يعرفها أرسكين كالدويل: بأنها حكاية خيالية لها معني, ممتعة بحيث تجذب انتباه القارئ, وعميقة بحيث تعبر عن الطبيعة البشرية, ولا يهم الاتجاه الذي تجذب إليه انتباه قارئها ما دامت ممتعة وجذابة فإن ما يهم القارئ حسب رأي تشيخوف هل تشده القصة وتصدمه وتمتعه؟ هل تبعث فيه شعورا بأنه قد خاض تجربة أكثر عمقا من تجاربه الخاصة إن من أهم ما يحركني لكتابة القصة الحياة, الأحداث التي تحيط بي وتؤثر في, وتدفعني للكتابة ومن القصص والعناوين الدالة علي ذلك قصص الخبز المر و طعام كل يوم والتي تعالج المعاناة اليومية لشراء بضعة أرغفة وقصة وجع كل يوم قضية الموظف/ بائع الفول والذي لاتنتهي معاناته أبدا. كما يحركني أحيانا قراءة أعمال الأخرين الجيدة. وتأكيدا للفكرة السابقة فأنا لا أكتب إلا إذا عثرت علي فكرة أو حدث أبني فوقه الحدوتة أو الحكاية ولا أعتمد اطلاقا علي الفذلكة اللغوية يقول و.ت بيرنت: لا أعتقد أن بامكانكم كتابة قصة قصيرة جيدة دون أن يكون بداخلكم قصة جيدة, وأفضل أن يكون لديكم شيء تقولونه دون بناء فني علي أن يكون لديكم بناء فني دون شيء تقولونه وهذا لايتعارض إطلاقا مع الاعتماد علي جماليات اللغة وتقنيات القص الحديث من استخدام لأدوات تيار الوعي من استباق أو الفلاش باك أو تقنية الحلم أو المنولوج الداخلي وغيرها من تقنيات بناء القصة, ففي إحدي القصص والتي أعتمد فيها علي اللغة فقط مع حدث هامشي قصة عودة رجعت من عملي, أمسكت كتابا قرأت قليلا, أحسست بالتعب والإرهاق, قررت النوم, طرحت الكتاب جانبا مع متعته, خلعت الشوافة, وانطرحت علي السرير وظللت أحدق في سقف الغرفة, فقد هرب النوم من عيني, عدت أدراجي إلي الكتاب فاعتقد أن الجملة التلغرافية السريعة أحدثت جرسا موسيقيا مع حذف أدوات العطف ساعدت في جذب القارئ ليصل إلي نهاية القصة مع قصرها. ومما أحب أن أنبه إليه أهمية القراءة الكثيرة والمتعمقة في اللغة والتراث والأمثال, فقد استفدت من كل ذلك في كتابتي, في بداية قصة الحلم الجميل يقول القاص: آه يا عابدين عندما يطالبك بيتك بزيادة الدخل فأي أرض تقلك, وأي سماء تظلك وأنت لا تستطيع الرد.... فكلمة آه أداة نداء للبعيد وللدلالة علي التوجع, وأي أرض تقلك و أي سماء تظلك... فيها تناص مع رد سيدنا أبي بكر عندما سأل عن معني كلمة في القرآن وهو لا يريد أن يتكلم في القرآن بغير علم. وتكملة لنص القصة( وتتعلل بالحكمة المأثورة لا حيلة في الرزق وكأنها شماعة تعلق عليها كسلك الممل لتمارس هوايتك المفضلة القراءة ثم القراءة, والرزق موجود. فنجد في النص, القول المأثور ونجد حب القراءة ونجد الجملة التقريرية والتي يحتاجها النص الرزاق موجود. ومما أعتمد عليه عند كتابتي استخدامي الكثير لضمير المتكلم أنا وهو من الضمائر المهمة في جذب فضول المتلقي فالقارئ عندما يجد هذا الضمير تنفتح شهيته ويمني نفسه, أنه سيطلع علي الأمور الشخصية, لا أقول لبطل العمل, ولكن الحياة الشخصية للكاتب نفسه, وبهذا الضمير أيضا يقنع الكاتب المتلقي بالفلاش باك أو المنولوج الداخلي والذي يزودنا البطل بما يعتمل بداخله من أمور تقلقه أو تحزنه ومن الضمائر الجميلة أيضا ضمير المخاطب, وذلك بأن يكلم البطل نفسه بصوت عال وهاهو الكمبيوتر ينضم إلي سلسلة أعدائك الذين ينغصون عليك حياتك ويقضون مضجعك, ابتداء من الشيطان اللعين مرورا بنفسك التي بين جنبيك غير أعدائك الذين يحيطون بك والذين لا تعرفهم, ويتكفل الزمن بتعريفك إياهم عندما تلمع عينا أحدهم وفي الظلام عندما يعلم بفشل مشروعك الوحيد والذي أنفقت عليه سنوات عمرك الفائتة علي كثرتها. ومما أعتمد عليه أيضا التكثيف وذلك في غير إخلال ولا تقصير فقد عالجت الأقصوصة نظام السطر والسطرين, في قصة رثاء(2) في الفصل يجلس بمريلته البسيطة معجبا باستاذه وبملابسه الأنيقة ويندهش لحجم الحرية التي يتمتع بها, تمر السنون فيرثي لنفسه ولأستاذه. فهذا عمر بأكمله ولم نلاحظ أخلالا بالمضمون. والأمثلة أكثر من أن نحيط بها في هذه العجالة السريعة حتي أنني خشيت الإطالة أو الإملال. عابدين عبد الغفار الشعراوي بنها