أصيبت الأوساط الفنية والثقافية بصدمة أمس إثر الرحيل المفاجئ للفنان الكبير خالد صالح عن49 عاما بعد اجرائه عملية في القلب بمركز مجدي يعقوب في أسوان. استطاع الراحل خلال عدد قليل من السنوات أن يقدم نفسه كبطل حتي في الأدوارالتي ظهر فيها كدور ثان أو في مشهد عابر يدفع من يشاهده ان يتوقف امام هذه الموهبة التي تشع من تفاصيل وجهه. صالح من النجوم الذين عانوا خلال مشوارهم الفني حيث لم يساعده الحظ علي بزوغ نجمه الفني سريعا كحال زميل عمره خالد الصاوي حيث بدأ التمثيل علي مسرح الجامعة, ومسارح الهواة مثل مسرح الهناجر في دار الأوبرا المصرية لفترة طويلة, وكان إلي جانب هوايته التي تمني أن تكون مهنته الاساسية كان يمارس فيه أعماله التجارية الخاصة لكي يستطيع ان يوفر لنفسه حياه كريمة. ومع بداية الألفية ابتسم الحظ تدريجيا ليحصل علي فرص تمثيلية محدودة ولكنها كانت فرصة في حد ذاتها لصالح خالد لكي يبرز موهبتة التي كانت حبيسه خشبة المسرح محدودة الجماهير, ليظهر عام1998 في فيلم جمال عبد الناصر مع صديق عمره خالد الصاوي حيث قدم دور صلاح نصر, وجنة الشياطين مع محمود حميدة ولبلبه وعمرو واكد, وعام2001 بدور ثانوي في فيلم خلي الدماغ صاحي مع مصطفي شعبان, وفيلم محامي خلع عام2002, ومسلسل حكايات زوج معاصر عام2003, والنعامة والطاووس, ميدو مشاكل عام2003, ورغم أن أغلب هذه الأدوار ثانوية إلا أنها كانت النواه الأساسية التي ساهمت في انتشار صالح ومشاهدته من قبل النقاد والمنتجين, ليبدأ مرحلة التواجد الحقيقي والحصول علي فرصته الكاملة. كان فيلم تيتو عام2004 بطولة أحمد السقا الفرصة الحقيقية لخالد صالح ليؤكد للجميع أن ما قدمه خلال الفترة السابقه ما هي إلا كارت تعارف, وأنه لايزال متعطشا لتقديم المزيد من الأدوار المهمة, وكان النجاح الحقيقي له في تيتو, وربما بعبارته الشهيرة التي ملأت الوسط الفني وقتها أنا بابا يالا, اعطي نجاح فيلم تيتو الفرصة لخالد لكي يختار الأدوار التي تتلاءم مع موهبته الفنية الكبيرة, ولذلك بدأ بعدها علي تقديم أعمال فنية ترضي غروره إلي حد كبير فكان فيلم أحلي الأوقات الذي قدم من خلالها مباراة فنية مع زوجته يسرية هند صبري حيث اشتهرت بعبارتها له عايزه ورد يا ابراهيم, وفيلم خالي من الكوليسترول بطولة أشرف عبد الباقي الذي عرض في عام2005, وفي فيلم فتح عينيك بطولة مصطفي شعبان بدأ يتواجد صالح علي افيشات الأفلام ليعترف المنتجون بأن وجوده علي الأفيش مفيد جماهيريا. جاءت الانطلاقه الثانية لخالد صالح في فيلم حرب اطاليا حينما قدم مباراة فنية مع بطل الفيلم أحمد السقا, ثم ملاكي اسكندرية, ثم عن العشق والهوي فكان وجوده في هذه الافلام ضروريا خاصة ان كلها أدوار لا تقل أهمية عن دور البطل, ثم انتقل صالح من مرحلة الدور الثاني أو صديق البطل إلي البطولة الجماعية فكان فيلم تمن دستة أشرار, أحلام حقيقية, عمارة يعقوبيان, ثم هي فوضي التي انتشر وقتها عباراته الشهيرة اللي مالوش خير في حاتم مالوش خير في مصر, والريس عمر حرب وكانت عبارته الشهيرة هتروح فين الكون ده كله بتاعي, ثم ابن القنصل, الحرامي والعبيط, كف القمر, فبراير الأسود. لم يكن ظهور صالح أمام الكاميرا عاديا ويشهد علي ذلك أدوار ضيف الشرف التي قدمها في أفلام مثل حين ميسرة حينما قدم دور رضا الفتي الذي سافر الي العراق ولم يعد ولا تزال تنتظره امه بفارغ الصبر علي أمل انه علي قيد الحياة, وفيلم المصلحة في دورالداعية الديني الذي يعطي دروسا دينية للسيدات حيث قدم شكلا مختلفا للداعية في إطار كوميدي مميز. لم يغفل خالد اهمية الدراما فكان مشواره في المسلسلات يسير بالتوازي تقريبا مع السينما فكانت بدايته مع ام كلثوم في دور مأمون الشناوي, ثم الرقص علي السلالم المتحركة, حكايات زوج معاصر, الدم والنار, حكايات زوج معاصر ثم انتقل الي مرحلة البطولة في سلطان الغرام, بعد الفراق, تاجر السعادة, موعد مع الوحوش, الريان,9 جامعة الدول, فرعون, حلاوة الروح. رغم ان بدايات خالد صالح كانت مسرحية الا انه منذ آخر عمل مسرحي له عام2001 لم يقدم أي مسرحيات حتي وفاته حيث كان تركيزه ما بين السينما والتليفزيون. لم يستسلم صالح لأدوار الشر رغم براعته فيها مثل تيتو, حرب اطاليا, فتح عينيك, ملاكي اسكندرية, والريس عمر حرب, إلا أنه بذكاء استطاع أن يحقق لنفسه تواجدا في مساحات الكوميديا مثل ابن القنصل, تمن دستة أشرار وحرب اطاليا الذي مزج فيها الشر بالكوميديا متخذا في ذلك مثله الأعلي الفنان الراحل توفيق الدقن, وكذلك الافلام الاجتماعية مثل كف القمر, وشخصية المعاق في الحرامي والعبيط, الاستاذ الجامعي في فبراير الأسود.