أعلنت الأكاديمية السويدية أمس إن الكاتب الفرنسي باتريك موديانو فاز بجائزة نوبل في الآداب للعام2014 عن الأعمال التي جعلته مارسيل بروست هذا العصر. تركزت أعمال موديانو- غير الشهير نسبيا خارج فرنسا- علي الذاكرة والنسيان والهوية والذنب وغالبا ما تدور أحداثها خلال الاحتلال النازي لباريس في الحرب العالمية الثانية وكتب موديانو روايات وكتب أطفال وسيناريوهات أفلام. وقال الأمين العام الدائم للأكاديمية السويدية بيتر انجلند يمكننا القول إنه مارسيل بروست عصرنا. وقالت الأكاديمية إنها منحت موديانو الجائزة لفن الذاكرة الذي استحضر من خلاله مصائر إنسانية هي الأصعب فهما, وأزاح الستار عن العالم الشخصي للمرء أثناء الاحتلال. وتبلغ قيمة جائزة نوبل ثمانية ملايين كرونة سويدية(1.1 مليون دولار), ولم يترجم الي الانجليزية إلا القليل من أعماله ولكن أعماله الأربعين تقريبا تشتمل علي عملين شهيرين هما المفقود وشهر العسل. وكان أحدث كتبه هو رواية حتي لا تضل الطريق في الحي. ترجمت له إلي العربية روايات منها( الأفق) و(عشب الليالي) في الجزائر و(شارع الحوانيت المعتمة) التي صدرت في سلسلة روايات الهلال بالقاهرة. وقال مسؤول بدار الهلال إن الرواية الأخيرة سيعاد نشرها الأسبوع المقبل. قال موديانو ردا علي منحه الجائزة إنه يشعر وكأنه كان يكتب نسخا من نفس الكتاب منذ45 عاما وإنه حريص علي أن يفهم لماذا اختير لنيل الجائزة وأضاف موديانو في مؤتمر صحفي ما أود معرفته هو الأسباب التي جعلتهم يختاروني.. لا يستطيع المرء أبدا أن يكون قارئا لكتابات نفسه. بل إن لدي انطباعا أنني أكتب الكتاب نفسه منذ45 عاما. وقال الكاتب الذي كتب الكثير من رواياته عن فرنسا في ظل الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية إنه سيهدي الجائزة لحفيده السويدي. وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إنه من دون أدني شك أحد أعظم المؤلفين في السنوات الأخيرة وأوائل القرن الواحد والعشرين, هذه الجائزة استحقها عن جدارة كاتب يتحلي بالحصافة مثل أعماله الرائعة. ولد موديانو(69 عاما) في ضاحية بولون بيلانكورت في باريس في يوليو تموز عام1945 بعد عدة أشهر علي النهاية الرسمية للاحتلال النازي للبلاد في أواخر عام1944, كان أبوه يهوديا إيطاليا وأمه فلمنكية غير يهودية. والتقيا اثناء الاحتلال ولعب هذا الإرث المختلط مع التساؤلات الأخلاقية التي ثارت حول علاقات فرنسا مع قوات النازي دورا مهما في رواياته. وقال الدكتور ألان موريس كبير المحاضرين بالفرنسية في جامعة ستراتكلايد الغموض احدي سمات أعماله. وأضاف قوله إنك تجد محاولة للتجربة وبعث نوع من القصة من الماضي لكن يتبين حتما أنها مستحيلة. سبق لموديانو أن فاز بجائزة جونكور وهي أرفع جائزة أدبية في فرنسا عام1978 عن أعماله.