مسارح الدولة خارج نطاق الخدمة‏!!‏

تقرير‏:‏ عصام سعد ظل المسرح المصري بعيدا عن الأحداث السياسية وحالة الاحتقان الدائرة في المجتمع عام‏2012‏ وقدم عروضا ليس لها صلة بما يحدث‏ , لاسيما أن هناك بعض التجارب الجادة التي تحمل في مضمونها صرخة الوطن وكان أهمها مسرحية' عاشقين ترابك' لمسرح الساحة الذي قدم مجموعة من الشباب أصحاب الطاقات الإبداعية المتميزة, حيث قدموا عرضا مسرحيا يعكس الواقع الأليم الذي نعيشه.
حالة من الانتكاس صاحبت المسرح كثيرا نتاج ما يجري في الشارع المصري, ومن ثم تم إغلاق بعض المسارح لدخولها الصيانة ومنها مسرح الشباب والمسرح الحديث' السلام' والمسرح' العايم' وغيرها من المسارح التي ظلت مغلقة طوال العام, الأمر الأكثر أهمية هو التفكير في عمل جلسات متواصلة مع القائمين علي الحركة المسرحية تمهيدا لعقد مؤتمر قومي للمسرح المصري لبحث كيفية النهوض بالمسرح واستعادة مكانته العربية الرائدة ودوره في خدمة المجتمع ولكن لم يعقد المؤتمر حتي الآن.
طوال العام لمسنا في وزير الثقافة د. صابر عرب جدية الاهتمام بالمسرح ومحاولة إنقاذه وخروجه من كبوته التي قضت عليه تماما, حيث عقد اجتماعا مع أعضاء لجنة المسرح بالمجلس الأعلي للثقافة وأكد فيه الوزير تولي اللجنة اختيار العروض التي تشارك في المهرجانات الدولية داخل مصر وخارجها وعقد جلسات عمل مع الهيئة العامة لقصور الثقافة لبحث إمكانية استغلال مسارح وقاعات الهيئة في تقديم العروض المسرحية وإقامة المؤتمر القومي للمسرح, وأكد ان قرارات اللجنة ملزمة بدراسة مشروع إعادة هيكلة المؤسسة المسرحية وتطوير مهنة المسرح عن طريق إقامة ورش ودورات تدريبية للمسرحيين وإقامة المهرجانات المسرحية من خلال الرجوع للجنة المسرح والتنسيق معها, وقد عرضت اللجنة علي وزير الثقافة فكرة إقامة مهرجانين للمسرح كبديل للمسرح التجريبي أحداهما دولي والآخر عربي يعقدان بالتبادل كل عامين.
علي الجانب الأخر كرم وزير الثقافة شهداء المسرح المصري بإهدائهم درع التكريم لكل من اسم الراحلة د. هناء أحمد عطوة وتسلمه والداها أحمد عطوة واسم المخرج الراحل د. فوزي فوزي وتسلمته أرملته عرفانا وتكريما للراحلين الذين اثروا حركة المسرح الحر بأعمالهم, جاء الاحتفال ضمن فاعليات ملتقي آفاق مسرحية في دورته الأولي والذي يقيمه قطاع الإنتاج الثقافي, كما شهدت الحركة المسرحية تغييرات جذرية في إدارات المسارح المختلفة في محاولة لتطوير أداء المسرح بعد عزوف الجمهور عنه لسنوات طويلة, وقد فقدت الحركة المسرحية فنانا متميزا مخرجا وممثلا هناء عبد الفتاح الذي شارك زوجته البولندية في تقديم الثقافة البولندية بمصر والعالم العربي, وسطر بقلمه العديد من المقالات والدراسات المتخصصة حول المسرح والدراما البولندية في أهم المجلات الثقافية في مصر والعالم العربي وشارك أيضا في إعداد الورش المسرحية للبولنديين بمركز الهناجر للفنون وحصل علي جائزة الدولة التشجيعية في الفنون في التسعينيات من القرن الماضي, كما ساعد عبد الفتاح في استضافة لجنة الشعر بالمجلس الأعلي للثقافة للشعراء البولنديين للمشاركة في فعاليات المؤتمر الدولي للشعر.