هؤلاء الرجال الثلاثة, هم أقطاب المعارضة الجديدة, الزعيم صلاح دياب يقود حزب المصري اليوم, الزعيم أحمد بهجت يقود حزب دريم, الزعيم إبراهيم المعلم يقود حزب الشروق. هذه الأحزاب الثلاثة, لم تتخذ الشكل التقليدي للأحزاب, هي ليست أحزاب أرضية مثل التليفونات الأرضية التي راحت أيامها, هي أحزاب موبايل محمولة ومتحركة وخفيفة ورشيقة, لم تحصل علي ترخيص حزبي, وليست في حاجة إليه, ليست تعاني انقسامات وصراعات حزبية, ليست لها فقرات ولا برامج وليس عليها أي نوع من الالتزام والمسئولية. هي أحزاب معارضة علي طول الطريق, هي نقطة تجميع لكل أنواع المعارضة الداخلية والخارجية, هي معارضة ذات مدفعية من النوع الثقيل, تنصب مدافعها علي مدي الليل والنهار, تصوبها بإحكام ضد أركان النظام ومؤسساته. هذه الأحزاب الثلاثة, هي أحزاب راديكالية, تستهدف التغيير الجذري, تقلب كل الأوضاع رأسا علي عقب, وهي أشبه بالتنظيمات السرية, كل حزب يديره ويتحكم فيه شخص واحد وزعيم واحد, يحمل أجندته في جيبه الخاص, يتنافسون فيما بينهم في التعبير عن أصوات التطرف من الاخوان المسلمين والحركات العشوائية في الداخل, الي أصوات الاستعمار وبقايا الهيمنة الأجنبية في الخارج. هذه الأحزاب الثلاثة, تتحرك علي أرضية الخصومة الثأرية مع مجمل النظام العام في البلد, تقوم علي التشكيك والحصار والتشويه, بحيث تصدر للرأي العام الداخلي والخارج صورة مأساوية عن الأوضاع, إذ يتنافسون جميعا علي تصوير البلد وكأنه علي وشك الانهيار المفاجئ والمباغت. حتي هذه اللحظة, لم تدرك الأحزاب والقوي المدنية والناس البسطاء, ماذا تعنيه هذه الأحزاب الثلاثة علي حاضر ومستقبل البلاد. هذه الأحزاب الثلاثة تحتمي بالواجهات الإعلامية التي تعمل من ورائها, وتستفيد من الحرية الإعلامية المتاحة, وتتحصن بالأوضاع الدستورية والقانونية التي تحمي حرية النشر والإعلام. المعارضة الجديدة... زعماؤها ثلاثة!