إتجه قادة الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم- أمس- في بروكسل إلي اتخاذ قرار بتشديد العقوبات علي روسيا التي يطالبونها "بوقف أعمالها العسكرية غير المشروعة" في أوكرانيا. وحذر رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو- أمس- من الوصول إلي "نقطة اللاعودة" في النزاع الأوكراني. وقال باروزو بعد لقاء مع الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو "أننا في وضع مأساوي"، مضيفا "يمكن أن نجد أنفسنا في وضع نصل فيه إلي نقطة اللاعودة إن إستمر التصعيد". وعقد هذا اللقاء قبل ساعات من قمة أوروبية طارئة فيما تتكثف المعلومات عن توغل للقوات النظامية الروسية في أوكرانيا. وأكد بوروشنكو "اننا نريد السلام وليس الحرب، لكننا قريبون جدا من الحدود بحيث لن يكون ممكنا التراجع"، متهما من جديد روسيا بإرسال قوات ودبابات إلي الأراضي الأوكرانية. واعتبر "أننا اليوم نتحدث عن مصير أوكرانيا، إنما غدا يمكن أن نتحدث عن امن أوروبا واستقرارها". وتنفي روسيا بشكل قاطع إرسال قوات إلي أوكرانيا. وقال نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي انتونوف "إن اتحاد روسيا لا يشن أية عملية عسكرية في أوكرانيا ولن يقوم بذلك في المستقبل". وردا علي سؤال عن عقوبات إضافية محتملة يفرضها الاتحاد الأوروبي علي روسيا، قال باروزو أن المفوضية "أعدت خيارات في حال قررت الدول الأعضاء تشديد العقوبات". وأضاف "آمل في أن يكونوا مستعدين لاتخاذ تدابير جديدة".وفي موسكو، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تحتفظ بحقها في الرد علي تصرفات السلطات البولندية بعدم السماح لطائرة وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو عبور الأجواء البولندية في طريق عودتها من سلوفاكيا إلي روسيا وذلك رغم تسوية الموضوع في نهاية المطاف خلال عدة ساعات. جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية الروسية نُشر علي موقعها- أمس- وقالت " إن سلوفاكيا رحبت بالوفد الروسي، وهي تتذكر دور بلادنا في تحرير الشعب السلوفاكي من الفاشية، وفي طريق العودة وقع حادث فظيع، حيث رفضت بولندا السماح بعبور طائرة وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو مجالها الجوي". وذكر البيان أن الوفد الروسي "اضطر للعودة إلي براتيسلافا بصورة عاجلة بسبب نقص الوقود مما شكل تهديدا حقيقيا علي أمان التحليق". وقالت الخارجية الروسية في بيانها: "بعد احتجاجنا سمحت السلطات البولندية بعبور الطائرة، واصفة تصرف بولندا أنه انتهاك صارخ لأصول وأخلاقيات العلاقات بين الدول". من جانبه، صرح رئيس وزراء فنلندا الكسندر ستاب- أمس- أن الانتهاكات الثلاث التي وقعت أخيرا للمجال الجوي الفنلندي من جانب الطائرات الحربية الروسية لم تكن من قبيل المصادفة. وقال ستاب لشبكة الإذاعة العامة الفنلندية "واي. إل. إي " ثلاثة انتهاكات خلال أسبوع واحد " ليست مسألة مصادفة". وكانت آخر عمليات التسلل الروسية المشبوهة داخل المجال الجوي الفنلندي قد حدثت الخميس الماضي عندما حلقت طائرة نقل من طراز انتونوف روسية لعدة دقائق داخل المجال الجوي الفنلندي فوق خليج فنلندا. وتشترك الدولتان في حدود يبلغ طولها 1300 كيلو متر. اعتبرت رئيسة ليتوانيا داليا جريبوسكايتي- أمس- إن روسيا "عمليا في حالة حرب ضد أوروبا" داعية الأوروبيين إلي إرسال معدات عسكرية إلي أوكرانيا. وقالت رئيسة ليتوانيا لدي وصولها إلي بروكسل لحضور قمة الاتحاد الأوروبي أن "روسيا في حالة حرب مع أوكرانيا، الدولة التي تريد الانضمام إلي أوروبا مما يعني ان موسكو عمليا في حالة حرب ضد أوروبا". وتكثفت في الآونة الأخيرة المعلومات حول توغل قوات نظامية روسية في أوكرانيا وهو ما نفته موسكو.