لاتزال محافظة أسوان في حاجة شديدة لتفعيل الوجود المروري داخل الشوارع والمواقف, للحد من المهازل التي تشهدها شوارع المدينة كل يوم, وعلي الرغم من حالة الانتعاش غير المسبوق التي تعيش فيها أجهزة المحافظة بعد نجاحها في اختراق امبراطورية التعديات والإشغالات بالأسواق والشوارع الرئيسية, إلا أن هناك تقصيرا شديدا في ضبط حركة المرور في جميع الشوارع. الواقع يقول إن التكدس والزحام يكون علي أشده وقت الذروة صباحا وظهرا وفي الأوقات المتأخرة. فيما تظل خطوط السير غير قابلة للتطبيق. بينما لاتزال السيارات الملاكي والموتوسيكلات تقف متراصة بالصفوف رافعة راية التحدي أمام الجميع. وتظل الرقابة غائبة علي سيارات الكبود في مناطق المحمودية والكرور وطريق السماد. وأخيرا الواقع يقول إن الناس قد ضاقوا ذرعا بممارسات مواكب الأفراح وأسلوب الغرز والسبعات الذي يمارسه السائقون, وهو مايحدث بالفعل فيما يبارك أفراد المرور هذه التصرفات الشيطانية دون تدخل. يقول خلف الله أحمد منسق الحركة الشعبية بمحافظة أسوان إن أجهزة المحافظة نجحت خلال الفترة الأخيرة في أن تعيد الانضباط والنظام إلي السوق السياحية ومنطقة النفق وشرق البندر, بعد مجهود كبير بذلته ولاتزال لإعادة المشهد الحضاري للمدينة, وعلي عكس ذلك تماما نجد أن هناك تقصيرا ملحوظا من مرور أسوان الذي يقف متفرجا علي المخالفات الصارخة التي تحدث بالشارع الأسواني ولا يحرك ساكنا تجاهها, فمثلا منطقة ميدان المحطة تعد مثالا للفوضي, حيث تجوب فيها الموتوسيكلات بدون لوحات معدنية ويقود الصبية تريسكلات النقل التي تشبه التوك توك, فيما تخالف السيارات الملاكي القانون بالسير عكس الاتجاه والوقوف صفوفا متراصة تعيق حركة المارة تماما, بل وتعرضهم للإصابات دون أن يعترضها أحد. ويوضح خلف الله المشهد بتعمق أكثر في المدينة مطالبا بالتنسيق بين إدارة المرور ومسئول المحافظة, للبحث عن حلول توفر أماكن الانتظار للسيارات التي زادت أعدادها بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. ويتدخل محمد ماهر بالمعاش في الحديث مشيرا إلي أنه وفي إطار ما تقوم به أجهزة الأحياء في أسوان من رفع للإشغالات, لابد من أن تقوم بتحرير محاضر ضد المحلات والمقاهي التي تتعمد وضع معوقات أمامها بغرض عدم السماح للسيارات بالتوقف والانتظار, ومن هذه المعوقات جراكن المياه والأشجار الصغيرة والبلدورات والأحجار, وينتقل ماهر للحديث عن مكان معلوم وواضح وضوح الشمس لدي رئيس المدينة وبجوار مكتبه, حيث قال إنه وعلي مقربة من الوحدة المحلية لمدينة ومركز أسوان تم وضع مصدات أسمنتية لمنع وقوف السيارات بحجة الحد من غسيل السيارات في الشوارع, في الوقت الذي يقوم فيه الشباب بغسيل السيارات خارج هذه المصدات, وعلي بعد أمتار قليلة قام نادي ضباط الشرطة برص أحجار علي جانبي الطريق الفرعي بحيث لا يسمح إلا بمرور سيارة واحدة فقط من أجل عيون مواكب الأفراح التي تقام بالنادي!!! ويتطرق متولي عبد الظاهر إلي مهازل مواكب الأفراح في أسوان, التي تجعل كل أسواني يضع يده علي قلبه من مخاطر ما تمارسه هذه المواكب, فالسيارات وهي معلومة للجميع, حيث يتم تأجيرها من المعارض والمكاتب المخصصة تقوم بوضع جهاز علي الشكمان لإحداث أصوات مزعجة للغاية, هذا بخلاف ظواهر السبعات والغرز وفتح الأبواب والتوقف المفاجئ الذي يعرض هذه المواكب والسيدات والأطفال وكبار السن للحوادث, والغريب كما يقول إن هناك إقبالا كبيرا من الأهالي علي المتخصصين في هذه الممارسات, حيث يرون أنها أحد مظاهر هذه الأفراح. ويضيف للأسف الرقابة غائبة تماما في الشوارع الداخلية وعلي سيارات الكبود في خطوطها, حيث تحمل العشرات بالمخالفة للقانون, بل ومنهم من يركب أعلي السيارة كما توضحها الصور الملتقطة, ويبدو ان مرور أسوان لن يفيق إلا علي كارثة قد تحصد أرواح المواطنين. وعلي الرغم من توجيهات اللواء مصطفي يسري محافظ أسوان لإدارة المرور بالوجود الفعلي في الشارع وضبط المخالفين سواء سيارات ملاكي أو أجرة, إلا أن هذه الإدارة في غيبوبة وستظل. والدليل أن المحافظ هو الذي يقوم مابين حين وآخر بالنزول إلي الشارع بنفسه وضبط المخالفات. فهل تخرج هذه الإدارة من بياتها الشتوي والصيفي لتعيد إلي الشارع الأسواني الانضباط المفقود, خاصة بعد نجاح المحافظة في رفع الإشغالات قبل الموسم السياحي.