يما أننا مقبلون علي نهاية عام ميلادي واستقبال عام ميلادي جديد, أتمني من كل قلبي أن يكون أحن علينا مما سبقه, لأنه كان قاسيا علينا حبتين, فإن هذا يعني أننا بدأنا موسم الأماني والأحلام وإذا كانت غالبية الإنجازات الكبري والمشاريع العظمي بدأت بحلم هنا أو أمنية هناك, فإن هذه المساحة ستخصص من الأن وإلي نهاية ديسمبر لأمنيات وأحلام يرسلها القارئات والقراء, وبالاضافة للأفكار العظيمة التي حتما ستصلني علي البريد الإلكتروني والتي سنستفيد جميعا من الاطلاع عليها, فهي مناسبة جيدة لأصالح كل من أرسل لي رسائل ولم أرد عليها خلال الأسابيع الماضية. إذن هذه دعوة موجهة لكل من تبقت لديه قدرة علي التمني أو شجاعة علي أن يحلم أن يرسل بأمنيته أو حلمه لنشاركه إياه. واسمحوا لي أن أبدا بنفسي, وسأعبر عبر السطور التالية عن حلم رغم بساطته الشديدة إلا أنني أعرف تماما أنه صعب المنال, إن لم يكن مستحيلا, ولكن كما أسلفت الإنجازات الكبري تبدأ بحلم. وحلمي هو أن يأخذ أحد كبار المسئولين سيارته( شرط أن تكون سيارة عادية وغير مدججة بمواكب الحراس الذين يروعون الجميع ويطلقون العنان لآلات التنبيه المعروفة لدينا جميعا لنعرف أن شخصية بالغة الأهمية تمر وأن علينا جميعا أن نتنحي جانبا مع عدم الانحراف علي خلق الله في الطريق حتي نعلمهم تمام العلم أن الشخصية المهمة بحراسها ومواكبها وسلاطاتها وبابا غنوجها تمر) وينطلق بها إلي طريق القاهرةالسويس والمتوجه إلي كل من التجمع الخامس والرحاب والشروق وبدر. وياحبذا لو أختار المسئول يوما من أيام العمل العادية في الصباح, ولنقل مثلا التاسعة صباحا! وياريت سيادته يقود بنفسه ويري ما يحدث علي الطريق من عشوائية بوهيمية بحتة. خذ عندك مثلا فئة الشباب من طلاب الجامعات الخاصة في تلك التجمعات والذين يسابقون الريح أثناء القيادة, ويقطعون الطريق برمته( هذا إذا وصلوا الي مقاصدهم دون حوادث مروعة) بزوايا45 درجة مئوية بسرعات أعتقد أنها تتعدي ال160 كم في الساعة. وتساعدهم في إنجاز لعبتهم هذه السيارات الجديدة التي اشتراها بابي أو اقترضوها من مامي للذهاب إلي الجامعة. وسيلاحظ سيادته كذلك فئة أخري وهي سائقو الميكروباص وأعتقد أنه سمع عنهم الكثير, ولكن لن يضيره في شيء أن يري بنفسه ودون الترويع الذي قد يحدثه موكب سيادته ما يمكن لأولئك القادة الأشاوس أن يفعلوه علي الطريق من ألعاب أكروباتية خطرة. فئة ثالثة أعتقد أن سيادته سيستمتع بشدة من متابعتها, ألا وهي فئة سائقي سيارات النقل بأنواعها, بدءا بالصغير جدا مرورا بالمتوسط وانتهاء بالكبير ذي التريلة وبدونها. فهم يطبقون أعتي مبادئ حقوق الانسان ولكن الي حد يمكني وصفه بالمبالغة المفرطة فهم يرتعون في الطريق دون أن يقول لهم أحد ثلث الثلاثة كام. وقد يتصور سيادته أن اللافتات التي سيجدها علي الطريق والتي تحدد السرعات المقررة تعني شيئا, ولكنني في إطار حلمي الطموح هذا أؤكد لسيادته أنه مجرد مظهر حضاري حتي نقسم أمام السياح أن لدينا لافتات كتلك الموجودة في بلادهم. فئة رابعة سيسعد سيادته جدا بها, ألا وهي قائدو السيارات التابعة لجهات حكومية, وأدعوه ليس فقط إلي متابعة رعونتهم في القيادة, ولكن إلي حالة السيارات التي يقودونها, فبعضها مهشم, والبعض الآخر مدغدغ, والبعض الثالث خردة. ويمكن لو كان سيادته يهوي مسألة التفكير العلمي أن يطالب بإخضاع عينه عشوائية لقادة السيارات لاختبار مخ وأعصاب, ويطلب منهم السير بين خطين متوازيين مستقيمين, وأنا علي يقين من أن أحدا من العينة لمن يجتاز الاختبار. أما ما يفعله سيادته بعد الانتهاء من رحلته, فيبقي خارج إطار حلمي, فكل ما أحلم به أن يعيش سيادته الواقع بلا مواكب أو اصطناع. [email protected]