خرج ماهر كعادته مبكرا بعد أن تناول إفطاره ليلحق بعمله كسائق لدي صاحب مكتب مقاولات كبير يتحصل من ورائه علي دخل بالكاد يكفيه لتوفير متطلبات أسرته الصغيرة إلا انه كان يأمل في زيادة دخله بإيجاد عمل آخر بالإضافة الي عمله كسائق لمواجهة الأعباء المتزايدة عليه من مصاريف مدارس وملابس العيد لإدخال البهجة والسعادة في نفوس أبنائه الصغار حالما بحياة أفضل لعائلته بعيدا عن فخ الفقر الذي عاني منه في صباه.. لم يجد ماهر غايته بعد أن طال بحثه عن فرصة عمل أخري لعدم إتقانه اي حرفة تكون بمثابة مصدر رزق إضافي له ومر الشاب بظروف معيشية صعبة أثرت علي حالته النفسية والمعنوية خاصة بعد ان طالته الديون و دار شريط حياته امام عينيه كالومضات سريعا وحاول بشتي الطرق الافلات بأسرته من براثن الفقر والحرمان.. وفي احدي الأيام خرج من منزله هائما علي وجه شارد الذهن واستقل سيارة المقاول الكبير متوجها الي منزله بمدينة السلام لتوصيله الي مقر عمله بشركة المقاولات الكائنة بمدينة نصر وطال انتظاره للمقاول فقام بالصعود الي شقته لاستعجاله وطرق الباب وما ان فتح له المقاول أصابه الذهول بعد أن شاهد بعينيه الرفاهية والرخاء الذي يعيش به المقاول الكبير والذي يظهر ثراءه الفاحش.. توجه المقاول بصحبه ماهر الي مقر عمله وأثناء الطريق رن هاتفه ليدور حديث طويل بين المقاول واحد عملائه بقيامه بالإشراف علي بناء احدي العقارات وتحصله علي مبلغ كبير نظير ذلك فلفت الحديث الدائر بين المقاول والعميل انتباه ماهر وسيطرت عليه حالة من الكآبة والحزن بعد ان تذكر حياته البائسة.. لعب الشيطان برأس ماهر ووسوس إليه بقدرته علي تغيير حاضره ومستقبله الي الأفضل والهروب من دائرة الهموم التي تحاصره وسداد ديونه بان يقوم باختطاف المقاول وتخديره وتصويره في أوضاع مخلة وتهديده بالصور التي بحوزته إلا انه سريعا ما طرد هذه الوساوس من رأسه خوفا من افتضاح أمره بالإضافة الي عدم قدرته علي تنفيذ مخططه بمفرده.. وفي احدي الليالي عادت الأفكار الشيطانية تطارده من جديد بعد ان عرض فكرته الجهنمية علي احد أصدقائه عامل معمار لدي المقاول ولاقت الفكرة استحسانا كبيرا لديه وعند تنفيذ مخططهما علي النحو المتفق عليه أفاق المقاول أثناء قيامهما بتجريده من ملابسه وقام بالاستغاثة بصوت عال فقاما بتقييده وتعديا عليه بسكين أودت بحياته وقاما بإلقائه بمنطقة المصانع بالعبور.. كان اللواء محمد قاسم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي إخطارا من نائبه اللواء عصام سعد يفيد بورود بلاغا لقسم شرطة السلام ثان من هشام محمود48 سنة شريك بمكتب مقاولات ومقيم محافظة المنوفية بغياب شقيقة خالد50 سنة صاحب مكتب مقاولات ومقيم دائرة القسم وبحيازته سيارته رقم و ب ب387 ولم يتهم أو يشتبه في احد بغيابه.. ومن خلال إعادة فحص بلاغات العثور علي الجثث المجهولة أمكن التوصل انه بتاريخ2014/7/26 م عثر علي جثة المتغيب ملفوفة داخل سجادة ومقيده بالحبال بمنطقة المصانع دائرة قسم شرطة العبور وفي وقت لاحق عثر علي سيارة المجني عليه متروكة بدائرة قسم شرطة مدينة نصر أول.. تم تشكيل فريق بحث اشرف عليه اللواءان محمد توفيق مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية وعبد العزيز خضر رئيس مباحث قطاع الشرق ضم ضباط مباحث القطاع لكشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه وتوصلت تحريات العميد محمد فتحي مفتش المباحث إلي مشاهدة المجني عليه صحبة المدعو ماهر السيد37 سنة والذي يعمل كسائق طرفه قبل الحادث.. بعد تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة في الأماكن التي يتردد عليها وبالقرب من محل سكنه أمكن ضبطه في أحداها.. وبمواجهته أمام المقدم مصطفي سلامة رئيس مباحث قسم شرطة السلام ثان اعترف بارتكاب الواقعة بالاشتراك مع المدعو أنور عيد34 سنة عامل معماري طرف المجني عليه.. وأضاف: نظرا لعلمه بثراء المجني عليه اتفق مع المتهم الثاني علي استدراجه لمسكنه وتخديره وتصويره في أوضاع مخلة وعقب إفاقته عن مساومته علي دفع مليوني جنيه مقابل تسليمه الصور- إلا أن المجني عليه فاق عقب قيامهما بتجريده من ملابسه وحاول الاستغاثة فقاما بكتم أنفاسه وتوثيقه بالحبال وإصابته بجرح قطعي بالكتف الأيمن والساعد الأيسر بسلاح ابيض حتي تأكدا من وفاته وقاما بالاستيلاء علي6 آلاف جنيه كانت بحوزته ولف الجثمان بسجادة ونقله بسيارة بدون لوحات ملك المتهم الأول و قاموا بالتخلص من الجثة وإتلاف هواتفه المحمولة والسكين المستخدم في ارتكاب الواقعة بإلقائهما بطريق مصر الإسماعيلية أثناء عودتهم وقد أمكن بإرشاده ضبط السيارة ملكه المستخدمة في نقل الجثمان- وباستهداف الثاني أمكن ضبطه وبمواجهته أيد ما جاء بأقوال الأول وأضافا قيامهما بترك سيارة المجني عليه بدائرة قسم شرطة مدينة نصر أول. تم تحرير محضر للمتهم وباخطار اللواء علي الدمرداش مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالتهما للنيابة التي تولت التحقيق.