الصينية فيما يتعلق بإنشاء المناطق الصناعية الخاصة والمناطق الحرة. ونوه إلي موقع مصر المهم في منطقتي الشرق الأوسط وإفريقيا, الأمر الذي يجعلها مركزا للتجارة الإقليمية والدولية, خاصة في القارة الإفريقية.