في جو مليء بالثقافة والفن والإبداع إفتتح اللواء طارق المهدي محافظ الإسكندرية ومحمد عفيفي أمين عام المجلس الأعلي للثقافة نائبا عن وزير الثقافة د. جابر عصفور، والأمير أباظة رئيس المهرجان افتتح أمس الدورة الثلاثين لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط تحت شعار السينما وطن، وذلك بالقاعة الكبرى بمكتبة الإسكندرية التي ستظل شاهدة علي حضارة وعراقة عروس البحر المتوسط. وحضر حفل الافتتاح كوكبة من النجوم والفنانين والسينمائيين المصريين، والعرب، والأجانب، ولفيف من السفراء ورجال السلك الدبلوماسي، وبدأ الحفل بعرض مسرحي بنظام الكادر السينمائي يعبر عن تاريخ السينما، ويتناول كل المتعاملين مع الفن السابع من فنانين وكتاب ومصورين وفنيين، وغيرهم، وتداخل في العرض لأول مرة بعد غيابه بسبب حالته الصحية النجم نور الشريف الذي تدخل في العرض مؤكدا بعد أن نال ترحيبا وتصفيقا منقطع النظير من الحضور، حيث ألقي كلمة ارتجالية أكد فيها انه من سكان حي السيدة زينب هذا الحي الشعبي الذي يحمل عبق التاريخ، وكانت منزله محاطا بأربع سينمات، وكان لها هيبتها فيما تم عرضه من أعمال فنية راقيه، فكانت سببا في صناعة الممثل نور الشريف. وأضاف للأسف تهدم دور السينما اليوم تحت ستار القانون الغائب ليقام مكانها الأبراج الشاهقة، ولكن القانون دائما ضعيف ومخترق، لان كل مخالف يرفض إقامة سينما بعد هدمها ويدفع مقابلها غرامه 05 الف جنيه، وبالتالي قتلت مواهب كثيرة، وعلينا كسينمائيين ان نقف ونواجه لان السلطة لا ترحب في اي وقت بالثقافة، عكس ترحببها بالإعلام، وبالتالي علينا كمبدعين أن نتحد لتعود السينما إلي قوتها وتأثيرها في تشكيل وجدان المجتمع والمواطن. مؤكدا أن المجتمع يتعرض لكارثة حقيقية لطمث هويته الثقافية، وبالتالي فالضرورة تفرض عودة الناس مرة أخرى إلي السينما وبالتالي لابد من عودة سينما الحي وقصور الثقافة ومراكز الشباب لأنها الدرع الواقية لمجتمعنا وشبابنا. من جانبه أكد اللواء طارق المهدي محافظ الإسكندرية أن ثورة 03 يونيو جعلتنا أكثر احتضانا وإدراكا لأهمية الثقافة والجذور في حياتنا جميعا حيث أثبتت إن لدينا قدرة غير طبيعية علي امتصاص كل ما هو خارجي واستيعابه والمحافظة علي ثقافتنا وهويتنا التي هي أمن قومي بالفعل، وبالتالي فستظل الإسكندرية دائما عاصمة للثقافة المصرية والفكر والإبداع. وقال د. محمد عفيفي أمين عام المجلس الأعلي للثقافة الذي حضر نائبا عن الوزير أن الإسكندرية كانت وستظل عاصمة الفنون والثقافة فهي التي علمت العالم وكانت تحكم البحر المتوسط لقرون عديدة، مشيرا إلي أن السينما هي القوة الناعمة التي تستطيع المواجهة وتشكيل وجدان وفكر المجتمع. وأضاف إن وزارة الثقافة لديها رغبة حقيقية في عودة السينما مرة أخري إلي الدولة لأنها تعبر عن تاريخ مصر في القرن العشرين، ولذلك فوزارة الثقافة تسعي جاهدة في استعادة أصول السينما المصرية مرة أخري. وأوضح الأمير أباظة رئيس المهرجان ان هذه الدورة يشارك فيها 125 فيلما من 28 دولة عربية وأجنبية، مؤكدا أن تسمية هذه الدورة باسم النجم نور الشريف تقديرا لما قدمه علي الشاشة المصرية والعربية والذي اثري الساحة السينمائية بأكثر من 170 فيلما. وعقب كلمة رئيس المهرجان أعلنت الجوائز حيث تم تكريم النجوم نور الشريف الذي ناشد إدارة المهرجان أن تحمل كل دورة اسم عاشق من عشاق السينما الذين أحبوها بجد، ونادية الجندي، محمد منير، داود عبدالسيد، ومن الخارج المنتج الايطالي اوجستو بليتشيا، ومن تونس المخرج الطيب الوحيشي، ومن الجزائر المخرجة نادية شرابي وزيرة الثقافة، ومن فلسطين المخرج هاني أبواسعد، ومن سوريا المخرج محمد ملص الذي تم منعه من الحضور، وبعدها أعلنت جوائز مسابقة أفلام السينمائيين السكندريين، وهي جائزة محمد بيومي لإثراء الحركة السينمائية الشابة حيث فاز بالجائزة الأولي في الأفلام التسجيلية وقدرها خمسة ألاف جنيه فيلم الإنفاق إخراج مؤمن عبدالسلام، وفاز بالجائزة الثانية وقدرها ثلاثة ألاف جنيه فيلم إسكندرية كما لم تري إخراج عبدالله داوستاشي، وفي مسابقه الأفلام الروائية القصيرة فاز بالجائزة الأولي وقدرها خمس ألاف جنيه فيلم حكاية قمر لمحمد محفوظ جابر، وفاز بالثانية ثلاث ألاف جنيه فيلم ده انأ إخراج سارة نوفل، وقد منحت نقابه المهن السينمائية برئاسة المخرج مسعد فودة جائزة قدرها عشرة ألاف جنيه وزعت بالتساوي علي أفلام الجارة لنادر ماجد، 17 شارع فؤاد لأحمد نبيل، وألف رحمة ونور لدينا عبدالسلام، وحلم طير لموهي محمود، ومدينة ديناري لمحمد محمود. كما أعلن علي أبوشادي الأعمال الفائزة لجائزة ممدوح الليثي للسيناريو والتي فاز بها الجائزة الأولي 40 ألف جنيه بين سيناريوهين هما سنة سعيدة لمحمود سليمان، وريشه في هوا لشريف البنداري، والجائزة الثانية وقيمتها عشرة ألاف جنيه سيناريو حياة لرشا عبدالعزيز. وعرض في ختام الحفل فيلم شارلي شابلن المتشرد وذلك بمناسبة الاحتفال بمرور 125 سنة علي مولده. وحضر المهرجان عدد كبير من النجوم والفنانين والسينمائيين الذين جاءوا للاحتفال بعرس الإسكندرية ومنهم يسرا والهام شاهين وليلي علوي وخالد يوسف، رانيا فريد شوقي، وفاء عامر، هالة صدقي، داود عبدد السيد، محمود ياسين، سوسن بدر، محفوظ عبدالرحمن وزوجته سميرة عبدالعزيز، مسعد فودة نقيب السينمائيين، والمخرج علي عبدالخالق، والفنانة القديرة سميحة أيوب.