هجوم الأهلي لا حول له ولا قوة, لم يعد المرعب للمنافسين, ولم يعد قادرا علي هز الشباك بغزارة, ولم يعد حاسما للمواجهات الصعبة, بل تحول إلي نقطة ضعف كبري لعبت دورا مؤثرا في تردي حالة الهجوم الأحمر صنعت جزءا كبيرا من الأزمة الفنية التي يعاني منها الفريق وتهدد مشواره في الحفاظ علي لقب الدوري الممتاز. ما حدث الآن نتيجة طبيعية لمجموعة من أخطاء أدت إلي تحول هجوم الأهلي لهجوم بلا أنياب. الخطأ الأول عند إعداد قائمة الموسم الحالي وهو خطأ يتحمل مسئوليته حسام البدري المدير الفني السابق ولجنة الكرة, بسبب غياب الدعم الحقيقي والفعال في مركز رأس الحربة. خريطة إعداد القائمة خلت من3 أسماء في مركز رأس الحربة كانوا من بين مجموعة اللاعبين في الموسم الماضي أبرزهم علي الإطلاق عماد متعب هداف الفريق العائد إلي صفوفه حاليا, ووقتها رفض متعب تجديد تعاقده مع الأهلي ووقع لمصلحة ستاندرلييج البلجيكي, وكذلك تم الاستغناء المباشر عن أحمد بلال كابتن الفريق وتراجعت لجنة الكرة عن تجديد تعاقده بعد واقعة صدامه مع حسام البدري في مباراة حرس الحدود في نهائي كأس مصر الموسم الماضي, بعد أن كان بلال قريبا من التجديد لموسمين بمفاوضات أدارها البدري نفسه, وتوالت الأحداث بالإطاحة بهاني العجيزي من القائمة, هو الآخر تمت إعارته إلي الاتحاد السكندري لمدة موسم واحد ضمن الاتفاق الشهير بين الناديين للتعاقد الأحمر مع محمد ناجي جدو قبل بداية الموسم. وفي المقابل لم يتم تدعيم الهجوم برأس حربة صاحب إمكانات تهديفية مميزة وجري الاكتفاء بالتعاقد مع اللبناني محمد غدار صاحب الاسم المغمور في الكرة العربية, وبعد أن أجريت له اختبارات لمدة أسبوعين والاعتذار له عن التعاقد ثم التراجع عن القرار وإبرام عقد معه, وبعد ارتدائه القميص الأحمر لم يتم إشراكه في المباريات بسبب تواضع المستوي, ولم يترك بصمة في الفترات التي شارك فيها. ويلقي التعاقد مع محمد غدار الضوء علي ثاني الأخطاء, وهو غياب المهاجم السوبر عن الأهلي في الموسم الحالي حتي الآن, فالأهلي فرط في العديد من الصفقات السهلة قبل بداية الموسم, مثل التراجع عن ضم العراقي مصطفي كريم مهاجم الشارقة الإماراتي قبل ساعات من غلق باب الانتقالات الصيفية مقابل350 ألف دولار, بعد أن لاح إمكان ضم اللاعب في يناير المقبل بدون مقابل حال استغناء الشارقة الإماراتي عنه في ذلك التاريخ لاستنزاف قائمة الأجانب لديه, كذلك فرط الأهلي في صفقة ضم داودا كاميللو هداف الاتحاد الليبي ومنتخب النيجر الذي كان مطروحا بقوة, وكذلك جري إبعاد الغيني الدولي سليماني يولا صاحب الأرقام التهديفية المميزة في الدوري التركي علي مدار المواسم الستة الماضية بسبب تجاوزه الثامنة والعشرين من عمره, وكان اللاعب قد حضر بالفعل إلي معسكر إعداد الأهلي في ألمانيا تمهيدا لإنهاء إجراءات التعاقد دون أن تكتمل فصول الصفقة, وتم إهمال استغلال فترة الإعداد في اختبار مواهب شابة من إفريقيا ومنحها الفرصة لتقديم أوراق اعتمادها, وهي ظاهرة كانت سببا في تألق أفارقة في أندية أخري نجحوا في الاختبارات الفنية والبدنية خلال فترة الإعداد. والخطأ الثالث هو ما يحدث حاليا في المهاجمين الثلاثة عماد متعب وأحمد بلال وهاني العجيزي, فالمسئولون لم يستعينوا بأحدهم عند انطلاق الموسم, والآن وقعت عقدا مع متعب للعودة مرة أخري إلي الأهلي اعتبارا من يناير المقبل لمدة4 مواسم بخلاف الدور الثاني لهذا الموسم. في الوقت نفسه يتفوق هاني العجيزي وأحمد بلال علي أقرانهما ممن جري الإبقاء عليهم مع الفريق في الموسم الحالي. هاني العجيزي مع الاتحاد أحرز3 أهداف وظهر بمستوي طيب في اختبارين كبيرين أمام الإسماعيلي والزمالك, وبدأ يستعيد مستواه القديم الذي كان سببا في تعاقد الأهلي معه قبل عامين, علما بأن العجيزي لم يحصل علي فرصة كاملة خلال وجوده مع الفريق الأحمر في الموسمين الماضيين, سواء مع مانويل جوزيه أو حسام البدري. في المقابل نجح أحمد بلال في استعادة جزء كبير من مستواه هو الآخر, وأحرز3 أهداف لسموحة الذي يلعب له هذا الموسم, ومستواه يتقدم من مباراة إلي أخري, وهو من أفضل لاعبي سموحة حتي الآن في الدوري, أي أن العجيزي وبلال أحرزا معا6 أهداف للاتحاد وسموحة, وهو رقم تهديفي لم يصل إليه أي من رءوس الحربة في الأهلي, وهم أسامة حسني, ومحمد فضل, ومحمد طلعت, ومحمد غدار اللبناني, وفرانسيس دورفوركي الليبيري, وكذلك تساوي أهداف العجيزي وبلال50% من إجمالي أهداف الأهلي في الموسم الحالي. من الأخطاء أيضا حالة الإصابات المتتالية التي تطارد المهاجمين أحيانا دون صدامات مع المنافس, والغياب عن المباريات بصورة جماعية, فمن تم الإبقاء عليهم في القائمة وهم الثلاثي فرانسيس دورفوركي ومحمد فضل وأسامة حسني, من أصحاب الإصابات المتكررة, والغيابات المستمرة عن الملاعب في الموسم الماضي, وكذلك قبله بمواسم أيضا, ولحق بهم محمد طلعت القادم من فريق21 عاما في مولد الإصابات, لهذا تجد في الكثير من الأحيان هجوم الأهلي بلا رءوس حربة. وقد عجز الأهلي في الموسم الحالي, ومع النقص العددي, عن تقديم الفريق موهبة تهديفية من فرق الشباب لديه, ورغم تصعيد عدد لا بأس به من العناصر أبرزهم عبدالله عبدالعظيم مهاجم فريق19 عاما, فإنهم لم يقدموا بعد أوراق اعتمادهم.