نزح أحمد من إحدى القرى الفقيرة بمحافظة المنيا إلى مدينة القاهرة الجديدة بعد أن تمرد على عمله كسائق على سيارة أجرة فى احدى المناطق النائية بقريته التى كان ينهكه العمل بها طوال اليوم وبالكاد يتحصل من ورائه على المال القليل الذى يكفيه للإنفاق على شراء سجائره بالرغم من تكفله بمصاريف عائلته الصغيرة حلم أحمد بتحقيق كل متطلبات أسرته إلا أن ضيق ذات اليد كان دائما يطارده. استقل الشاب احدى السيارات المتجهة الى القاهرة ونظر بعينيه من النافذة الضيقة للميكروباص يتنفس الهواء النقى حالما بحياة جديدة تدر عليه المال الذى يغنيه عن سؤال الغير وطار بخياله بعيداً إلى حياة الرفاهية والرخاء اللتين طالما حلم بالانغماس فيهما حتى وصل إلى المحروسة ونزل لدى صديقه محمد وبدأ رحلة البحث عن فرصة عمل. طال بحث أحمد عن عمل بعد ان طاف جميع شوارع القاهرة هائما على وجهه ولكنه عاد بخفى حنين شارد الذهن الى صديقه يروى له ما دار معه خلال يومه الكئيب وانه قد فقد الامل فى انتشال اسرته الصغيرة من الفقر بعد ان فشل فى ايجاد العمل المناسب فحاول صديقه محمد العشرينى التهوين عليه حيث تبادل معه الضحكات وسرد له ظروفه الصعبة وأنه لايختلف حالاً عنه للتخفيف عليه من كثرة التفكير فى مصيره المجهول. جلس الصديقان يتناولان عشاءهما البسيط فى أحد أركان الغرفة التى يقيمان بها وبعد ان انتهى الاثنان قام أحمد بتجهيز كوبين من الشاى وجلسا يحلمان بطريقة سريعة للثراء وفجأة وبدون مقدمات قفز أحمد من مكانه وباح الصديقه بما يدور فى رأسه من فترة وأفصح بعد أن له هداه تفكيره الشيطانى إلى سرقة السيارات الفارهة التى تكتظ بها شوارع المنطقة حولهما لخبرته السابقة والتى اكتسبها من عمله كسائق منذ نعومة اظافره ومساومة مالكها على استردادها مقابل مبالغ طائلة. لاقت الفكرة استحسانا لدى صديقه وأثنى عليها وسيطرت حالة من الحماس الشديد على احمد لتنفيذ مخططه الإجرامى أملا فى حياة أفضل واتفق مع صديقه على أن يراقب السيارة المراد الاستيلاء عليها عقب ثانى سرقة لهما يقوم هو بفتح باب السيارة بمفتاح مصطنع إلا أن حلمهما تحول الى كابوس وتم القبض عليهما ليقضيا له باقى عمرهما خلف القضبان. كانت البلاغات قد تعددت أمام المقدم محمد الشموتى رئيس مباحث قسم القاهرة الجديدة ثان من الأهالى بتعدد وقائع سرقة سيارتهم ومساومتهم على استردادها مقابل مبالغ مالية بدائرة القسم كان أخرها بلاغا من مايكل جاد 30 سنة مشرف سياحى باكتشافه سرقة السيارة ملكه تحمل لوحاته رقم ل م و941 اثناء توقفها أسفل العقار سكنه وتلقيه اتصالا هاتفيا من مجهول ساومه على إعادة السيارة مقابل مبلغ مالي12 ألف جنيه. برفع البلاغات الى اللواء محمد قاسم مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة امر بتشكيل فريق بحث اشرف عليه اللواءان محمد توفيق مدير المباحث الجنائية وعبدالعزيز خضر رئيس مباحث قطاع الشرق ضم ضباط مباحث القطاع لكشف غموض وقائع السرقة وضبط مرتكبيها. وتبين من تحريات العميد محمود فاروق مفتش المباحث ان وراء الواقعة أحمد محمد 30 سنة سائق بالاشتراك مع اخر يدعى محمد خلف 28 سنةعامل ومقيم دائرة القسم ومسقط رأسيهما محافظة المنيا حيث تمت مجاراة المتهم الثانى وبإعداد الاكمنة اللازمة أمكن ضبطه. وبمواجهته أقر بارتكابه الواقعة بالاشتراك مع الأول وأضاف بأنهما يكونان فيما بينهما تشكيلا عصابياً لسرقة السيارات بأسلوب المفتاح المصطنع وبإرشاده تم ضبط المتهم الاول وبحوزته السيارة المستولى عليها تم تحرير محضر للمتهمين وبإخطار اللواء على الدمرداش مساعد الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالتهما للنيابة التى تولت التحقيق