فور خروجك من محطة مترو حلوان, تصيبك مشاعر من الدهشة والإحباط في نفس الوقت, فالبائعون أغلقوا جميع مداخل ومخارج الميدان, وتسببوا في شل حركة المرور تماما. أصبح السكان مطالبون بالإلتزام بأقصي درجات ضبط النفس, والحكمة في التصرف, حفاظا علي حياتهم, خاصة في ظل تأكيد بعض القاطنين في الميدان- إمتلاك البائعين للأسلحة الفتاكة والبنادق الآلية! ستصيبك الحسرة علي هذا الميدان الحيوي, الذي لا يقل أهمية عن ميدان رمسيس بالنسبة لحلوان, والذي للأسف الشديد تفشت فيه الفوضي والغوغائية, وأصابه العطب, وطالته الشيخوخة قبل الآوان! علاوة علي تلال القمامة المنتشرة حول أماكن تواجد الباعة, ناهيك عن تدني مستوي السلع التي يعرضونها, والتي يكون أغلبها مجهولة المصدر. فهؤلاء المتسترون وراء دعاوي السعي وراء لقمة العيش, ماتت ضمائرهم, وغابت عقولهم, وأصبحوا غير مبالاين أو عابئين بالأضرار البالغة التي يمكن أن تصيب المتعاملين مع البضائع والمأكولات المجهولة المصادر, التي يأتون بها من كل مكان وأي مكان, والتي يصنع بعضها من القمامة ومن مخلفات الحيوانات النافقة التي تمثل بالتأكيد ناقل للبكتريا والفيروسات بكافة أنواعها, وأخيرا وصل الامر إلي أنهم يقومون بافتراش الأرصفة للنوم والمبيت, ويلوثون الممرات الجانبية للشوارع بإستعمالها كدورات مياه عمومية!! تقول أفكار عبدالراضي: أنا لا أسمح لبناتي بالنزول للشارع أو إرتياد المترو بمفردهن, إلا في أضيق الحدود, لأن الميدان أصبح عبارة عن موقف للبلطجية وأرباب السوابق والمشوهين خلقيا, والذين لا يتورعون عن التحرش بالإناث بأي شكل من الأشكال. ويؤكد محمد حسن الكلام السابق أنه لا يمضي يوما واحدا إلا بحدوث مشاجرات عنيفة, إما بين البائعين بعضهم البعض أو بين الباعة وأحد الزبائن الذي أوقعه حظه العاثر في براثن التعامل مع أحدهم. ويقول جلال محمود تاجر: إن المنطقة تحولت إلي وكر للمخدرات والبلطجة والتحرش وكل الجرائم التي يعاقب عليها القانون, وأصبحت أري الإتجار في المخدرات بشكل علني في الشوارع, وأحيانا في وضح النهار, وكأنه أمر طبيعي, علاوة علي إستخدام الأسلحة البيضاء بشكل مرعب ومخيف, مما يشكل خطرا بالغا علي أرواح اهالي المنطقة. أما ندي محمد طالبة: فتضيف علي ما سبق مشكلة أخري تشكل عائقا أمام إستقرار الميدان وهي المواقف العشوائية التي أحالت حياتهم لجحيم علي حد تعبيرها, لأنها تضطر لسماع ألفاظ خارجة بصفة يومية, وتعيش في ضوضاء وجلبة وصخب ليلا ونهار, وتتمني أن يتم نقل سائقو الميكروباص لموقف خاص بعيد عن المناطق السكنية, وتناشد المسئولين بإقامة سوق حضارية للباعة الجائلين وتطبيق القانون, وفرض عقوبات رادعة علي المخالفين دون محاباة. أما الباعة قالوا إنهم طائفة التي إضطرتنا الظروف, وضيق الأحوال المعيشية, أن نشغل حيزا صغيرا او كبيرا علي ارصفة الشوارع متخذين اما عربات خشب او اقفاص او احيانا علب صغيرة حتي نستطيع ممارسة اي نوع من انواع التجارة, دونما دفع ايجار للمكان الذي نشغله, او تحمل أي ضرائب محدده القيمه. ويرجع السبب الجوهري لذلك في زيادة نسبة الفقر بين المواطنين نتيجة لإرتفاع الاسعار وعدم توافر فرص العمل وانتشار ظاهرة البطالة وتسريح العديد من العمالة من مصانعهم واماكن عملهم مما اضطرنا لعمل محاولات البحث عن فرص عمل. ومن جانبهم قام مسئولو في حلوان بتنظيم العديد من الجولات الميدانية داخل حلوان, وتم التنسيق مع شرطة المرافق لإزالة كل الإشغالات بدءا بالكورنيش ومرورا بالمناطق النائية مثل كفر العلو ومنشية جمال عبد الناصر وعزبة الوالدة والمثلث وانتهاءا بالشوارع الرئيسية كرايل وذو الفقار وشارع عمر عبد العزيز. وسوف يتم تنظيم جولات اخري لباقي الاحياء المجاورة لها ومناطقها العمرانية عن طريق جدول زمني محدد. وشملت المناطق العشوائية التي سيتم البدء في تطويرها هي عرب كفر العلو, عرب ابو دحروج, عرب راشد الغربية ارض اللواء بكفر العلو منشية السلام بأطلس منشية عين حلوان عزبة الوالدة عرب الوالدة ارض الدواجن بعزبة الوالدة المدبح أطلس وكورنيش كفر العلو وسوف يتم ازالة اي تعديات علي اي بقعة ارض في حلوان تابعة للدولة وسوف نواجه هذه التعديات بكل حزم وحسم ولا تهاون في ذلك.