أصدر عدد من المسرحيين بيانا لإعلان اعتراضهم علي إلغاء مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي أو تغيير اسمه لاسم آخر يمحو تاريخ المهرجان الذي اصبح معروفا عالميا وعلامة مميزة بإعتباره المهرجان المسرحي الدولي الوحيد من نوعه في العالم العربي, و كان سببا في الاحتكاك المباشر بمدارس واتجاهات مسرحية مختلفة في العالم والنافذة الوحيدة لاطلاع شباب المسرح العربي علي المناهج والمدارس الطليعية الجديدة. وأشار المسرحيون في بيانهم إلي توصيات المؤتمر القومي للمسرح الذي عقد العام الماضي واكد ضرورة عودة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي تأكيدا علي الدور الثقافي لمصر علي المستوي الاقليمي والدولي وكذلك توصيات مؤتمر ثقافة مصر في المواجهة, والارتياح الذي شعر به الجميع مع الاعلان عن عودة المهرجان في2015 ولكن كانت المفاجأة هي محاولات تغيير اسم المهرجان. وأضافو انهم يجدون أنفسهم الآن مضطرون للدفاع عن بديهيات بعد23 عاما من عمر المهرجان, والتأكيد علي أن اسم المهرجان هو هويته وفلسفته وتاريخه وان أي محاولة لتغيير الإسم مثل الاكتفاء بكلمة دولي مع بتر التجريبي هي بمثابة تمزيق لهويته وعرقلة لمساره وتزييف لطبيعته, وأنه من غير المعقول إهدار23 عاما من تاريخ العمل الثقافي المسرحي. وطالبو في نهاية البيان وزير الثقافة د.جابر عصفور اصدار قرار بعودة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثالثة والعشرين دون ادني تغيير في مسمي المهرجان وإقامة ورشة عمل علي ان ترعاها وزارة الثقافة يناقش فيها المسرحيون مسار ولائحة المهرجان التجريبي وكيفية تطويرهما. ووقع علي البيان من خلال موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك عدد كبير من المسرحيين ومنهم د.مايسة زكي والفنانة سلوي محمد علي والمخرج طارق الدويري ومحمد فوزي وأحلام الجريتلي ودعاء حمزة ومنحة زيتون وسامية حبيب وعدد من المسرحيين من الدول العربية أيضا منهم المخرج عبد الله جريان من الاردن وزاهر البحيري من سلطنة عمان وصباح بزيادة من الجزائر. وقالت الناقدة د.مايسة زكي أنه لا توجد دولة في العالم تلقي بتاريخها بهذا الشكل, متساءلة كيف نتجاهل ما حققه المهرجان علي مدي سنوات بهذا الشكل والعلاقات التي تم بنائها في الخارج علي اسم المهرجان, وماذا سنفعل مع الفنانين الاجانب والمؤسسات التي تعرفه باسم التجريبي وتتعامل معه علي هذا الأساس. وأشارت إلي أنه لا أحد ينكر وجود سلبيات ولكن هذا لايعني هدم كل شيء بما فيها الايجابيات والمكاسب التي حققها المهرجان محليا ودوليا, مؤكدة أن من يحاولون الغاء المهرجان الآن شاركوا فيه علي مدي سنوات وفي ندواته وكتبوا نصوصا مفصلة من اجل التجريبي وأخرجوا له عروضا مسرحية. وأضافت أنه من المفترض أن نفكر في تطوير المهرجان وتوسيع دائرة الاستفادة منه من خلال المراكز البحثية والتأسيس لدراسات وكتب وتوجهات مسرحية جديدة والتحرك في إتجاه استعادة مكانته الدولية والاقليمية واستقطاب الاعمال الاحدث والاكثر ابتكارا للاحتكاك مع الحركة المسرحية المصرية, مشيرة إلي أنه لابد من التخلص من نظرية محو كل ما سبق والتخلص من كل ما قدمه الفرعون السابق مع صعود فرعون جديد. وأكدت أن المهرجان أفرز العديد والعديد من الأجيال المسرحية في مصر والعالم العربي وساعد المخرجين علي تقديم رؤي مختلفة واكبر دليل علي ذلك عرض المحاكمة للمخرج طارق الدويري الحاصل علي جائزة افضل عرض مسرحي في المهرجان القومي للمسرح وهو من الاعمال التي تعبر عن النظرة المختلفة للدويري أحد أبناء المسرح التجريبي. ومن جانب آخر قال د.سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون ورئيس لجنة المسرح بالمجلس الأعلي للثقافة ورئيس لجنة المهرجانات انه يجري حاليا العديد من المناقشات مع وزير الثقافة للوصول الي الشكل الأمثل للمهرجان وتحديد الاسم الذي دار حوله جدل واسع, مشيرا إلي أنه من المرجح تقديم حل وسط يرضي جميع الأطراف من المؤيدين لفكرة التجريبي والرافضين لها وهو أن يسمي بمهرجان القاهرة الدولي للتجارب المسرحية والمعني باللغة الانجليزية لن يختلف كثيرا, ويشارك فيه العروض التجريبية وغير التجريبية بحيث تكون كل الأشكال المسرحية ممثلة فيه, وفي نفس الوقت نحافظ علي اسم ومكانة المهرجان علي مستوي العالم التي بناها علي مدي سنوات طويلة. وأضاف أن المتفرج المصري بحاجة لمشاهدة العروض الكلاسيكية قبل مشاهدة العروض التجريبية لبناء ذائقته الفنية أولا قبل مشاهدة أعمال تجريبية ذات طبيعة خاصة. وأكد أن وزير الثقافة لم يصدر قرارا رسميا فيما يتعلق بالمهرجان التجريبي حتي الان, فالمناقشات مازالت جارية, ولكن من المقرر أن يكون للمهرجان مجلس إدارة ومؤسسة تتولي أموره, وسيقام في الأول من سبتمبر عام.2015